ميدل ايست آي:زيارة بن سلمان للأردن…"السكوت ليس علامة الرضا"

ميدل ايست آي:زيارة بن سلمان للأردن…"السكوت ليس علامة الرضا"
الرابط المختصر

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا للصحفي محمد العرسان، اشارة فيه لرفض فعاليات سياسية وصحفية لزيارة ولي العهد السعودي المتوقعة للاردن يوم الأثنين، واشار التقرير انه وبالرغم من عدم وجود فعاليات احتجاجية على الأرض بسبب الخوف من الملاحقات القانونية إلا أن هذا لا يعني رضا الأردنيين عن الزيارة.

وفيما يلي نص التقرير

"السكوت علامة الرضا" مثل شعبي أردني يقال عند للإشارة على موافقة العروس على الزواج بسبب الحرج من التعبير اللفظي عن الموافقة، إلا أن هذا المثل لا ينطبق على المواقف السياسية، خصوصا إذا كان هناك استثمار في الخوف.

ترفض فعاليات شعبية وحزبية وصحفية، الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان للأردن والمقررة يوم الاثنين، إلا أن هذه الفعاليات لا تستطيع التعبير عن ذلك باحتجاجات كالتي شهدتها تونس تنديدا بزيارة ابن سلمان؛ تخوفا من نصوص في قانون العقوبات المادة 118 تسجن المناهضين للزيارة بتهمة "الاساءة إلى مصالح الاردن والاردنيين وتعكير صفو علاقات مع دولة شقيقة".

وبالرغم من ذلك، كسر حزبيون وصحفيون حاجز الخوف، منددين بالزيارة التي تأتي بعد "سياسات معادية للقضية الفلسطينية، والمجازر التي ترتكبها السعودية في اليمن، وعقب جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي" حسب ما قالوا لـMEE.

الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، مراد العضايلة (اكبر الأحزاب الأردنية)، اعتبر أن "توقيت الزيارة غير مناسب"، يقول لـmee "الزيارة توقيتها غير مناسب كون التحقيقات في مقتل الصحفي الخاشقجي لم تنتهي، ووجود اتهامات شخصية بتورط الأمير محمد، بالاضافة الى عدم الرضا عن المواقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية ومحاولة ترويجها، ونرفض اي ضغوط سعودية على الأردن في هذا الملف".

العلاقات الأردنية السعودية شهدت توترا ملحوظا في 2017 عقب محاولات سعودية لتهديد الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، من خلال سحب البساط من تحت أقدام الأردن فيما يتعلق بالقدس ومفاوضات السلام، بعد دعم بن سلمان لما يعرف بـ"صفقة القرن".

وارتفعت أصوات الإسرائيلية المطالبة باستبدال الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كان آخر تلك الأصوات، تصريح زعيم المعارضة الإسرائيلية إسحاق هيرتسوغ، لصحيفة إيلاف الممولة سعوديا في يناير/ 2018، مدح فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وطالب بمنح السعودية مكانة خاصة للأماكن المقدسة في القدس.

وليس الأسلاميون وحدهم ضد زيارة ابن سلمان للأردن، ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية (الذي يضم 6 أحزاب) رفض الزيارة ايضا.

يقول الناطق باسم الاحزاب اليسارية والقومية، سعيد ذياب لـMEE  إن "الرفض الشعبي للزيارة في تونس والجزائر ومصر ليس مرتبط بحدث محدد إنما لمجل السياسة السعودية من مسألة التطبيع والتي لعب فيها ابن سلمان دور العراب وإعطاء الضوء الأخضر لعُمان والبحرين لاستقبال نتنياهو، إلى جانب ما تقوم به السعودية في حرب اليمن من مجازر تسبب مجاعات وأمراض،الى جانب الناتو العربي الذي شكلته السعودية للبحث عن عدو آخر بدلا من اسرائيل وتصوير إيران هي العدو".

أما بخصوص قتل الصحفي خاشقجي، يقول ذياب "ايضا هذه الجريمة البشعة تدعو الشارع الأردني لرفض هذه الزيارة، حجم هذا الرفض لا أستطيع التنبؤ به لكن الشارع الأردني ليس بعيد عن الحالة العربية الرافضة في دول أخرى، لكن هناك قمع للحركة من خلال القوانين، مع ذلك نحن في ائتلاف الاحزاب لا نرحب في مثل هذه الزيارات".

