شومان تستضيف الروائي واسيني الأعرج في حوارية بعنوان "التاريخ، والرواية، وأنا"
عمان 26 أيلول - استضاف منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، مساء أمس الاثنين، الروائي الجزائري الدكتور واسيني الأعرج، في حوارية بعنوان "التاريخ، والرواية، وأنا". وأكد الأعرج خلال الحوارية التي حضرها جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين، وأدار الحوار مع الجمهور الدكتورة رزان إبراهيم، أهمية أن يتناول الروائي التاريخ في رواياته وقصصه الأدبية، مشيرا إلى أن العلاقة بين التاريخ والرواية تغيرت في هذا الزمن عما كانت عليه قديما، حيث كانت العلاقة قديما من المسلمات، واليوم أصبحت العلاقة محاورة. وقال إنه يوجد في داخل كل نص أدبي وروائي جزء من التاريخ، وعندما نصنف الرواية التاريخية يفترض بان يكون قد مر على الحادث الذي يشكل المعيار الأساسي للرواية زمنا معينا، وكتب عنه، وأصبح هناك ردود أفعال حوله، مشيرا إلى أنه حين نطلق صفة الرواية التاريخية على رواية معينة، فيجب أن يتوفر في النص جزء معين من تاريخ الشخصية أو الحادثة أو الوضع الاجتماعي وغيرها من المعايير. كما أكد الأعرج أهمية ألا يكون للكاتب أو الروائي موقف ايدولوجي عند الكتابة لأن هذا الأمر قد يدمر النص الأدبي، حيث ان الكاتب يتخذ منذ البداية موقفا أساسه المنفعة، موضحا أن الايدولوجيا هي منفعة سياسية واضحة، لذلك "يجب تخطي الايدولوجيا الفردية عند كتابة النصوص الأدبية، وهذا من عمل الكاتب بأن يجعل القارئ لا يشعر بأن النص يحمل أي ايدولوجية وهذه العملية غير سهلة". وبين أنه ليس على الكاتب الدخول في الكثير من التفاصيل الخاصة بشخصية الرواية؛ وهو ما يسمى بـ "الأدب الاستقصائي"، بل عليه أن يعيش في بعض المواقف والأحداث الخاصة بالشخصية؛ ليفهم مشاعرها واحساسيها، ويستطيع الكتابة عنها مثلما فعل عند الكتابة عن الأديبة مي زيادة في رواية "مي ليالي إيزيس كوبيا، ثلاثمئة ليلة وليلة في جحيم العصفورية"، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأمور التي ظلت مجهولة عن حياتها، وحاول اكتشافها من خلال رحلة بحث طويلة في مصر ولبنان وفلسطين. وأشار الدكتور الأعرج إلى الرسالة التي أرادها من روايته "العربي الأخير"، مستعرضا الظروف والتحديات والحروب التي كانت موجودة خلال كتابته الرواية، إضافة إلى غياب الأمل، فعمل على شخصية الرواية التي بقيت متفائلة رغم الظروف والتحديات الصعبة التي واجهها. ونوه إلى أن مساحة الكتابة هي ملك للكاتب وحده، فعندما يبدأ بالكتابة فأنه يضع لنفسه مساحة تاريخية خاصة، حيث إنه يأخذ العناصر التاريخية الهامة التي تخدم نصه الأدبي. وكانت الدكتورة رزان إبراهيم، أشارت في بداية الحوارية إلى أن الروائي الكبير واسيني الأعرج، استطاع أن ينفذ إلى قلوب فئة عريضة من القراء من خلال روايات تمكنت من تطويع الجمالي كي يؤدي وظيفة الادهاش مضافا إليها وظيفة تمرير المعرفي وربما تسويغ الفكري. وقالت إن أعماله امتازت بتنوع لافت في أساليب مزجت بين الرسائل والمذكرات في كثير من الأحيان، ولن يفوته بالمثل هذا التراوح بين منطق فانتازي يغادر قوانين الحياة ليقول الحياة بكل أشكال القهر والعذاب التي يتعرض لها البشر في كل مكان وزمان، فنجده وقد تصادم بالغريب والمستحيل (جملكية آرابيا) (مصرع أحلام مريم الوديعة) أحيانا، بينما يحصل العكس أحيانا أخرى يلجأ فيها إلى لعبة متقصدة ترمي إلى تقويض الحدود بين الخيال والواقع فتجده منشغلا بتحفيز واقعي ينتهج فيه حيلا روائية غرضها تجذير واقعية النص باعتباره حقيقة مجتثة من أرض الواقع؛ (البيت الاندلسي، سوناتا لأشباح القدس، ليالي، إيزيس كوبيا) التي نقع فيها على توثيق متخيل يتعمده الروائي لدرجة أن يصدق القارئ حقيقة ما يقرأ. يشار إلى أن الدكتور واسيني الأعرج هو روائي وأكاديمي، يحمل شهادة الليسانس من كلية الآداب واللغات/ جامعة وهران (الجزائر)، ودرجة الماجستير في اتجاهات الرواية العربية في الجزائر، ودكتوراه دولة نظرية البطل في الرواية العربية من جامعة دمشق، ودكتوراه في "لغة الرواية العربية: بحث في هوية النص العربي المكتوب باللغة الفرنسية من جامعة السوربون. حاصل على العديد من الجوائز منها: جائزة الرواية الجزائرية على مجمل الأعمال الروائية، سنة 2001، جائزة التليفزيون الأولى للحصص الثقافية الخاصة، عن البرنامج الثقافي التليفزيوني: أهل الكتاب سنة 2001، وجائزة المكتبيين الجزائريين (2006) على روايته كتاب الأمير، وجائزة الشيخ زايد للآداب (2007) على روايته كتاب الأمير، وجائزة الكتاب الذهبي في المعرض الدولي على روايته سوناتا لأشباح القدس (2009)، وجائزة المقروئية العربية عن روايته: البيت الأندلسي (2010)، وجائزة شخصية السنة الأكثر فاعلية إبداعيا ونقديا وثقافيا، اتحاد الكتاب، (2010)، وجائزة الإبداع العربي بيروت (2013) على روايته أصابع لوليتا، وجائزة كتارا للرواية العربية، وجائزة النص القابل للتحويل الدرامي قطر(2015) على رواية مملكة الفراشة. وهو عضو في الهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد من 2008 إلى 2012، وعضو في هيئة الأمناء لجائزة الشيخ راشد بن حمد من 2018- إلى اليوم، وقد تم تكريمه في معرض بيروت ودار الآداب، على رواية: مي/ ليالي إيزيس كوبيا. وقد تم تحويل العديد من رواياته إلى أعمال فنية كمسرحيات ومسلسلات.