مظاهر المعاصرة تخفي وجه وسط البلد التراثي

مظاهر المعاصرة تخفي وجه وسط البلد التراثي
الرابط المختصر

عند دخولك منطقة وسط البلد في العاصمة عمان، يسترعي انتباهك  الواجهات المعمارية التراثية لبعض البنايات القديمة، أو بعض محلاتها  التجارية التي لا زالت تحتفظ بتصيمها القديم، الذي يميزها عن غيرها من المحال الحديثة.

 

التاجرالتسعيني مبراق سلامة، يعيدك  بحديثه وتصميم محله إلى أيام الستينات من القرن الماضي، رافضا إزالة الخزائن الخشبية القديمة، واستبدالها بأخرى حديثة لترتيب البضائع القماشية والألبسة عليها، أو حتى تغيير باب محله الخشبي الذي يصفه بـ"المعلم التراثي".

 

و يستذكر سلامة الذي دخل وسط البلد منذ 1946، تصاميم الأبنية القديمة التي زال الكثير منها، بأقواسها وأبوابها الخشبية التي تتسم بطابعها التراثي.

 

وحتى على صعيد الألبسة التي يبيعها سلامة في محله، فهي من الألبسة الفلكلورية كالحطة والعقال والأثواب، رغم هجرة العديد من التجار لهذه المهنة لقلة زبائنها.

 

ويرى سلامة أن التغييرات لم تقتصر على الأبنية والطابع المعماري في المنطقة، وإنما طالت العلاقات الاجتماعية، حيث كان التجار يتقاسمون طعامهم مع جيرانهم وزملائهم، إضافة إلى تشاركهم بأفراحهم وأتراحهم، خلافا للواقع الحالي.

 

كما يرفض التاجر أحمد سليمان، تغيير تصميم محله الذي يقدر عمره بستين عاما، وذلك محافظة منه على طابعه التراثي الذي ورثه عن أبيه وجده، وسط المظاهر الحديثة التي تميز المحلات المحيطة به.

 

ويستحضر أبو سليمان  ذكرياته بحرقة، بعد أن هدم وتغير الكثير من المعالم التراثية، كالمقاهي القديمة التي كانت ملتقى لكبار شخصيات الدولة والأدباء والمثقفين من الأردن وخارجه.

 

أما محل التاجر رياض ياسين، فيحوي ما يدل على تعلقه بالسنوات الماضية ، حيث لا يزال يستخدم مقعده الخشبي الذي يعود إلى خمسين سنة مضت، بين جداران بُنيت من التراب الأحمر والمحشو بالحجارة، إضافة إلى بيعه ألبسة مدرسية تعود للستينات مثل زي الكشافة القديم.

مظاهر المعاصرة تخفي وجه وسط البلد التراثي

 

ومن أهم ذكرياته التي يستذكرها، لهو الأطفال قديما فوق جسور سيل عمان الذي كانت تجري فيها المياه بغزارة ودون انقطاع .

 

فيما يرى التاجر أحمد حامد، أن تطور وسط البلد عادة بالفائدة على أصحاب المحلات التجارية، وزيادة نسب المبيعات لديهم، مؤكدا حاجة المنطقة للتطوير المستمر مع الحفاظ على الطابع التراثي لها .

 

كما تعتبر المواطنة  هبة علي أن منطقة وسط البلد أصبحت أكثر جمالا في الوقت الحالي، بعد تطوير وتأهيل الطرق والأرصفة، حيث يستطيع المارة التحرك والتنقل بكل سهولة بين المحلات التجارية .

 

عضو اللجنة العليا  للتراث في وزارة الثقافة مصطفى الخشمان، ينتقد قلة إدراك المسؤولين في الجهات ذات العلاقة سابقا بأهمية التراث وضرورة الحفاظ عليه.

 

وويشير الخشمان إلى ما خسرته منطقة وسط البلد من طابع تراثي، تمثل بهدم المقاهي والمطاعم الشعبية القديمة، وطمر سيل عمان، إضافة  إلى هجرة العادات والتقاليد.

 

من جانبه، يؤكد رئيس قسم التراث في أمانة عمان فراس الربضي، أن الأمانة تعمل على الحفاظ على  الهوية التراثية لوسط البلد، من خلال ضبط عملية التطوير سواء هدم أو ترميم أو إضافة أو إعادة استخدام  بواسطة لجان  قسم التراث العمراني، واللجنه الفنية الاستشارية للتراث.

 

ويضيف الربضي أن الأمانة تسعى لتفعيل قانون حماية التراث العمراني، والتي تمنع هدم التراث، إضافة إلى تفعيل بنود باقي القوانين التي لها علاقة بحماية التراث.

 

ويلفت إلى أن نسبة كبيرة من المباني التراثية هي ملكية خاصة، إلا أن لدى الأمانة سياسيات تهدف لشراء هذه المباني لإعادة استخدامها وإحيائها من جديد للحفاظ عليها، أو العمل بالتنسيق مع أصحابها لذلك.

 

هذه ونفذت أمانة عمان مشاريع لتطوير منطقة وسط البلد، منها مشروع تطوير الساحة الهاشمية وساحة فيصل، وإعادة التحويلات المرورية وتنظيم وسط البلد، الأمر الذي يرى فيه البعض تغييرا لطابع المنطقة التراثي، فيما يعتبره البعض حلا لمشاكل النقل والحركة فيها.

 

ويصل عدد المواقع التراثية التابعة لأمانة عمان 1600 موقع موزع على مناطق: زهران والعبدلي ووسط البلد وبسمان وجبل النصر.

أضف تعليقك