أفلام عربية في مهرجان إسرائيلي

أثار عرض 6 أفلام عربية في مهرجان إسرائيلي بمدينة القدس المحتلة استياء مخرجي الأفلام، حيث يتم عرض أفلامهم في المهرجان دون الرجوع إليهم أو أخذ موافقاتهم. 

فقد عرض أمس الاثنين في القدس فيلم "أريكة في تونس" للمخرجة التونسية منال العبيدي ضمن ستة أفلام عربية ستعرض خلال مهرجان "سينما الشرق الأوسط" الذي أعلنت عنه صفحة "إسرائيل تتحدث العربية" على منصات التواصل الاجتماعي.

وسوف يتبع فيلم العبيدي فيلم "صوفيا" للمخرجة المغربية مريم بنمبارك، و"المومياء" للمخرج المصري الراحل شادي عبد السلام، و"ما زلت أختبئ لأدخن" للمخرجة المغربية ريحانة، و"الحديث عن الأشجار" للمخرج السوداني صهيب قسم الباري، و"قضية رقم 23" للمخرج اللبناني زياد دويري.

وقالت الصفحة التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية إن "المهرجان يهدف إلى إظهار أفضل الأعمال السينمائية في الشرق الأوسط للجمهور الإسرائيلي، وتسليط الأضواء على الحضارة والثقافة والناس في الدول العربية والقضايا التي تهمهم، وذلك سعيا لخلق جسر ثقافي بهدف توسيع العلاقة بين المجتمع الإسرائيلي والمجتمعات الشرق أوسطية المجاورة".

تطبيع إجباري

يبدو من اختيارات مركز "سيماتيك القدس" -الذي يعرض الأفلام العربية الستة بغرض خلق "جسر ثقافي"- أن جسرها مبني من طرف واحد دون استئذان أو موافقة الطرف الآخر، فقد أعلن المخرج السوداني صهيب قسم الباري عبر حسابه على فيسبوك أن "هذه المشاركة تمت دون علمه ودون موافقته، ولا يعرف حتى الآن من أعطى هذه الجهات الموافقة على هذه العروض".

وأوضح في بيانه أنه "والمعنيين بالفيلم من أعضاء جماعة الفيلم (منار الحلو، إبراهيم شداد، سليمان محمد إبراهيم، الطيب مهدي، هناء سليمان) متفقون على رفضنا مشاركة فيلمنا في هذه الفعالية التي تقام تحت رعاية نظام فصل عنصري تقوده حكومة يمينية متطرفة تنتهك يوميا حق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة على أرضه المحتلة".

وتابع المخرج السوداني "نبني موقفنا هذا على تضامننا المبدئي الإنساني والسياسي مع نضالات كل الشعوب المضطهدة التي ترزح تحت القمع والاحتلال في كل مكان وكل زمان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، نعرف ويعرف العالم كله كم الظلم اليومي الذي يقع على الفلسطينيين، فكيف نشارك مع من يضطهدهم في طمر صوتهم ونتحدث معه في غيابهم؟".

 

لا تقارب مع الانتهاكات

من جانبها، وجهت "التنسيقية التونسية للعمل المشترك من أجل فلسطين" رسالة مفتوحة إلى المخرجة منال العبيدي "بألا تسمحي بأن يكون فنك مدخلا للتطبيع مع نظام التمييز العنصري والإرهاب الصهيوني!"، واعتبرت التنسيقية في بيانها أن هذا المهرجان يأتي كأحد مظاهر "التطبيع مع الكيان الصهيوني".

وقال الموقعون على الرسالة إن المهرجان "يأتي إثر إعلان ترامب صفقته البائسة لتصفية الحق الفلسطيني، ويندرج ضمن المحاولات الدنيئة المسجلة مؤخرا في تونس وباقي البلدان العربية من أجل فرض مضمون هذه الصفقة".

وهدد الموقعون على الرسالة بمقاطعة الفيلم عند عرضه في تونس إذا لم تطلب منال العبيدي إلغاء العرض الإسرائيلي، وأضافت الرسالة "نعلم أن فيلمك فرنسي الجنسية، وأن شركة التوزيع الدولية التي تمتلك حقوق التوزيع هي التي وافقت على مشاركته بالأراضي المحتلة، إلا أننا نعلم كذلك أن حقوق المؤلف المعنوية محفوظة في قانون الملكية الفكرية الفرنسية وغير قابلة للتصرف، وعليه فإنه بإمكانك إن شئت طلب إلغاء هذا العرض، وهو ما سيغنينا عن الدعوة إلى مقاطعته عند عرضه قريبا في تونس".

وعلق الممثل مجد مستورة -وهو أحد أبطال الفيلم- داخل البيان "لو كان الأمر يتوقف علي فسأقاطع هذا المهرجان الدعائي بحجة "التقارب بين الشعوب" في دولة تقتل الشعب الفلسطيني، وتنتهك معظم حقوق الإنسان الأساسية منذ عقود".

وهو ما يتفق مع ما جاء من بيان المخرج السوداني قسم الباري، إذ كتب "ليس من المشرف للفنانين في أي زمان كانوا أن يستخدم منتهكو الحياة فنهم، لغرض الإيهام بأن كل شيء على ما يرام، فيما الجرائم الكبرى مستمرة".

 

يذكر أن فيلم "صوفيا" للمخرجة المغربية مريم بنمبارك سبق أن أدرجته إدارة مهرجان "حيفا السينمائي" الذي ينظمه الكيان الصهيوني في دورته لعام 2018، لكن بنمبارك طالبت بسحبه على الفور من برنامج المهرجان، وأكدت حينها أنه تم إدراجه دون الرجوع إليها.

المصدر : الجزيرة

أضف تعليقك