"شلبية الحكواتية".. تغير إيقاع ليالي عمّان الرمضانية

"شلبية الحكواتية".. تغير إيقاع ليالي عمّان الرمضانية

ظاهرة أعادت إلى ليالي عمّان بهجة التراث والحنين إلى الماضي، ولكن بصورة مختلفة من حيث الشكل والمضمون، فأصبح الحكواتي "حكواتية" تقدم الحكايات والقصص الشعبية بقالب معاصر يخاطب وقتنا الحالي وقيمه وأفكاره.

وإن كانت القصص هي نفسها من أيام أجدادنا، لأن شلبية الحكواتية مختصة بفن الحكي وفن الخطابة وتتقن سرد الحكايات للصغار والكبار، بأسلوبٍ غيّر إيقاع وعادات السهرات الرمضانية.

حكايات الزين البهاء والظاهر بيبرس
حكواتية عمّان سالي شلبي أو "شلبية الحكواتية" تبحث عن حكايات شعبية غير مألوفة أو متداولة وتنبش في موروث بلاد الشام والموروث العالمي مثل قصة "الزين البهاء" وحكايات أخرى، إضافة إلى أجزاء من سيرة الملك الظاهر بيبرس التي ترويها في ليالي رمضان.

ويذكر أن شلبية الحكواتية ومجموعة صغيرة من الحكواتيين والباحثين يعملون على إعادة إحياء هذه السيرة، وتنفرد الشلبية بأنها الحكواتية الوحيدة التي تسرد سيرة "الظاهر بيبرس" على مدى ثلاث سنوات.

<br />
شلبية الحكواتية مختصة بفن الحكي وفن الخطابة وتتقن سرد الحكايات للصغار والكبار (الجزيرة)<br />
شلبية الحكواتية مختصة بفن الحكي وفن الخطابة وتتقن سرد الحكايات للصغار والكبار (الجزيرة)

الحكاية والتغيير الإيجابي
أسلوب شلبية الحكواتية يتجاوز الشكل التقليدي النمطي للحكواتي المعروف باعتمار الطربوش وارتداء اللباس التراثي والجلوس على كرسي في المقهى، فهي تحاول تحديث فكرة عروض الحكي وأشكالها لتواكب احتياجات الجمهور المعاصر.

وهي حكايات وعروض معرفية ليست للتسلية أو لسرد القصص فحسب، بل تسعى من خلال تغيير نمط الحكواتي الذي كانت سهراته وحكاياته موجهة للرجال فقط، إلى التغيير الإيجابي داخل المجتمع عبر توظيف القصة لهذا الهدف بإحداث تغيرات طفيفة أو كبيرة، لتصبح القصة معاصرة بقيمها وأفكارها وأحداثها.

شلبية الحكواتية: "التحدي الأهم الذي أواجهه هو إدخال المستمع إلى عالم الحكاية وأخذه بعيدا عن الواقع الآني" 

إحياء الذاكرة التراثية المجتمعية
تهدف سالي من بحثها في التراث إلى إحياء الذاكرة التراثية المجتمعية من خلال التواصل مع المجتمع وقصصه، وإشغال وتنشيط خيال المستمع وجذبه لمتابعة الحكاية الشعبية، رغم كل التحديات المعاصرة التي يعيشها.

وقالت للجزيرة نت "أعتقد أن التحدي الأهم الذي أواجهه هو إدخال المستمع إلى عالم الحكاية وأخذه بعيدا عن الواقع الآني، كونه جاء برغبته للحضور والاستماع".

الشلبية تروي باللغتين العربية والإنجليزية
تتميز الشلبية بسردها الحكايات للكبار باللغتين العربية والإنجليزية في عدة أماكن في العاصمة عمّان والمحافظات، كما عرضت في بعض الدول العربية مثل فلسطين وقطر والبحرين وتونس ومصر، إضافة إلى دول أوروبية مثل ألمانيا والسويد وأميركا.

وبمناسبة الحديث عن حكواتية عمّان، تقول إنها انتقلت من سرد الحكايات وعوالم الكتابة والإرشاد والتدريب إلى فن الحكي الذي بدأ يتقدم وينتشر من جديد ويلقى التقدير لأنه يشكل معرفة مجتمعية.

<br />
لغة الجسد من أهم أدوات الخطابة والحكاية كما ترى سالي شلبي (الجزيرة)<br />
لغة الجسد من أهم أدوات الخطابة والحكاية كما سالي شلبي

فن الحكي والحكاية مكانة مجتمعية
وتضيف سالي "أنا اليوم أجد كثيرا من التشجيع من جمهوري الذي يحضر العروض الدورية، كذلك من الداعمين من المؤسسات الثقافية مثل مسرح البلد والملتقى التربوي العربي اللذين يحرصان على إعادة فن الحكي والحكاية إلى مكانهما المجتمعي، وأيضا من المؤسسات المانحة مثل مؤسسة عبد الحميد شومان التي قدمت لي منحة تدعم عملي الفني ومسيرتي الفنية لهذه السنة".

ورغم وجود التلفزيون والراديو ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل التسلية العصرية المتنوعة، فقد زاد عدد الممارسين لهذا الفن، كما زاد عدد المهرجانات العربية والدولية المختصة بهذا الموروث الذي تم استحضاره من جديد.

الجزيرة نت

أضف تعليقك