محرر الغارديان: "سوريون بيننا" على راديو البلد نقلة في الأخبار الجيدة
لا يزال الأردن يحظى بالإشادة على نطاق واسع لجهوده المبذولة ولكن هناك موقفاً عدائياً نحو أكثر من مليون سوري فروا من الحرب.
في استوديو ضيق المساحة لإذاعة في وسط عمان، كان فريق من الصحفيين يستعد لبث نشرة الأخبار عند الظهيرة. وكان الخبر الأول حول الإتجار بالبشر وزواج القاصرات بين اللاجئين السوريين في الأردن. تلته مقابلة مع رئيس بلدية الرمثا، وهي بلدة على الحدود الأردنية أصيب اقتصادها بالشلل من جراء الحرب المستعرة في سوريا. وأخيراً، يتصل مستمع ليشكو من توسل واستجداء السوريين في شمال مدينة المفرق.
هذا المزيج المألوف من الأخبار يمثل يوماً آخر في حياة "سوريون بيننا" وهو برنامج مصمم لمساعدة بلد عربي صغير التكيف مع الضغوط الهائلة بسبب الأزمة التي تعصف بجاره الأكبر.
كنت ضيفاً في راديو البلد وهو إذاعة محلية مجتمعية بينما كان البرنامج يغطي قصة اللاجئين محاولاً مواجهة موقف العداء تجاه أكثر من مليون سوري فروا إلى الأردن منذ بدء الانتفاضة ضد بشار الأسد التي اندلعت في عام 2011.
يشكل هذا البرنامج بحد ذاته قلة نادرة من الأخبار الجيدة في خضم انخفاض الروح المعنوية حول سوريا. حازم مازوني، وهو قبل هروبه كان ناشطاً ديمقراطياً في حماة، يقدم الآن تقارير حول حياة أبناء بلده في المنفى فيما تنفذ السلطات الأردنية سياسات أكثر صرامة. الآن يركز اهتمامه نحو حوالي آلاف من اللاجئين العالقين في منطقة نائية قرب نقطة حدودية صحراوية، يواجهون الأفاعي والعقارب والغموض بشأن المستقبل.
وأضاف مازوني "عليهم أن يتدبروا أمرهم بالإكتفاء بزجاجة واحدة من الماء سعتها 200 مل يومياً". "ثمانية أشخاص لقوا حتفهم هناك في الشهرين الماضيين، وكان واحداً منهم طفل يبلغ من العمر سبع سنوات".
لا يوجد نقص في الأخبار في راديو البلد. وتقول دعاء برقاوي وهي محررة أردنية "الناس هنا يندهشون عندما يسمعون عن مدى صعوبة وضع اللاجئين السوريين". "لدينا الكثير منالتقارير حول العنف ضد النساء والأطفال والمشاكل في المدارس وكلها تقارير سيئة ".