منتدون: الأزمات العربية مع كل من إيران وتركيا تستنزف قوى ومقدرات كل الأطرف

منتدون: الأزمات العربية مع كل من إيران وتركيا تستنزف قوى ومقدرات كل الأطرف
الرابط المختصر

انطلقت في عمان اليوم، ندوة العلاقات العربية الإقليمية الواقع والآفاق، بتنظيم من مركز دراسات الشرق الأوسط، بمشاركة أكثر من 80 شخصية أكاديمية وسياسية من الأردن و6 دول عربية.

وتبحث الندوة واقع العلاقات العلاقات العربية الإقليمية ومستقبلها ضمن ثلاثة مستويات وهي العلاقات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية- الأمنية، مع التطرق للمستويات الاجتماعية والثقافية في التحليل بما يُعزِّز توضيح الصورة الإجمالية للعلاقات العربية- الإقليمية.

في الجلسة الافتتاحية أكد رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات على ضرورة أن يستثمر العرب كل فرصة في علاقاتهم الإقليمية يمكن أن تصبّ في مصلحة قضية فلسطين والحقوق الوطنية الثابتة لشعبها، باعتبار أنها هي البوصلة.

وأضاف أنّ على الدول العربية دعم صمود الشعب الفلسطيني في أرضه وعدم التواطئ مع إسرائيل في محاصرة قطاع غزة وممارسة الضغوط على الشعب الفلسطيني للتنازل عن حقوقه، مؤكداً أنّ الشعب الفلسطيني مصمّم على تحرير أرضه والتمسك بحقوقه الوطنية الثابتة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

ودعا عبيدات إلى الحوار والتعاون مع تركيا لما تشكله من دولة إقليمية أساسية وترتبط مع العالم العربي بالحدود والمياه ممّا يؤسّس لمشاريع تنموية مشتركة تسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفاً أن التعامل مع تركيا يجب أن يأخذ في الاعتبار الوضع الجيوسياسي وموازين القوى والمصالح في المنطقة، وذلك دون أن "نحمل التاريخ على ظهورنا" على حدّ وصفه.

وحذّر عبيدات من التعامل مع إيران من المنظور المذهبي، معتبراً أنّ هذا الخيار يمثل فخّاً نصبته الدوائر الصهيونية للعرب والمسلمين لإشغال المنطقة بحرب عبثية لا تُعلم نتائجها. واعتبر عبيدات أن العلاقة مع إيران تمثل حالة معقدة في ظلّ تدخلّها في العراق وانحيازها للنظام السوري ضد شعبه، لافتاً إلى أن القرار في سوريا أصبح قراراً روسياً.

وأكّد عبيدات أن الدول العربية فقدت المبادرة منذ البداية، ولم تكن تمتلك مشروعاً لمواجهة المشروع الايراني في الإقليم وأن عليها تبني استراتيجية جديدة للتعامل مع الحالة الإيرانية والعمل على تقليل الخسائر في مختلف الجبهات، معتبراً أنّ وقف الحرب في اليمن هي بداية الخروج من المأزق العربي.

وقال رئيس مدير مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد إنّ ندوة العلاقات العربية الإقليمية تأتي بعد مرور عام على انعقاد ندوة العلاقات العربية الدولية التي أثمرت عن تقديم مبادرة متميزة لتطوير وتفعيل العلاقات العربية الدولية وصلت إلى جميع صنّاع القرار في العالم العربي.

وبيّن الحمد إن انعقاد هذه الندوة يأتي في ظلّ ظروف صعبة ومتشابكة في الداخل العربي وتداخلاته مع دول الإقليم، ومع مصالح دول العالم فيه، كما تنعقد بعد أكثر من أربع سنوات على اتساع دائرة الأزمات والحروب الداخلية والتدخلات الخارجية.

وشدّد الحمد على أنّ العلاقات العربية الإقليمية تواجه اليوم تحديّات كبيرة وحسّاسة، ومن أبرزها التحدّي الإسرائيلي. وتتعرض منظومة التفكير العربي للتمزيق، والتشتت بحثاً عن مصالح ضيّقة لبعض النخب الحاكمة، وأحزابها أحياناً أخرى، ما يؤثر تأثيراً بليغاً على مكانة العرب ودورهم في التحوّلات الجارية في منطقتهم، ناهيك عن التحوّلات العالمية وسياسات النظام الدولي بمختلف دوله تجاه المنطقة.

وخلص الحمد إلى أنّ الأزمات العربية مع كل من إيران وتركيا تستنزف قواها ومقدراتها، ولا تزال تسحب من رصيد القوّة لكلّ أطرافها، وقد آن الأوان لوضع حدّ لهذه الصراعات، موضحاً أنه قد ثبت بالتاريخ والتجربة حتى اليوم أنّ النزاعات العربية الداخلية غير ذات جدوى. كما خلص إلى أنّ وقف الصراعات الدامية في كلّ من سوريا والعراق واليمن وليبيا سوف يشكل مدخلاً مهماً لنوع من التفكير الجماعيّ المشترك، حيث يمكن فتح الآفاق لمسارات أخرى متعددة تنقل العلاقات العربية- الإقليمية إلى موقع متقدم وفعال في حماية الأمن القومي العربي بكل أبعاده.

من جانبه قال وزير الخارجية الأردني الأسبق كامل أبو جابر إن ما تمثله قضية فلسطين بوصفها قضية العرب والمسلمين الأولى، مضيفاً أن إسرائيل تواصل عدوانها واضطهاد الشعب الفلسطيني وسط صمت رسميّ في ظلّ غياب مشروع عربي حقيقي لمواجهة المشاريع التي تتلاعب بالمنطقة.

ورأى أبو جابر أن القوى الإقليمية تتفاوض على مصير العالم العربي الذي يكتفي بالمراقبة والاحتجاج، محمّلاً الأنظمة العربية مسؤولية ما وصلت إليه هذه الدول، وأنّ الفجوة تزداد اتساعاً بين صناع القرار وبين الشعوب.

وتساءل أبو جابر عن آليات معالجة العلاقة مع إيران في ظلّ استمرارها في سياسة التمدّد وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط وباب المندب، إضافةً إلى ضرورة معالجة العلاقات مع تركيا، وبحث المصالح المشتركة معها.

وتهدف الندوة إلى تقييم الموقع والدور الذي يحتله العالم العربي على خريطة العلاقات الإقليمية؛ ودراسة اتجاهات العلاقات العربية- الإقليمية في ضوء التحولات المتسارعة والمعقدة التي يشهدها الإقليم والعالم؛ ورسم السيناريوهات المستقبلية للعلاقات العربية- الإقليمية؛ ومحاولة تقديم رؤية عربية مشتركة لصياغة سياسة خارجية تجاه القضايا الكبرى.

وتتناول الندوة 13 بحثاً وورقة، بحيث تتناول الجلسة الاولى العلاقات العربية - التركية، كما تخصص الجلسة الثانية للحديث حول العلاقات العربية - الإيرانية.

فيما يتضمن اليوم الثاني للندوة عقد ثلاث جلسات تتناول الاولى منها بحث العلاقات العربية -الإسرائيلية،  وتتناول الجلسة الثانية العلاقات العربية - الإفريقية، فيما تتناول الجلسة الثالثة مستقبل العلاقات العربية الإقليمية وآفاقها المستقبلية، فيما تختتم الندوة بكلمة ختامية وعرض التوصيات الصادرة عنها.