الموقف الأردني الرسمي، اتخذ موقف المنحاز للرواية السعودية، منذ بداية قضية خاشقجي، عندما أعلنت الناطقة باسم الحكومة جمانة غنيمات في أكتوبر الماضي وقوف الأردن ضد "الشائعات والحملات التي تستهدف السعودية دون الاستناد إلى الحقائق"، لتعود و تعلن في ذات الشهر وتشيد بإجراءات التحقيق السعودية في حادثة مقتل الصحفي بعد ثبوت قتله بالقنصلية السعودية.

الصحفي باسل العكور، ناشر موقع "جو24"، يعتبر أن موقف الصحفيين الأردنيين من قضية قتل السعودية للصحفي جمال خاشقجي لا يختلف عن موقف زملائهم في تونس ودول العالم، توقيت الزيارة غير مناسب، ونحن كصحفيين أردنيين غير راضين عن موقف الأردن من قضية خاشقجي، لدينا تحفظات على ذلك الموقف الاردني، كما لدينا تحفظات على هذه زيارة ابن سلمان، ونعتبر أنها غير مناسبة، كوننا لا نقبل الاعتداء الوحشي مع اي صحفي".

هذه الجريمة دفعت صحفيين اردنيين لرفض زيارة ابن سلمان إلى الأردن، الكاتبة لميس اندوني، تقول لـMEE "الأردن تخشى مواجهة السعودية والإمارات بسبب الاستثمارات والمساعدات المالية،خصوصا أن ابن سلمان ومحمد بن زيد يتعاملون ببلطجة مع كل الدول التي تحتاج مساعدات".

وحول عدم تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية الرافضة للزيارة، تعتقد اندوني أن السبب يعود الى "وجود قانون يجرم الحديث ضد دولة صديقة او شقيقة، إلى جانب وجود عدد كبير من الأردنيين والفلسطينيين يعملون بالامارات والسعودية،وانا اعرف الكثيرين ممن لا يريدون ايذاء عائلاتهم هناك".

وحسب الكاتبة "كل الاحزاب الاخرى لها موقف من السعودية حتى لو لم تكن هناك مظاهرات ضد زايد وابن سلمان انا اكيدة ان غالبية الأردنيين لا تريدهما حتى من قبل مقتل الخاشقجي وغيرها من القضايا كخطف أو احتجاز الأمراء وسرقة اموالهم او اجبارهم على اعطائهم اياها كلها او جزء منها ثم توحشهم بحرب اليمن".

وترى أن سبب الزيارة هو "محاولة ابن سلمان لربط الدول أكثر بالسعودية نلاحظ أنه يحاول التقرب من دول أفريقيا ولديه تصريح جديد قال فيه ان السعودية تريد أن تضع كل البلاد العربية في مقدمة العالم فجاة اصبح يهتم بنهوض بالعالم العربي، يعني هي عملية تجنيد وقد يتبرع باموال ويعطي مساعدات كلها في سبيل أن تمحى أخطاءه وان يضمن مستقبله كالملك لأنه يشعر بالضغط فجأة، واصبح يطرح نفسه منقذ البلاد العربية التي ترضخ تحت الديون هو استغل ظرف الاردن وظروف بلدان اخرى يعني هذا ابتزاز مفضوح هكذا اسميه".

السعودية التي تقبض على يد الأردن التي تؤلمها قدمت خلال اجتماع مكة منحة مالية لإنقاذ الاقتصاد الأردني المتعثر، قدمت منحة لدعم الموازنة الأردنية بقيمة إجمالية 250 مليون دولار، على مدى 5 سنوات.

لم تعلن السلطات الأردنية رسميا عن زيارة ابن سلمان الا ان تسريبات صحفية أعلنت أنه سيزور المملكة قريبا، وسواء تأكدت الزيارة أم لا، تبقى فعاليات شعبية وحزبية وصحفيون يرفضون الزيارة،ويرفضون ابتزاز بلادهم بالمساعدات المالية على حساب قضايا مثل القضية الفلسطينية.

أضف تعليقك