واقع العمال في الإنشاءات: قطاع مفتوح أمام الإنتهاكات
يعاني العاملون في قطاع الإنشاءات من ظروف عمل صعبة، تبدأ من ساعات عمل طويلة وأجور متدنية وظروف عمل تحت قيض الصيف أو برد في الشتاء.
ورش البناء تختلف فيما بينها من حيث مراعاة المتعهد لظروف العمال ومتابعة أوضاعهم العمالية، سندا لنصوص قانون العمل الأردني، لتشكل العمالة غير المصرح لها العمل في القطاع مادة خصبة للانتهاكات العمالية.
"نتسحر ونصلي ونذهب إلى الورشة عند الخامسة فجرا"، في ظل اجواء صيفية حارة ودخول شهر رمضان المبارك، هذا ما يؤكده رجب عامل وافد لـ"عمان نت".
ويتابع "لا أعمل أكثر من 7 ساعات في رمضان أو 8 ساعات في غيره"، مشيرا إلى أن المهندس المسؤول وصاحب التعهد يراعيان ظروف الشهر وحرارة الطقس. ويقول "أنا أدفع للضمان الإجتماعي مبلغ 30 دينار شهريا بشكل اختياري".
رجب، نموذج قد لا ينسحب على مئات العمال في هذا القطاع غير المضبوط، فما تزال ساعات العمل الطويلة وظروف العمل الصعبة أبرز ما يعنيه العمال في قطاع الإنشاءات الذي يعد مولدا لفرص العمل، تصب فيه معظم العمالة الوافدة المخالفة لشروط تصاريح عملها.
سبق وأن سُجلت قضية اتجار بالبشر بحق متعهد في أيار الماضي "تم استغلال أكثر من 14 عامل من جنسيات مختلفة" كانوا يعملون لديه في ورشة بناء مبنى تابع لمديرية الأمن العام، وحكم القاضي بوقوع الانتهاك بحق المتعهد.
مليون عامل وافد في الأردن، منهم ما يقرب من 175 ألفاً يعملون بصورة مخالفة للقانون ومن دون تصاريح عمل. ما يدعوا المراقبين لتعليق الجرس لضرورة تحسين ظروف العمل في قطاع الإنشاءات والبناء على وجه الخصوص.
"القطاع مفتوح" وذلك سبب اهتمامنا به، يقول مدير مركز الفنيق للدراسات الإستراتيجية أحمد عوض، والذي يرى أن جزءا كبيرا من الإنتهاكات العمالية تحدث في قطاع الإنشاءات وتتمثل في أن العمل يتم على أساس يومي وليس براتب شهري ثابت، وبالتالي فإن العاملين لا يتمتعون بحقهم في الضمان الإجتماعي، إضافة إلى فقدان شروط السلامة العامة، وتجاوز ساعات العمل الرسمية للعاملين.
وجود عامل يتقدم للإشتراك الإختياري في الضمان، في ظل وجود عمل مؤسسي كالشركات الهندسية والمقاولين، يعد "إنتهاكا صارخا" لحق العامل بتمتعه بالضمان بحسب عوض الذي يدلل على غياب ضمانات الصحة السلامة المهنية، بوجود أعلى نسبة إصابات للعمل في قطاع الإنشاءات.
اصابات العمل في قطاع الإنشاءات وصلت إلى 45 شخصاً من كل 1000 مؤمن عليه، وفق مدير المركز الإعلامي في المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي موسى الصبيحي.