الدعم الأمريكي تجاوز 2.4 مليار دولار لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في الأردن منذ 2012

قدمت الولايات المتحدة أكثر من 2.4 مليار دولار لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في الأردن منذ عام 2012، لتكون المانح الدولي الرئيسي للبرامج الإنسانية في الأردن، بحسب وزارة الخارجية الأميركية التي أكدت الالتزام الثابت بدعم الأردن واللاجئين.

وقالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان عزرا زيا في مؤتمر صحفي في عمّان، إن الدعم الأميركي شمل مساعدات إنسانية تتجاوز قيمتها 257 مليون دولار العام الماضي، مع الإشارة إلى أن الدعم المالي غير مقتصر على اللاجئين الذين لا يستطيعون العودة إلى ديارهم، وإنما "المجتمعات الأردنية المضيفة التي تواصل استقبال جيرانها".

وتشمل المساعدات الأميركية المقدمة المساعدات النقدية والقسائم الغذائية وغير الغذائية، والحصول على الرعاية الصحية والتعليم والمياه والصرف الصحي للاجئين في الأردن، من خلال العمل مع شركاء مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويونيسيف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ووكالة أونروا، والمنظمات غير الحكومية.

وأوضحت زيا أن "المساعدات تساهم في دعم اللاجئين والأردنيين المعرضين للخطر ليكونوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم من خلال توفير فرص التدريب لهم لتطوير مجموعة متنوعة من المهارات مثل التوعية المالية وإدارة الأعمال الصغيرة والمهارات الزراعية وغيرها".

ويُضاف الدعم السابق إلى أكثر من 1.65 مليار دولار من المساعدات المقدمة العام الماضي كجزء من مذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة والأردن ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية، وسيخدم التمويل تحسينات في قطاعات مهمة بما في ذلك المياه والتعليم ونظام الرعاية الصحية، مع إعطاء الأولوية للتنمية الشاملة، بحسب زيا.

وستدعم هذه البرامج الحكومة لتقديم الخدمات الأساسية والحماية الاجتماعية، لا سيما في المجتمعات التي تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين، وفق الدبلوماسية الأميركية التي قالت إن واشنطن تقدم المساعدة الأمنية لدعم الشراكة في العمل لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

 

"إلى جانبكم مهما تطلب الأمر"

وقالت زيا إن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن تعدّ أنموذجا يحتذي به الآخرون في جميع أنحاء العالم، وأكدت تقدير الولايات المتحدة "العميق" للشراكة مع الأردن وكرم ضيافته للاجئين ودعمه لهم، وقال إنّ الولايات المتحدة تقف إلى جانب الأردنيين حليفا وصديقا قديما لهم للمساعدة في تلبية احتياجات اللاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم، مضيفةً "نقف إلى جانبكم مهما تطلب الأمر".

وأشارت الدبلوماسية الأميركية إلى "التزام الأردن بضمان سلامة جميع مجتمعات اللاجئين، وإيمانه المشترك بأنّ عودة اللاجئين لا يمكن أن تتم إلا إذا كانت عن قرار مستنير لهم وبشكل آمن وطوعي وبنحو يحفظ كرامتهم".

وأكدت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة لا تزال ثابتة في التزامها بدعم الأردن واللاجئين، وقالت إن "مساعدة الأردن للشعب السوري، بما في ذلك استضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين، لا يمكن وصفه بأقل من كونه استثنائيا".

ويستضيف الأردن أكثر من 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة السورية في 2011، بينهم 661670 لاجئا سوريا مسجلا لدى المفوضية، وتقول المفوضية إن 743669 لاجئا مسجل لديها من جميع الجنسيات عدا اللاجئين الفلسطينيين الذين يتبعون لوكالة أونروا، وذلك حتى نهاية كانون الثاني/يناير.

وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن دومینیك بارتش، إن الولایات المتحدة ھي أكبر الجھات المانحة للمفوضیة، لكنه أظهر قلقه بشأن انخفاض دعم المانحین والتحدیات الاقتصادیة قد یؤدي إلى زیادة الاحتیاجات الإنسانیة.

وأضاف: "یجب على المجتمع الدولي أن یواصل مسیرته في مساعدة الأردن الذي كان مضیفا موثوقا وملتزما وكریما تجاه الأشخاص الذيم أُحبروا على اللجوء".

 

15.9 مليارا منذ بدء الحرب

وتحدثت زيا عن معاناة الشعب السوري منذ 12 عاما بشدة من الصراع والحصار والكوارث، وقالت إن الولايات المتحدة هي الجهة الإنسانية المانحة الرئيسة منذ بداية الصراع السوري، وقدمت قرابة 15.9 مليار دولار مساعدات للأشخاص في سوريا وجميع أنحاء المنطقة، ويشمل ذلك الدعم المقدم استجابةً للزلازل التي ضربت كلا من تركيا وسوريا في شهر شباط/فبراير.

وأشارت زيا إلى أن الولايات المتحدة رفعت عدد اللاجئين الذي يعاد توطينهم في الولايات المتحدة، ليصل عدد اللاجئين الذين يتم قبولهم للولايات المتحدة إلى 125 ألفا هذا العام، مع التركيز على إعادة توطين الحالات الأكثر ضعفا.

وتسبّبت الزلازل التي ضربت جنوب شرق تركيا وشمال سوريا مؤخرا بوفاة أكثر من خمسين ألف شخص وأثرت على ملايين آخرين، بمن فيهم اللاجئون السوريون، لتعلن واشنطن عزمها تقديم 100 مليون دولار مساعدات إنسانية إضافية استجابة للخسائر غير المسبوقة والمدمرة في تركيا وسوريا، مما رفع إجمالي استجابة الولايات المتحدة الإنسانية للزلزال في كلا البلدين إلى 185 مليون دولار حتى الآن، بحسب زيا.

وقالت إن الولايات المتحدة توجه المساعدات من خلال الشركاء العاملين في مجال المساعدات الإنسانية والمموّلين منها بينهم المفوضية السامية ومنظمات دولية أخرى وكذلك منظمات غير حكومية مثل الدفاع المدني السوري - المعروف باسم الخوذ البيضاء.

وأكدت زيا أن الدعم المالي الذي تقدمه الولايات المتحدة لوكالة أونروا ساهم بتوفير الحماية الضرورية والدعم المنقذ للحياة للاجئين الفلسطينيين الأكثر ضعفا، بمن في ذلك اللاجئون الفلسطينيون في سوريا المتأثرون بالزلزال الأخير.

وأكدت التزام الولايات المتحدة بالعمل شريكا قويا لوكالة أونروا لمساعدتها، وتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة الفعالة، بما يتفق مع "مبادئ الحيادية والتسامح واحترام حقوق الإنسان وعدم التمييز"، على حد تعبيرها.

أضف تعليقك