7 آلاف كرفان يحتاجها "الزعتري" لتجاوز بؤس الشتاء.. (صوت)
ترقد أم أحمد قلقة على مدخل خيمتها "غير الآمنة" في مخيم الزعتري، كي تشكل خط دفاع لحماية فتياتها اللاتي أصبحن لاجئات وهنّ في مقتبل العمر.
9 شهور قضتها أم أحمد وعائلتها المكونة من 7 أفراد في خيمة لا قفل لها ولا باب يردّ عنهم ما قد يؤذيهم، ولا تزال تنتظر بأمل أن تمنحها إدارة المخيم كرفانا يؤيها وأسرتها اللاجئة.
ومع دخول الشتاء، أضيف البرد القارس لمعانتهم داخل خيمة لا تتجاوز مساحتها 3.5م، تشاركهم فيها الفئران والجرذان والعقارب، دون أن يستمع أحد لشكواها الدائمة، على حد قولها.
تقول أم أحمد "أصغر بناتي عمرها 13 عاماً وأنا في مخيم اللجوء لا آمن عليهن، ما زلت أحلم بكرفان أغلق بابه علينا بأمان".
أما حكاية اللاجئ عمر نويران، فقد فرّق ضنك العيش داخل خيمة هدّها غبار الصحراء بينه وبين زوجته التي لم تعد تطيق العيش يوماً إضافياً، بعد أن عجّت خيمتها بالفئران والجرادين، فطلبت منه أن تغادر لتعيش بجوار أختها في عمان.
منع العمل عمر وهو مدرّس موسيقى في المدرسة البحرينية، أن يغادر برفقة زوجته كما أن لديه ابن في الصف التاسع يدرس في مدارس المخيم. يؤكد عمر أن الخيمة ليست حلاً للاجئ كونها لا تقيه أبسط العوامل الجوية كهبوب الرياح المتخمة بالغبار.
لم يعرف عمر وأسرته الصغيرة الاستقرار في خيمة اللجوء منذ سنة و3 شهور مضت، فالصيف فيها ملتهب والشتاء قارس البرد، كما أن الرياح تتلاعب بالخيمة وقد تقتلع أوتادها في أية لحظة خلال الشتاء، على حد قوله.
"يوجد في مخيم الزعتري 7 آلآف خيمة مترامية في شتى أنحاء المخيّم، تعمل الإدارة على تبديلها بكرفانات قبيل شتاء هذا العام"، كما يؤكد مدير مخيم الزعتري للآجئين السوريين العقيد زاهر أبو شهاب.
ويؤكد أبو شهاب أن الخيمة التي توزّع على اللاجئ منذ قدومه نوعيّتها جيدة، إلا أن العوامل الجوية في منطقة الزعتري شمالي المفرق تؤثر عليها سلباً، لذا يتم استبدالها لاحقا بكرفان.
ويضيف أبو شهاب إن الإدارة بصدد التنسيق مع المانحين و"الردود طيبة وفي الفترة القريبة سيتم استبدال جميع الخيام".
يوجد في المخيم 18 الف كرفان يقطنها 85 الف لاجئ سوري، كما يسكن مخيم الزعتري أكثر من 120 الف لاجئ سوري، ما يجعله رابع أكبر مدينة في المملكة.
إستمع الآن