الصيغة المهدَّدة بالانقراض: المبنيّ على ما لم يُسَمَّ فاعِله
تجدونَها مكتوبةً على عُبوّة المُربَّى: "كما لو تم تحضيره بالمنزل". وفي خبرٍ بالجريدة عن حادثٍ مُروريٍّ نقرأ: "تم نقل المصابين إلى مستشفى..." وفي مداخلةٍ هاتفيّةٍ لمُواطنٍ على برنامج مُتلفَزٍ نسمعُه يقول: "أنا تمّ ابتزازي." وفي مداخلةٍ أخرى لأديبٍ شابٍّ على برنامجٍ إذاعيٍّ يحتفي بصُدور ديوانٍ لصديقِه الشاعر، يقولُ الأديب مُداعِبًا: "لقد تمَّ وَعدي بأن أحصل على نسخة."
في هذه الأمثلة كُلِّها تحرّى الكاتبُ والمتكلّمُ تجنُّب استخدام صيغة المبني على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه (المبني للمجهول)، فما نعرفُه أنّ العربية توفّرُ لنا إمكانَ التعبير عن حدوث الفعل غيرَ مُسنَدٍ إلى فاعلٍ مُعَيَّنٍ، وإن كانت هُوِيّةُ الفاعل مفهومةً في مُعظَم السّياقات السابقة، فإذا قُلنا "كما لو حُضِّرَ بالمنزل" كان مفهومًا أنّ الفاعلَ المُتخيَّلَ هو أهلُ المنزل، وإذا قُلنا "نُقِلَ المُصابُون" فَهِمنا أنّ سيارات الإسعاف نَقلَتهم. ولو قال الأديب "وُعِدتُ بالحصول على نُسخة" لفهمنا أنّ مَن وعدَه صديقُه الشاعر.
ربّما بدأ الأمرُ تجنُّبًا لتكرار حَرفٍ بحركَتَين مختلفتين، استثقالًا لنُطقِه هكذا، كما في قولِنا استدراكًا على صاحب المُداخَلة الأولى "ابتُزِزتُ". ثُمّ تمدّدَ الاستثقالُ ليَشملَ كُلَّ فعلٍ مبنيٍّ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه. وأتصورُ أنّ مَبعثَ الاستثقالِ في هذا الاستخدام المُعاصِر يعودُ إلى أمرَين. أولُهما في الكتابة، حيثُ يستثقِل الكاتبُ اللجوء إلى حركات التشكيل أو إحالةَ قارئه إلى تأمُّل المعنى الذي يلتبِسُ في حالِ غياب التشكيل. وثانيهما في المُشافَهة، حيث يستثقِلُ المتكلِّمُ الإتيانَ بحركة الضَّمِّ التي لابُدَّ منها مع بناء الفِعل غير الثّلاثيِّ الأجوَف (حَالَ – حِيلَ) للمجهول. وهي الحركة الأثقلُ بين حركات التشكيل بالفعل.
والمشكلة أنّ مسألة الاستثقال ليسَت وليدة العصر، فهي تبدو فِطريّةً عالَميّةً وإن أخذَت صُورًا مختلِفةً بين الشُّعوب وانعكسَت بطُرُقٍ متباينةٍ في لُغاتِها. ففي الإيطاليّة وريثة اللاتينيّة الأقربِ إليها تخفَّفَ المتكلّمون من الإتيان بصَوت الكاف (c/k) قبل كُلٍّ مِن صوتَي السِّين (s) والتّاء (t)، وهكذا أصبحَ اسمُ (ألِكسَندر) عند الإيطاليين المُحدَثين ألِسّاندرو Alessandro وأصبحَت كلمةُ Act الدالّة على الفصل من المسرحيّةِ مثَلًا عندهم Atto.
