معلمو الزعتري: تأخر بالرواتب يزيد أعباء اللجوء
بلغت معاناة اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري الصفوف الدراسية، لتزيد من أعباء المعلم السوري الذي حاول تأمين عيشه بتدريس أبناء اللاجئين في المخيم.
الأستاذ أبو عمر الذي لا يستطيع ذكر اسمه الحقيقي كي لا يطرد من عمله فهو مصدر قوته الوحيد، لا يعتبر التأخر في دفع الرواتب لعدة أشهر بسبب تنقل مستحقاتهم المالية من منظمة إلى أخرى بعد تنقل عقودهم بين المنظمات العاملة في المخيم هو آخر المشاكل.
ويوضح أبو عمر أنه يتم التعاقد مع المعلمين السوريين بنظام المياومة، حيث يتقاضى المعلم 10 دنانير عن كل يوم عمل فتكون النتيجة النهائية لقيمة مستحقاته الشهرية 220 دينارا كحد أعلى، بينما يتقاضى المدرس الأردني عن كل يوم 12 دينارا، إضافة إلى تعويض بقيمة 50% إضافية عن كل يوم عمل في أيام السبت أو العطلة فيصل مجموع مستحقاته الشهري إلى 360 ديناراً
وعلى الرغم من سنوات الخبرة الطويلة التي تتجاوز في حالة أبو عمر الـ 15 عشر عاما، إلا ان المدرس السوري في مدارس الزعتري يتم التعاقد معه على أنه مساعد مدرس وليس مدرسا، وتنحصر مهمته الأساسية في الحفاظ على هدوء الصف الدراسي واستلام البسكويت من منظمة اليونيسف وتوزيعه على الطلاب
إلا أن حقيقة الأمر ليست كذلك، فالمدرسة والمدراء تعتمد اعتمادا كليا على المدرس السوري إلا أنه يبقى تحت رحمة الطرد في أي لحظة بحسب أبو عمر الذي يشير إلى أن مديري المدارس طلبوا منهم التواجد المستمر مع المدرسين الأردنيين كونهم خريجين جددا لتقييم عملهم.
سماح مدرسة سورية أخرى في مدارس الزعتري تروي جانبا آخر من معاناة المدرسين في مخيم الزعتري بقولها “اليوم بتحس حالك انو عم تشتغل بالفاعل”، فغياب يوم عن العمل يقابله خصم لأجر هذا اليوم، والإجازات ممنوعة وحتى المرضية منها.
ومع قدوم شهر رمضان الماضي قرر الإداريون تعطيل المدارس بهذه المناسبة كعطلة صيفية فاجتمع المعلمون وحشدوا وأرغموا منظمة ال KNK التي ترعى نشاطات الطلاب على الاستجابة والاستمرار في العمل فكانت المفاجأة بأن يتقاضى المعلم السوري 7 دنانير في اليوم وتقاضى موظف الـ KNK أربعين دينارا عن كل يوم عمل.
ليست هي مشكلة المدرسين السوريين في مخيم الزعتري فقط ففي الأسبوع المنصرم أضرب مدرسو المدرسة السعودية الأردنيون بسبب تأخر رواتبهم لأكثر من خمسة أشهر.
ويؤكد مدير إدارة التربية وشؤون الطلبة في وزارة التربية والتعليم الدكتور صالح الخلاينة حل القضية على الأرض، موضحا أن تأخير الرواتب لم يتجاوز الستة أشهر.
ويشير الخلاينة إلى أن هدف توظيف المعلمين الأردنيين في المخيم كان التخفيف من البطالة في صفوف المتقدمين للعمل لدى ديوان الخدمة المدنية، مؤكدا أن سبب التأخير في المطالبات المالية هو وجود الأموال في وزارة التخطيط بسبب البروتوكول الموقع بين الوزارة ومنظمة اليونيسف وقد تم إرسال هذه المبالغ وستصرف للمعلمين.
“كاد المعلم أن يكون رسولا”.. عبارة كانت نبراسا في الأيام الخوالي، يبدو أن الزمان عفا عليها في خيام اللجوء السوري.
للاطلاع على تقارير: