الشاعران الربيع وحسين قرآ للحياة والقدس والعشق

استضاف بيت الشعر بمدينة المفرق مساء الأول من أمس، كلا من الشاعرين: أمين الربيع ومحمد حسين في أمسية شعرية متميزة، أدار مفرداتها الشاعر عمر أبو الهيجاء بحضور مدير ثقافة المفرق مدير بيت الشعر فيصل السرحان وسط حضور من المثقفين والمهتمين.

أبو الهيجاء نفسه الذي استهل الأمسية بدعوة الحضور بالوقوف وقراءة الفاتحة على روح المرحوم سمو الشيخ خالد بن سلطان القاسمي حاكم الشارقة، وكما أكد على أن مبادرة د. القاسمي التي أخذت على عاتقها بفتح ألف بيت للشعر في مختلف أرجاء الوطن العربي للكشف عن المواهب الشعرية الجديدة ودعمها والوقوف إلى جانبها، مشيرا إلى أن المبادرة تعتبر فريدة في الوطن العربي ونثمنها ونقدرها عاليا.

من جهته مدير البيت السرحان في كلمته قال: إن البيت يأمل في إتاحة الفرصة لجميع المثقفين والشعراء للالتقاء والاستفادة من خبرات بعضهم ونقل تجاربهم فيما بينهم خصوصا للشعراء الشباب ، مشيرا إلى أهمية الأمسيات الشعرية في تعزيز الفعل الثقافي وإظهار الإبداعات الشعرية للشعراء المساهمين بإحداث حالة ثقافية مميزة، مشيرا إلى أن خطط بيت الشعر في خوض غمار الشعر في الحياة العامة والتركيز على القضايا التي تمر بها المجتمعات العربية ،إضافة إلى تنظيم ملتقيات شعرية في مدن أخرى بالتشارك مع المؤسسات التي تعنى بالأدب والشعر.

القراءة الأولى استهلها الشاعر أمين الربيع صاحب ديوان «قوارير، وكُن» حيث قرأ مجموعة من القصائد التي يعتمل في الفكر والثقافة العالية، أمين الربيع شاعر يبحر عميقا في التأمل في معترك الحياة ناسجا قصيدته بوعي وثقافة وتقنية أكثر اتساعا في مساحة القول الشعري، تاركا لنا وبفنية عالية حالة من التأمل مستأنسين معه حالات الشاعر الغوّاص في اللغة الطازجة، فهو الشاعر العارف الذي يحفر عميقا بالوجودية و قلق الشاعر والحياة، ضمن تشكيل لغوي ومشهدية حوارية بصرية.

من قصيدة له بعنوان:»غريبٌ في قبضةِ المألوف» يقول:»الورودُ على حالِها بقيَتْ/قُربَ آنيةِ الملحِ، والعاشقانِ/خلا مِنهُما عَسلُ التَّوقِ والرُّكنُ/والنَّادِلُ الآنَ يغسِلُ كأسيهِما/وطريقُ الرُّجوعِ/يُتوِّجُهُ ذهبُ الخاتمةْ!/كلبَةٌ تتنزَّهُ في وقتِ نُزْهَتِها/خادمةْ!/بُقْعَةٌ قُربَ زِرِّ القَميصِ/جفافٌ على الشَّفَتينِ/وسائقُ «تاكسي» يُثرثرُ عن حظِّهِ/مَخْفَرٌ فوقَ أَسوارهِ/صوَرُ الأُسرةِ الحاكمةْ!».

ويأخذنا الربيع إلى دندناته الشعرية والتي أهداها إلى عابرة حيث يقول:»الباحثونَ عن ذواتِهمْ/الحائرونَ في حياتِهمْ/المتعبونَ مثلُهُمْ، لكلِّ واحدٍ أَتى/دورٌ فريدٌ أتقَنَهْ!/سَهَّلْتُ أَمرَ بترِ ساقِ صاحبي/ولُمتُهُ: (لا تُهمِلِ الدَّواءَ)!/ثمَّ سارَ في تَخبُّطي/(ما أهوَنَ الوجودَ أو ما أَوهَنَهْ!)/مَنْ يَحرُسُ الوَرْدَةَ مِن بلاغةِ العِطْرِ؟/ومَن يُصغي إلى النَّجمَةِ في تَكرُّرِ الأقمارِ/مَن يؤلِّفُ الشُّرودَ، أو مَن لَحَّنَهْ؟!/ساهِمَةً ظَلَّتْ شَواخِصُ الطَّريقِ/رُبَّما فاجَأها سؤالُهُ/يدري بأنَّ شاخِصاتِ الدَّربِ مُذْعِنةْ!».

إلى ذلك قرأ الشاعر الشاب محمد حسين وهو من الأصوات الجديدة في المشهد الشعري الأردني الطالعة بثقة والذي استطاع خلال فترة قصيرة جدا بحضوره في الملتقيات الشعرية واحتكاكه بالتجارب الشعرية الجادة أن يجد لاسمه مكانا مع التجارب الشعرية الجادة، فجاءت نصوصه أكثر التصاقا بالهم الإنساني ولا تخلو من الشأن الذاتي وأجمل القصائد التي تبدأ من الذات.  

من قصيدته «كفي الحياء» نقتطف منها:»كفِّي الحَياءَ ولا تُبدي ليَ الخَجَلا/ إنِّي طَوَيتُ لكِ الدُّنيا لأن أَصِلا/إنِّي لأعلَمُ ما فِي القَلبِ مُحتَجِبٌ/و تَعلَمِينَ بِأنِّي أَرتَدِي الأَمَلا/عَسى بِحارُ نَبيذِ الحُبِّ أَرشِفُها/وأُمنَحُ الشِّعرَ فِي لُقياكِ و القُبَلا/

كُفِّي حَياءَكِ ما فِي النَّبضِ لي جَلَدٌ/لأَن أَراكِ و أَبقى حائِرًا ثَمِلا/لو تَمنَحِيني ضِياءً مُبلِجًا غَسَقي/أو تَمنَحِيني مِدادًا يُوقظُ الغَزَلا».

من قصيدته «حيرة» والتي تحدث فيها عن القدس يقول:»ماذا أقولُ و نزفُ القدسِ يؤلمُني/و صورةُ الشهدا في الحزنِ تسجنُني/ماذا أقول.. بنو الإسلامِ قد خُذلوا/و الصّمتُ خيَّمَ في الأشعارِ يقتلُني/كيف التّبسمُ و الأوطانُ في هلعٍ /في كُلِّ رُكنٍ أرى الخذلانَ يلبسُني».

أضف تعليقك