وليس الاستثقالُ غريبًا على صَوغ مُفردات العربية الفُصحى نفسِها، ومَن يُطالِع (الخصائص) لأبي الفَتح عثمان بن جِنِّي يصطدم بكثيرٍ من المواضع التي يحلّلُ فيها ذلك اللغويُّ المؤسِّسُ بِنَى مُفرداتٍ فصيحةٍ تركَ فيها العرَبُ القياسَ على ما اطَّرَدَ مِن لُغتِهم استثقالًا لتتابُعٍ صوتيٍّ مُعيَّنٍ، وجنحوا إلى تتابُعٍ صوتيٍّ كان أسهلَ على ألسنتِهم. ولعلّ المِثال الأشهرَ في العربيّة كلّها هو ذلك القرآنيُّ الوارِد في سُورة الكهف، في مفردة (تستطيع)، حيثُ ترِدُ في الآيةِ 78: "سأنبِّئكُ بتأويلِ ما لم تستطِع عليهِ صَبرًا" ثُمّ في الآية 82: "ذلك تأويلُ ما لم تَسطِعْ عليه صَبرًا"، حيثُ خُفِّفَت في الآية الثانية استثقالًا لصوت التاء قبل الطاء، حتى إنّ المُهتمّين بمَبحث الإعجاز اللُّغويِّ للقرآن يُهيبون بهذين الموضِعَين للدّلالة على أنّ كُلَّ مفردةٍ في القرآن هي الأنسَبُ في مكانِها، فجاءت (تستطِع) الأولى ثقيلةً لاستغلاق معاني أفعال الخِضر على نبي الله موسى، وجاءت الثانية (تَسطِع) خفيفةً لانجلاء تلك المَعاني ثانيا.
والشاهدُ أنّ الاستثقالَ يبدو مُبرِّرًا شرعيًّا في تراث العربية الفُصحى للعُدول عن صياغةٍ إلى أخرى. فهل تمتدّ شرعيّتُه إلى العُدول بالكُلّيّةِ عن بِنيةٍ راسخةٍ للأفعال واستبدالِ صِيغةِ (تَمَّ + المَصدَر) بها؟!
ما أصلُ ذلك الغرامِ بالتَّمام؟!
لا أستطيعُ الجَزم، وإن كان يتراءى لي أنّ الاستخدام المُفرِط لفعلِ (تَمَّ) قبل مَصادر الأفعال بدأَ رسميًّا في المؤسسات العسكرية، فقد "تَمَّ إبلاغ أهالي الشهداء" و"تمّ رفع الموضوع إلى سيادة القائد" إلى غير ذلك. في الحقيقة لا أملِك الدليل على صحّة ما أقول، لكنّه يبقى حدسًا تدعمُه المُشاهَدات اليومية دون توثيقٍ من جانبي. ولعلّ عبارة "تمام يافندم" هي الأشهر بين كُلِّ ما نتخيلُه من مُخاطَبات العسكريين الناطقين بالعربية، لاسيّما في مصر. ومن العسكريِّين انتقلَ الأمرُ إلى المُخاطَبات والبيانات الحكومية الرسمية، حيثُ نَشَدَ الحكوميّون استخدامَ لُغةٍ مُحايدةٍ منزَّهةٍ عن الظلال العاطفيّة، وبدا لهم أنّ لُغة العسكريين هي المِثال الأقرب إلى ما يَنشدونه، لاسيَّما أنّ مفردةَ (تَمَّ) تستطيعُ بذاتِها أن تُقسِّمَ التقرير الرسميَّ إلى مَهامٍّ، ما تفتؤُ إحداها أن (تَتِمّ) حتى تَظهر التاليةُ لتنتظرَ (الإتمام).
