منهاج في الأخلاق..هل بات ضرورة في مدارسنا؟
تفتقر المناهج التربوية في وزارة التربية والتعليم لمبحث خاص يعنى بتدريس الأخلاق ،مما ساهم بانتشار ظاهرة العنف داخل المدارس، وفقا لخبراء تربويين.
ويرى الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات أن على وزارة التربية والتعليم تحديد المفاهيم الاخلاقية اللازمة لكسابيها للطلبة ، مشيرا الى أفضل طرق تدريس الأخلاق أن تكون عن طريق الأنشطة، لتكون بعيدة عن أساليب التلقين التى يتبعها أغلب المعلمين.
ويساعد تدريس الأخلاق في مختلف المباحث الدراسية على تغيير ثقافة المدرسة من عدوانية واستبداية الى ثقافة ودية قائمة على احترام الطلبة ، مما يساهم بالحد من العنف والتمرد داخل المدارس ،كما يقول عبيدات.
وتكررت حوادث العنف المدرسي والتي تسبب بوفاة طالب يبلغ من العمر 16 عاما ، فيما تنوعت أشكال العنف ما بين استخدام الاسلحة والاعتداء بالضرب ،فيما تصف الوزارة نسبة العنف المدرسي بالضئيلة .
فيما تؤكد استاذة علم الاجتماع الدكتورة عصمت حوسو على أن إدخال مادة التربية الأخلاقية ضمن المناهج الدراسية بات حاجة ضرورية ، لترسيخ قيمة التعايش مع الآخر وفق منظومة السلام والمحبة .
وتقول حوسو "أن استحداث مبحث الاخلاق وحده لا يكفي فهو بحاجة لكادر تعليمي يتمثل بمبادئ الأخلاق ليكون قادر على تدريس هذه المادة ، لضمان وجود طلبة لا يتعاملون بالعنف، ويفرقوا الخلاف والاختلاف، ويتقبلوا وجهة النظر الأخرى."
وتشير حوسو الى ضرورة اتخاذ قرار مستعجل من قبل وزارة التربية والتعليم باستحداث تلك المادة للحد من ظاهرة العنف بين الطلبة والتي وصلت في الاونة الاخيرة لاطلاق الرصاص الحي على بعضهم.
من جانبه يرى نائب نقيب المعلمين ابراهيم شبانه ان القضاء على العنف المدرسي بحاجة لتغير سياسات وزارة التربية والتعليم، مشيرا الى ضرورة الاهتمام بالصفوف الثلاثة الاولى من الناحية التعليمية ،لتفريغ طاقاتهم بشكل إيجابي ، على غرار بعض الدول التي اوجدت مبحث الأخلاق في مناهجها كاليابان والإمارات .
بدورها مديرة التعليم العام في وزارة التربية والتعليم زينب الشوابكة تؤكد ان الصفات الأخلاقية تتدرس في مختلف المناهج التدريسية ابتداء من رياض الأطفال ومرورا بالمرحلة الابتدائية والتي تدرس فيها الأخلاق من خلال القصص القصيرة في مبحث اللغة العربية والتربية الإسلامية والعلوم.
وانتهاء بالمرحلة الثانوية من خلال مبحث العلوم الاسلامية في الفرع الأدبي ،مشيرة الى التربية وغرس القيم الأخلاقية مسؤولية مجتمعية مشتركة ما بين الوزارة وأولياء أمور الطلبة في تدريسها، و متابعة ما يتلقاه أبناؤهم منها، بشكل مستمر.
ويحتوي كتاب العلوم الإسلامية على مجموعة من السيرة النبوية والأخلاق الإسلامية الواردة في القرآن ، لكنها لا تؤثر في تنشئة الطالب كما يقول شبانه .
و بيت الشوابكة ان الوزارة تعمل على غرس الأخلاق وممارستها من خلال الانشطة التي خصص لها 20% من وقت الدوام بداية العام الدراسي المقبل .
وكان وزير التربية والتعليم، عمر الرزاز قال، في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك، إن الحصص ستتضمن تنمية الفضول الفكري، ومبادئ العمل مع الفريق، والألعاب الرياضية والفنون، والعمل الكشفي والتطوعي، والمهارات الحياتية المختلفة، هذا بالإضافة إلى استثمار ساعات ما بعد الدوام في برامج تقوية وبرامج لصقل المواهب والمهارات.
وتلفت الشوابكة الى اهمية المخيمات الكشفية ومخيم بصة لممارسة القيم الاخلاقية والاجتماعية ، والمتمثلة بالاعمال التطوعية واحترام وقبول الرأي الآخر ،للحد من العنف المدرسي.
ويرى خالد العادل وهو ولي امر طالب مدرسي ان الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولي لتعليم الاخلاق خاصة في عمر لخمس سنوات .
ويعتبر العادل وجود مادة أخلاق في المناهج الدراسية ،حاجزا قويا مابين الطلبة والعنف ،مشيرا إلى ضرورة إشراك الأسرة بتصرفات ابنائهم غير السوية والخاطئة داخل المدرسة لمعالجتها .
ويتساءل خبراء تربويون عن مدى مساهمة ما تقوم به وزارة التربية والتعليم من إجراءات للحد من العنف المدرسي ، وسط زيادة في الآونة الأخيرة .