الثورة السورية تحي أمل العودة في لاجئي أحداث حماة - صوت
سوريون بيننا - رأفت الغانم
منذ اندلاع الثورة السورية سارع أبناء العائلات السورية اللاجئة منذ أحداث حماه عام 1982بدعمها بالسبل المتاحة، فبعد مغادرتها بلادها لأكثر من ثلاثين عاماً، جاءت الثورة السورية لتشكل لهم بصيص الأمل بالقضاء على تغريبتهم والعودة لوطنهم الأم.
زهراء التي ولدت خارج بلادها تبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً عاشتها في الأردن، شكلت لها الثورة السورية جسراً للتواصل مع بلدها على أمل العودة التي كانت بالنسبة لها حلماً بحكم المستحيل فهي تحب سوريا “لأنها الوطن الذي أفتقدته، وتتوق لوطنها منذ ولادتها”.
ومع اندلاع الثورة شاركت زهراء بها من خلال الاعتصامات أمام السفارة السورية، كما أنها عضو في فريق الهلال الأحمر القطري للدعم النفسي الموجه للاجئين السوريين، بالإضافة لعملها الإعلامي وإشرافها على العديد من الصفحات الإخبارية الخاصة بمدينة حلب، وعملها كمتطوعة بالعديد من القنوات السورية المعارضة.
زهراء واحدة من السوريين اللاجئين في الأردن منذ الثمانينات، والتي قدرت أعدادهم ما بين السبعين ألفاً حتى المائة ألف لاجئ، بحسب مصادر في حركة الإخوان المسلمين السورية، والتي تنتمي اليها غالبية تلك العائلات.
أبو سعيد حاله حال زهراء، ينتميان للجيل الثاني من حركة الإخوان المسلمين السورية، وهو الجيل الذي ولد وعاش خارج سوريا ولكنه مازال مرتبطاً بالحركة بإرادته أحياناً ورغماً عنه أحياناً أخرى.
يقول أبو سعيد البالغ من العمر تسعة وعشرين عاماً والمقيم في عمان، أن أبناء السوريين الذين خرجوا في الثمانينيات عاملهم النظام السوري كمعاملة أبائهم الذين غادروا في الثمانينيات ولذلك حسبوا على حركة الإخوان بشكل تلقائي لسببين، منعهم من العودة إلى بلادهم، وعدم استصدار أرواق ثبوتية لهم من السفارة السورية كما يشير أبو سعيد.
ويعكف أبو سعيد على دعم الثورة السورية من خلال الدعم الإعلامي والمالي.
الحاج عمر بولاد كان مرغماً على مغادرة وطنه متسللاً عبر الجبال إلى تركيا ومن ثم العراق ليستقر به المطاف أخيراً في الأردن لأنه عضو في حركة الإخوان المسلمين المحضورة في سوريا.
يتحدث الحاج عمر عن ارتباط أبنائه بالوطن ارتباطاً عميقاً، وفيما إذا كان أبنائه يحملونه ذنب غربتهم “لا يعتقد أبنائي أبداً بأني السبب في غربتهم” ويرى أنه عوض أبنائه عن غربتهم من خلال تعليمهم وتوفير أساسيات الحياة لهم، ويوضح أن أبنائه لم يعانوا كما يعاني السوريين الآن جراء الثورة.
حسن أبو هنية الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية يعلق على وضع هذه العائلات المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين السورية، بأنها بقيت منذ التسعينيات حتى الربيع العربي في حالة جمود وليس لها أي نشاط سياسي، ويضيف أنها كانت مشغولة ببناء أسرها، وبعد الثورة السورية أصبحت لهم فرصة للإنخراط في العمل السياسي للعودة لبلادهم.
كما يؤكد أبو هنية أن الجيل السابق من حركة الإخوان جيل يعاني من اليأس، بالعكس من الجيل الشاب والذي يمتلك طموحات أكبر، ولا يمكن فصله عن جيل الربيع العربي.
ربما شغلت هموم الحياة سوريي الثمانينات عن التفكير بامكانية العودة إلى بلادهم، إلا أن الثورة السورية جاءت لتعيد الأمل بالعودة بعد أن كانت هاجساً بعيد المنال.
تقرير خاص ببرنامج “سوريون بيننا”
إستمع الآن