وقد تمدَّدَ هذا الاستخدامُ الرسميُّ في كُلِّ قِطاعاتِ الكلام مُشافهةً وكتابةً، وكُتِبَ له نجاحُ ساحِقٌ، رغم ما يبدو مِن أنه يسيرُ ضدّ نَهجِ الاقتصاد اللُّغويِّ الذي يقتضي أن يُعبِّرَ الإنسانُ عن حاجاتِه بأقلِّ جهدٍ كلاميٍّ ممكنٍ، وهكذا قِيلَ "تَمَّ وَعدي" في كلمتَين ولم يُقَل "وُعِدتُ" في كلمةٍ واحدة! والسببُ مرّةً ثانيةً هو استثقالُ حركة الضَّمّ على حرف الواو التي تشبَّع ذِهنُ المتكلِّم هنا بأنّها تمثّل جهدًا كبيرًا عليه أن يَبذُلَه إن استخدمَ المبنيَّ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه.
وما لبثَت مفردة التّمامِ الزائفِ أن اكتسبَت أراضيَ أخرى، حتى خارجَ هذا الحَقل اللغويِّ، فسمعتُ بأذنَيّ موظَّفَ الإذاعة الداخلية لأحد المُستشفَيات التي عملتُ بها يقول: "تَمّ انتهاء مَوعِد الزيارة" ويكررها! مع أنَّ الموعِدَ يَنتَهي، لا (يُنتَهَى)! أي أنّ فعل الانتهاء أصلًا مُسنَدٌ إلى الموعِد، مبنيٌّ للمعلوم. هذا فضلًا عن أنّ الانتهاءَ يَحدثُ مَنطقيًّا في لحظةٍ واحدةٍ، لا يبدأ في لحظةٍ ليَتِمَّ في أخرى! وهذا بالطبع إذا نَحَّينا جانبًا كُلَّ الجدل الفلسفيِّ حول مفهوم الزمَن، واكتفَينا بما يُملِيه علينا الحِسُّ المُشترَكُ الذي لا أفترِضُ أنّ المُوظَّفَ المذكورَ يُهمُّه غيرُه!
والسِّرّ في جُنوح الموظّف إلى هذه الصيغة يبدو لي أنه ذلك الولَع باللغة المحايدة التي تبدو قاطعة. إنّ محض استخدام مفردة (تَمَّ) يُشعِر المتكلّم بنَوعٍ من السُّلطة، وبأنّ ما يُصدِرُه من عباراتٍ يَجري مَجرى الأوامر التي تنتظر التنفيذ، وبأنه لا سبيل إلى إساءة فهمِها. لكن على أرض الواقع تتبخّر هذه الأوهامُ حين يُصِرُّ أهلُ مريضٍ على التلكُّؤ في المُغادرةِ بأيّة حُجّةٍ، وتنشَب المُشادّات الكلاميّة التي قد تنتهي إلى شِجارٍ وتصعيدٍ لا يعلُم مَداه إلا الله!
لكن ما المشكلة رغم ذلك؟!
صحيح! قد يبدو الأمر تافهًا عرَضيًّا، فما هي إلّا صيغةٌ لغويّةٌ تموتُ لتَحيا أخرى. قد يُقالُ لي "إنّ الحِسّ المُشترَكَ الذي لتَوِّكَ قد أهَبتَ به دفع الناسَ دُون اتّفاقٍ بينهم على التواطُؤ على ترك هذا وتكريس ذاك. والمهمُّ في اللغة أن تَخدُم أغراضَ مَن يتكلمونها، أليس كذلك؟"
