هواجس "الكونفدرالية" هل تحتم إخفاء جهود الأردن في المفاوضات (صوت)

هواجس "الكونفدرالية" هل تحتم إخفاء جهود الأردن في المفاوضات (صوت)
الرابط المختصر

لا يزال الأردن طرفاً رئيساً وأساسياً في مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي رغم محاولاته البقاء في الظل السياسي بعيداً عن عدسة الإعلام.

محللون جزموا بأن دور الأردن أعمق من إقتصاره على تجاذب أطراف الحديث عن المفاوضات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يبحث مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة سبل دعم جهود السلام والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي بدأت أمس، وآخر التطورات والمستجدات في المنطقة.

الملك عبد الله الثاني وخلال لقائه بان كي مون اليوم الخميس أكد على أن حل جميع قضايا الوضع النهائي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني مصلحة وطنية واستراتيجية أردنية.

وأشار إلى أهمية ومكانة مدينة القدس لدى العرب المسلمين والمسيحيين، معتبرا أن استمرار إسرائيل في سياساتها الهادفة إلى تهويد المدينة وتغيير معالمها والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها سيكون له انعكاسات خطيرة على جهود تحقيق تقدم في العملية السلمية.

المحلل السياسي والكاتب في صحيفة القدس العربي بسام بدارين يؤكد أن الأردن حاضنة أساسية لجولة المفاوضات الحالية من حيث الشكل والمضمون والتوقيت معتبراً زيارات جون كيري للمنطقة 6 مرات ما بين عمان ورام الله في أقل من شهرين دليلا على أن الأردن "نجم" أساسي في عملية المفاوضات.

يرى بدارين أن عملية المفاوضات مرتبطة بالدور الأردني المركزي والمباشر سواءاً في رعاية الأماكن المقدسة أو عندما يتعلق الأمر بالإشراف الأردني على المؤسسات الأمنية الفلسطينية أو حتى بما أشتملت عليه مخططات المبعوث الأممي بان كي مون وما يعرف بالسلام الإقتصادي الثلاثي.

دور الأردن تم اخفاءه خلف كواليس الأحداث لهدف تكتيكي بحسب بدارين وهو إنجاح مسيرة المفاوضات وتأطير دور الأردن لإجراء قياسات وإختبارات للرأي العام في الشارعين الفلسطيني والأردني قبل الشروع بالمخططات العريضة وعنوانها "الكونفدرالية الإقتصادية الثلاثية".

وتعد الكونفدرالية خياراً "غير شعبي" لدى الشعبين الأردني والفلسطيني في ظل وجود مخاوف من مواجهته بمعارضة شعبيه لذا يتم إخفاء المفاوضات "لإنضاجها" وفقاً لبدارين.

منذ اوسلو قبل 20 سنة وبحث المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يدور بين مد وجزر والحديث عن السلام يتردد منذ اندلاع النزاع قبل 120 سنة ما أفقد الشارع الفلسطيني الثقة بأي مباحثات.

الكاتب الصحفي الفلسطيني خليل العسلي يستهجن ترديد ديباجة "الكونفدرالية" وينفي وجود علاقة بين الكونفدرالية وظهور الأردن تحت الأضواء في بحث المفاوضات.

ويؤكد العسلي أن هناك توجه واضح لدى القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في جعل الأردن شريك أساسي في دعم عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كما أن الشارع الفلسطيني يؤيد مشاركة الأردن في المفاوضات لتشابكه الإجتماعي والإقتصادي.

يضيف العسلي أن دعم الأردن مطلق ومعنوي للسلطة الفلسطينية إلا أنه حريص على بقاءه خارج الصورة السياسية في عملية التفاوض يقول "رغم أن الأردن ليس موجوداً على أوراق التفاوض وأن الملفات فلسطينية بحتة إلا أن شريك حاضر بقوة".

مخططات المبعوث الأممي الأرفع بان كي مون تحمل في طياتها حديثاً صريحاُ عن الكونفدرالية ومع توقيع الاتفاق في نهاية السقف الزمني المحدد الذي يُعلن بموجبه استقلال الدولة الفلسطينية، يدخل الطرفان الفلسطيني والاردني بمباركة اسرائيلية وعربية، في تفاهمات تتناول دورا اردنيا امنيا جوهريا في مساندة السـلطة الفلسطينية والوقوف الى جانبها في وجه اية اخطار داخلية او خارجية محتملة، وذلك في اطار الكونفدرالية المتفاهم عليها والتي تكون قد نضجت ظروف اعلانها، بالتزامن مع طفرة اقتصادية ثلاثية يكون لاسرائيل دور فاعل في تشكيلتها.

الملك عبد الله الثاني اعتبر خلال ظهوره الأخير في حفل تخريج فوج ضباط جامعة مؤتة أن الحديث عن كونفدرالية بين الأردن وفلسطين "كلاما ليس في مكانه" الآن، وأنها لن تقوم قبل قيام الدولة الفلسطينية وبموافقة الشعبين، الأردني والفلسطيني.

أضف تعليقك