"غابة الإبداع"..إبداع أردني. غابة بدون أشجار

"غابة الإبداع"..غابة من "الأنقاض"

في ظل افتقار العاصمة عمان للمتنزهات والحدائق العامة ومع انطلاق مشروع غابة الإبداع عام 2016، توجهت الأنظار إلى مشروع سيشكل وجهة جديدة للمواطنين للتنزه.

 

لكن الواقع جاء بعكس المتوقع، الزائر للغابة الواقعة في شارع الأردن بمساحة 22 دونم تقريبا, لن يتمكن من الدخول إليها بسبب إغلاق مدخلها الرئيسي ’’بالطمم’’ الذي يشكل عائقا في الدخول للغابة بالإضافة لجفاف الأشجار المزروعة فيها.

 

الأمين العام في وزارة الثقافة الأستاذ هزاع البراري بين أن فكرة غابة الإبداع  جاءت بهدف المساهمة بتخضير عمان وتوفير متنزه و وجهة عائلية لسكان المنطقة بسبب افتقارها للحدائق والمتنزهات العامة لكونها منطقة ناشئة وتتعرض لازدياد عمراني كبير. بالإضافة لتكريم المبدعين الأردنيين في مجالات الأدب والفنون والتعريف بهم. 



وحول تعرض أشجار الغابة للجفاف وما إذا كانت الوزارة تتابع عملية العناية بالغابة, وضح البراري أن الوزارة تعمل على بناء شراكات مع وزارتي الزراعة والبيئة وأمانة عمان بالإضافة لمنظمات المجتمع المدني للنهوض بالمشروع بشكل أكبر والحصول على الدعم المادي الكافي لحاجة المشروع لتمويل مادي كبير, حيث أن الوزارة على حد قوله لا تستطيع تحمل كافة الأعباء المادية نظرا للصعوبات التي تواجهها بما يخص تطوير الغابة والعناية بها.

 

وأشار البراري إلى الصعوبات التي تواجه وزارة الثقافة بما يخص الغابة وهي أن المنطقة ذات طبيعة صخرية و معظم مساحة الغابة غير صالحة للزراعة بشكل كامل مما يحتاج  إلى تحسين الأرض بجلب تربة خاصة للزراعة وتوفير جدار استنادي لتغطية محيط الغابة بشكل أكبر.

وبحسب البراري فإن هناك تعاون مع بعض مؤسسات المجتمع المدني لتطوير الغابة والعمل على توفير بنية تساعد على تقديم الخدمات للمواطنين لتصبح وجهة صالحة للتنزه والترفيه من قبل المواطنين وعائلاتهم, وألا تقتصر فقط على أن تكون غابة تحتوي على أشجار ترمز للمبدعين.

رئيس قسم الخدمات والدعم السيد طارق المومني وضح أن وزارة الثقافة تعمل على العناية بالغابة بالشكل المطلوب حيث تم تشييك أرض الغابة بالكامل بالإضافة لتزويدها بخزان ماء بسعة 45 متر مكعب لغايات الري بالتنقيط بدلا من الري يدويا. وتحريج الغابة بالأشجار للمرة الثالثة  وذلك في شهر آذار من العام الحالي. 

 

وبما يخص’’الطمم’’ على مدخل الغابة المعيق للدخول إليها وضح المومني أن وزارة الثقافة غير مسؤولة عنه لكونه خارج حدود الغابة ويتم إلقائه من قبل أمانة عمان على المدخل الرئيسي للغابة, وتعمل الوزارة حاليا على إعادة هيكلة الغابة بإنشاء بوابة رئيسية على مدخلها للحد من ’’الطمم’’ الملقى من قبل الأمانة على مدخل الغابة الرئيسي. 



وأشار المومني أن وزارة الثقافة قامت بتوجيه خطابات رسمية وشفوية لأمانة منطقة طارق لإزالة الطمم بشكل كامل لتسهيل عملية الدخول للغابة لغايات الصيانة لكن الإزالة تتم بشكل مؤقت مما يشكل عائقا للدخول إلى الغابة.



وأضاف المومني إلى أن حوالي 70% من أشجار الغابة في حالة جيدة نظرا لطبيعة الأرض الصخرية وإلزامية تحريجها بأشجار حرجية فقط ’’بحسب مشروع التحريج الوطني’’ فبعض الأشجار لم تتلائم مع طبيعة الأرض الصخرية.

 

المدير التنفيذي لرقابة الإعمار في أمانة عمان المهندس يوسف الدلابيح  وضح أن الأمانة قامت بمخاطبة الجهة المسؤولة عن الغابة وهي وزارة الثقافة  لتأمين الحراسة اللازمة لها ووضع بوابات لمنع دخول المخالفين ممن يقومون باستخدام الغابة كمكب للنفايات وإلقاء المخلفات و’’الطمم’’ داخل الغابة بدلا من إلقائها في المكبات النظامية. وأضاف أن الأمانة اضطرت إلى إغلاق مدخل الغابة الرئيسي بالطمم منعا لدخول القلابات الغير نظامية المخالفة.

وأوضح الدلابيح أن الأمانة متعاونة مع وزارة الثقافة بإزالة الطمم الملقى من قبلها لكنها مضطرة لوضع إعاقة أمام المخالفين لحين قيام وزارة الثقافة بإنشاء بوابة نظامية وحارس نظامي للغابة .

 

يذكر أن غابة الإبداع مشروع أطلقته وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الزراعة عام 2016 بهدف تكريم المبدعين الأردنيين في مجالات مختلفة, وتحتوي الغابة على حوالي 420 شجرة , ترمز كل منها لمبدع أردني في مجالات الأدب والفنون وتحمل نصبا حجريا بإسم صاحبها. 

 

وجاءت انطلاق المشروع بالتزامن مع احتفالات المملكة آنذاك بمئوية الثورة العربية الكبرى.

 

هذا التقرير ضمن مشروع " رفع الحساسية للقضايا البيئية في التغطيات الإعلامية " التي تنفذه شبكة الإعلام المجتمعي راديو البلد بتمويل من السفارة السويسرية في ألأردن.

 

س

 

أضف تعليقك