والإجابةُ بَلى، كذلك. لكنّ للُّغة ظِلالًا أخرى وجدانيّةً تظهرُ في صيغةٍ ولا تظهرُ في أخرى. فحين اصطلحَ النُّحاةُ على تسميةِ مَن يقعُ عليه الفعلُ المبنيُّ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه "نائبًا للفاعل" كانوا مُؤيَّدِين بفَهمٍ عميقٍ لتلك الظلال الوِجدانيّة. هكذا، حين أقولُ "لقد وُعدتُ بنُسخةٍ" فإنني أنقُلُ مركز ثُقل فِعل الوَعدِ مِن الواعد (صديقي الشاعر) إلى نفسي الموعودة، لتَظهرَ مأساتي المؤقتَة حيثُ أنتظرُ الوفاء بالوعد وترتهنُ سعادتي بتنفيذِه. وفي المقابلِ حين يقولُ القرآن بلسان المكذِّبين بالآخِرة: "لقد وُعِدنا هذا نَحنُ وآباؤُنا مِن قَبلُ" (سورة النمل – آية 68) يَنتقِل محورُ ارتكاز الفِعل (مركزُ ثُقلِه جَريًا على تعبيرِنا السابق) مِن الواعِدِين (الأنبياء) إلى الموعودِين، لتنفجِرَ في وجوِهنا نحنُ قُرّاءَ الآيةِ سُخريتُهم المريرةُ واستخفافُهم بوَعد الآخِرة. ولعلّ تلك الضَّمّة المُستَثقَلةَ في بِنية صيغة المبنيِّ على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه تمثّل مُعادلًا صوتيًّا مُوفَّقًا للغايةِ – ما أعجبَ توفيقَه حَقًّا – لانتقال مركز ثُقل الفعل أو محور ارتكازِه مِمّن فعلَ الفِعلَ إلى مَن وقعَ عليه الفِعل. هكذا تضطلعُ تلك الحركةُ البالِغةُ القِصَر بوظيفةٍ بالغة الثُّقل، وتنقلُ إلينا عالَمًا كاملًا من المَشاعر والألوان والظلال الوِجدانيّة. وليس هذا مَقام المقارنةِ بين العربيةِ وغيرِها، إلّا أنه يبدو لي الآن أنّها "لُغةٌ شاعرةٌ" بحَقٍّ كما سمّاها أستاذُنا العَقّاد رحمه الله في كتابه (اللغةُ الشاعرة).
فهل هناك مَخرَجٌ من الورطة إن كان ثَمّ ورطة؟
الورطةُ موجودةٌ، حيثُ تمدّد التعبيرُ الركيكُ الزائفُ كالسّرَطان في أوصال الكلام فصيحِه وعامِّيِّه، وحجبَ بتمدُّدِه تلك الظلالَ والألوان المحمولةَ على (المبنيّ للمجهول). ومشكلةُ ذلك أنّ حديثَنا الرسميَّ والشعبيَّ يتحولُ تدريجيًّا إلى الرماديّة التي تتآمرُ مع مفردات واقعِنا التي تهمّشُ الوِجدانَ والتواصُل الصادقَ العاطفيَّ بين الناس لحساب تقدُّمٍ مادّيٍّ خارجيٍّ بَحتٍ مشفوعٍ بخَرابٍ إنسانيٍّ داخليّ. وورطتُنا في بُقعتِنا العربية أعمَقُ لأنّ مفردةَ (التمام) لا تعبّر أبدًا عمّا يَحدثُ في الواقع، والتقدُّم المادّيُّ نفسُه هنا أقربُ إلى قِشرةٍ ناقصة. أيُّ تمامٍ هذا؟! لقد (تمَّ) نقلُ المُصابين غالبًا إلى مستشفَياتٍ ناقصة التجهيزات سيُنقَلون منها إلى غيرها لتسوء حالتُهم زيادةً، واسأل في ذلك طبيبًا ومُجرِّبًا واسأل مَن شِئتَ، فليس ثَمّ إلّا إجابةٌ واحدةٌ واقعيّة!
