“نلتقي لنرتقي”.. محاولة لتجاوز اختلاف المناهج على السوريين

“نلتقي لنرتقي”.. محاولة لتجاوز اختلاف المناهج على السوريين
الرابط المختصر

 

أطلقت مجموعة من المدرسين السوريين، بالتعاون مع مراكز التعليم الأردنية والأكاديميات الثقافية في محافظة إربد، مبادرة تحت شعار “نلتقي لنرتقي”، وذلك بهدف تأهيل أولياء أمور الطلبة السوريين، ورفدهم بمهارة تدريس المنهاج الأردني.

 

وتأتي هذه المبادرة بعد مواجهة الطلبة السوريين لمشكلة اختلاف المناهج عليهم، ولتسهيل اندماجهم في المدارس الأردنية.

 

الطالب السوري بشار الفواز، الذي انقطع عن الدراسة لعدة سنوات، اصطدم بالمنهاج الأردني، ما وضع أمامه عقبات، وأثر على نفسيته ودرجته التعليمية.

 

ويشير بشار إلى صعوبة المنهاج الأردني مقارنة بنظيره السوري، الأمر الذي أدى إلى تراجع مستواه التعليمي، بعد أن كان من بين المتفوقين في مدارس بلاده، لذا حاول اللجوء إلى مراكز تقوية وهو ما حالت دونه صعوبة التنسيق بالوقت ما بين المدرسة والمركز.

 

إلا أنه والد بشار، أصبح يشرف على تدريسه، بعد أن انخرط في دورة لتعلم المنهاج الأردني، وهو ما انعكس إيجابيا على مستواه الدراسي ليعود إلى صفوف المتفوقين.

 

كما بدأت اللاجئة السورية باسمة الحوارني بتدريس أطفالها، بل وتساعد الطلبة الأردنيين والسوريين على فهم المواد العلمية في منطقتها، بعد مشاركتها في تلك المبادرة، وخضوعها لجلسات الإعداد والتدريب، وهو ما ترك راحة نفسية لديها.

 

من جانبه، يرى المشرف التربوي على المبادرة إسماعيل المصري أن قطاع التعليم هو من أكبر القطاعات المتأثرة جراء الحرب السورية، حيث أغفل اللاجئون السوريون قضية تعليم أبنائهم، نظرا لظروف الحياة الصعبة التي يعيشونها، وخاصة مع اختلاف المناهج عليهم.

 

ويوضح المصري، أن المبادرة تعمل على تدريس المنهاج الأردني لأولياء أمور الطلبة السوريين، وتدريبهم وفق أساليب ممنهجة ومدروسة على طرق التعليم من المرحلة الدراسية الأولى وإلى الصف السادس، ليتحولوا إلى مدرسين في بيوتهم ومناطقهم.

 

ويلفت إلى أن تدريس المناهج لأولياء الطلبة بدل الطلبة يساعد في إنشاء مدرسة في كل بيت وتخفيض التكاليف المالية، فليس كل اللاجئيين السوريين لديهم المال أو الوقت ليرسلوا كل أطفالهم إلى مراكز التقوية.

 

مدير أكادمية البواسل الثقافية سامر الحسينات، يشير إلى أن الطلبة السوريين يعانون من حالة عدم استقرار، وانقطاع عن الدراسة لعدة سنوات، مشيرا إلى أن غالبيتهم يعانون من ضعف في التأسيس، الأمر الذي تعمل الأكاديمية على تلافيه.

 

ويضيف الحسينات بأنهم عقدوا جلسات تقوية لـ400 طالب على المنهاج الأردني ، و400 طالب يدرس المنهاج السوري في الدورة الواحدة، وحوالي 50 شخصا من أولياء الأمور.

 

هذا وبلغ عدد الطلبة السوريين على مقاعد الدراسة في الأردن 145000 طالب يعاملون معاملة الطلبة الأردنيين، فيما ينتظر 90 ألف طالب دخول المدرسة بسبب اكتظاظ المدارس.