فيلم "قصص إطلاق نار" في شومان

فيلم "قصص إطلاق نار" في شومان
الرابط المختصر

تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان الثلاثاء "قصص إطلاق النار" إنتاج العام 2007، وهو فيلم، من أفلام الدراما والإثارة والتشويق، و أول فيلم من إخراج المخرج جيف نيكولز الذي كتب سيناريو الفيلم وشارك في إنتاجه.

 

يشارك في بطولة الفيلم عدد من الممثلين المغمورين نسبيا، وفي مقدمتهم مايكل شانون بطل الفيلم الأمريكي "احتموا بالملجأ" وبارلو جاكوبز ومايكل أبوت ودوجلاس ليجون وجليندا بانيل.

 

وتم تصوير مشاهد فيلم "قصص إطلاق النار"في الجزء الجنوبي الشرقي لولاية أركنسو التي يعيش فيها مخرج الفيلم جيف نيكولز، وهي منطقة تنتشر فيها مزارع القطن.

 

وتتعلق أحداث قصة الفيلم بالصراع بين مجموعتين من الأخوة الذين يتحدرون من نفس الأب ومن والدتين مختلفتين، وما تبذله كل مجموعة من جهود لحماية جانبها من الأسرة. ويلتقي الجانبان بمناسبة وفاة الأب الذي كان قد تخلى عن أبنائه الكبار من زوجته الأولى حين كانوا صغارا. وتتجدد مشاعر العداء بين مجموعتي الأخوة عند الظهور المفاجىء للأخوة الكبار للمشاركة في جنازة والدهم التي يقيمها الأخوة الأصغر سنا بعد أن يقوم الأخ الأكبر بإلقاء خطبة أثناء مراسم الدفن يسيء فيها إلى ذكرى والده ويصفه بأسوأ الأوصاف.

 

وتتوالى أحداث قصة الفيلم لتعكس أجواء الكراهية والأحقاد المعششة داخل النفوس، حيث يقتصر الحوار على الحد الأدنى، ويتعرف المشاهد على ما يدور في أذهان شخصيات الفيلم عن طريق تصرفاتهم التي تتسم بالعدوانية.

 

ويسهم تصوير مشاهد الفيلم في منطقة مزارع القطن بولاية أركنسو ومشاركة ممثلين مغمورين في الفيلم بإضافة جو واقعي لحياة الأميركيين في أجواء شبه ريفية. وبعد سلسلة متواصلة من المواجهات العنيفة بين الجانبين ومقتل اثنين الأخوة في كل من الجانبين، ينتهي الفيلم بإدراك بقية الأخوة عبث استمرار الأحقاد ومحاولات الانتقام المتبادلة التي تنتهي بالجميع خاسرين.

 

يمتاز الفيلم بأنه استطاع أن ينأى بنفسه عن التقاليد الهوليودية التي تحول مثل هذ الصراع إلى نوع من أفلام الحركة والإثارة وصنع فيلما واقعيا يعنى بالمضمون وليس الشكل، دون أن يفقد الفيلم قدرته على شد اهتمام المتفرجين.

 

ويجمع فيلم "قصص إطلاق النار" بين العديد من المقومات الفنية كقوة الإخراج وسلاسة السيناريو وأداء الممثلين والتصوير والمونتاج. وحصل الفيلم على معدل 91% على موقع "الطماطم الفاسدة" الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما الأميركيين. واختار أحد النقاد فيلم "قصص إطلاق النار" كأفضل أفلام العام، كما صنّفه نقاد عديدون كأحد أفضل عشرة أفلام من أفلام العام.

 

ووصف عميد نقاد السينما الأميركيين الراحل الشهير روجر إيبيرت الفيلم بأنه واحد من أفضل أفلام العام، فيما عرض الفيلم في 16 مهرجانا سينمائيا، من بينها مهرجانات برلين ولندن وشيكاغو وسيدني وأثينا. ورشح لعشر جوائز سينمائية وفاز بخمس جوائز، بينها أربع جوائز عن الإخراج للمخرج جيف نيكولز من مهرجانات نيويورك وسياتيل وأوستن الأميركية ومهرجان فينا السينمائي الدولي النمساوي.

 

ويشتمل فيلم "قصص إطلاق النار الذي ينتمي إلى السينما المستقلة ذات الإنتاج القليل الكلفة " على بعض المفارقات. فقد اقتصرت تكاليف إنتاجه على 250,000 دولار فقط في حين أن تكاليف إنتاج الفيلم الروائي الأميركي تبلغ عادة عدة ملايين من الدولارات، ووصلت إلى 300 مليون دولار لبعض الأفلام. واقتصرت الإيرادات العالمية الإجمالية لهذا الفيلم على 168,000 دولار، مما يعني أنه تعرض لخسارة مالية، وذلك رغم الجوائز السينمائية الهامة التي حصل عليها والعدد الكبير من المهرجانات السينمائية العالمية التي عرض فيها. ومن المفارقات أيضا أنه على الرغم من عنوان الفيلم وأجواء الصراع الدموي بين الأخوة فلا يوجد فيه إطلاق نار.

أضف تعليقك