أمّا المَخرَجُ فبإيلاء تَعليم العربيةِ المزيدَ من الاهتمام. ولا أظنّه ممكنًا أن يَحرصَ شابٌّ على لُغتِه ويتذوّقَها ما لم تُحَبَّب إليه منذُ صِغَرِه، اللهم إلّا إن تداركَه الله بفضلِه ليتدارَكَ هو ما فاتَه في الصِّغَر. والحَقُّ أنّ وجودَ النّصّ المُقدّس المركزيّ في الثقافة العربية يبدو ملجأً للُّغةِ مُتحَدِّيًا لمِثل تلك التواطُؤات (غير المقصودة). فمن الصعوبة بمكانٍ أن يقترحَ أحدُهم استبدالَ صيغة (تَمّ + المصدر) بصيغةِ المبنيّ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه في آيات القُرآن: "أم خُلِقُوا مِن غيرِ شَيءٍ أم هُمُ الخالِقُون؟" "وَحِيلَ بينهم وبين ما يَشتَهون كما فُعِلَ بأشياعِهِم مِن قَبلُ" إلى غيرهما من الآياتِ التي وضع النُّحاةُ اصطلاح (ما لم يُسَمَّ فاعِلُه) أصلًا بالرُّجوعِ إلى معناها، مُفَضِّلينَه على (المبنيِّ للمجهول)، لأنّ فاعلَ أفعالِ هاتين الآيتين معروفٌ ضمنًا وهو الله، لكنّ الإتيان بهذه الصِّيغة قد نقلَ مراكز ثُقل الأفعالِ إلى مَن وقعَت عليهم، ليتأمّل المخلوقون في خَلقِهم أوّلًا، ولنرى شِدّة وطأة (الحيلولة) على المُكذِّبين ثانيا.
ويندرجُ في مسألة التعليمِ إعادةُ الاعتبار لعُنصُر التشكيل. وهنا أختلِف مع أستاذِنا العقّاد قليلًا، حين قرَّرَ في (اللغة الشاعرة) أنّ جزءًا من عبقريّة الكتابة العربية أنّها اقتصاديّةٌ، توفِّرُ الجَهدَ بالإحالة إلى ما رسخَ مِن فَهم الكاتب والقارئ المبنيّ على السِّياق. ومَظهَرُ هذا التوفيرِ عندَه هو اقتصارُ الحروف المعبّرة عن الصوائت على الحركات الطويلة (حروف المَدّ: و – ا – ي). فإنّ مشكلةَ الحركات القصيرةِ لو لم تكُن موجودةً، ولو لم يكُن المهتمّون بأمر اللغة قد شعروا بوطأتِها مع ازدياد أعداد المتكلّمين بالعربية على غير السَّليقة، لَما اضطُرُّوا إلى استحداثِ التشكيلِ المُظهِر للحركات القصيرة (الفَتح والضّمّ والكَسر، فضلًا عن السُّكون والتشديد). إنّ الكتابةَ العربيةَ بانتمائها إلى الأبجديّات (المُفتقِرة إلى رموزٍ للحركات القصيرة) لا إلى الألِفبائيّات (المُشتملة على مِثل تلك الحركات، كالكتابة اللاتينية) تُعاني مُشكلةً، إلّا أنّ حلَّها موجودٌ منذ مئات السِّنين، ومِن الغرابة بمكانٍ تجاهلُه في تعليم هذه اللُّغة!
وأخيرًا، فإنّ الاستثقالَ وإن كان أمرًا فطريًّا، إلا أنّه نسبيٌّ تمامًا، وإلّا لَما صاغ العربُ تلك الأفعالَ مبدوءةً بالضّمّ من الأصل. وحَلُّ الاستثقالِ أن يُعوَّدَ الطِّفلُ نُطقَ هذه الأفعالِ على الوجه الصحيح ويُعرَّفَ – على قَدرِ ما يمكنُه فهمُه – ما تكتنزُه من مَعانٍ تستعصي على صيغة التّمام الزائف. أمّا إذا استسلمنا للوضع الرّاهن، فَلنُبشِر بالمزيد من الرماديّة والحِياد في تواصُلِنا، وضِيق الأفُق في تلَقّي بعضِنا لخطاباتِ بَعضٍ، وَلْتنقرِض الصِّيغةُ المُدهشةُ مِن كلامِنا، فلن يُهِمَّ أيُّ شيءٍ حينذاك.