تنظم هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women) وذلك بالتعاون مع دارة الفنون الأردنية، والجمعيات المحلية، مجموعة من الورشات الفنية للاجئات السوريات ونساء المجتمعات المضيفة في محافظة الزرقاء.
وأقامت الهيئة السبت الماضي، معرضاً فنياً في دارة الفنون بعنوان “ارتقاءات طولية”، وذلك تحت إشراف الفنانة التركية جانسو تشاكار.
وتهدف هذه الورشات إلى تعزيز العلاقات والروابط بين فئات المجتمع المحلي المضيف من الأردنيين واللاجئيين السوريين والجنسيات الأخرى، بالتركيز على النساء والفتيات لتعزيز التماسك في المجتمع.
اللاجئة السورية فاطمة السيد علي، وفارقت الأهل والوطن، أشعرتها الوحدة بالألم، بعد لجوئها إلى الأردن، وأرادت أن تخرج من هذه العزلة بالمشاركة في الورشات الفنية.
وتقول “أعادتني هذه الورشات إلى أيام طفولتي في مناطق الريف الحمصي، حيث رسمت ورود وطني سوريا وطيورها، أشعرتنا مشاركة الفنانة التركية جانسو والأردنيات والعراقيات والفلسطينيات بأجواء من الألفة وزاد من روابط التماسك والمحبة فيما بيننا حيث بتنا نشعر وكأننا شعب واحد”.
وتصور اللاجئة السورية عايدة الرفاعي مفاصل لجوئها إلى الأردن، إذ لم تجد مكانا آمنا من الضغوط النفسية التي تتعرض لها، إلا أن مشاركتها بمثل هذه الورشات ساهمت بتحسن حالتها النفسية.
وتضيف الرفاعي بأن جمال مككان انعقاد الورشات في الطبيعة ألهمهن وزاد من إبداعهن، وذلك بتفريغ الطاقة السلبية بالرسم والألوان، حيث شاركت بلوحتين أحدهما رسمت بها فراشات من الأمل، والأخرى ورود وغار”.
وتغيرت نظرة الأردنية سارة أبو حسن عن اللاجئات السوريات، بعد مشاركتها معهن بأكثر من ورشة، وأصبح لديها أكثر من صديقة من اللاجئات، وتحسنت العلاقات فيما بينهن وأصبحن يتبادلن الزيارت والمهارات والخبرات.
وعبرت الفنانة التركية جانسو تشاكار، التي أشرفت على التدريب في الورشة، عن مدى الترابط والتماسك بين المشاركات، حيث أنها لم تشعر بوجود لاجئات بل كانت أجواء من المحبة تربطهن، وساهمت الورشة في تغيير الحالة النفسية بشكل ملحوظ.
وأضافت جانسو” أنا أؤمن بالفن كوسيلة للعلاج من جميع الضغوطات والأحداث في الحياة التي لا نستطيع التحكم بها”.
وأكثر ما جذب زوار المعرض مجموعة من اللوحات المفعمة بالألوان للاجئات السوريات، و لوحة للفنانة اللبنانية جينا سلامة لخريطة لبنان تتفكك، مدموجة بصور للمطربة اللبنانية فيروز وهي متناثرة الشعر، وعلى جبينها هالة من الطاقة الإيجابية ترسل برسائل للمغتربيين عن لبنان بالعودة إليه، لتخليصه من المشاكل والطاقة السلبية التي تحيط به والتي ولدها سياسو لبنان، بحسب تعبيرها.
مديرية مركز آية للدراسات، وهي الجهة المشرفة على تنفيذ المشروع، هالة لطوف تقول إن أكثر ما يلفت الانتباه هو حجم فخر السيدات بما أنجزنه من لوحات جميلة، فقد كان المعرض والورشات فرصة كبيرة للسيدات لتفريغ أي مشاكل عاطفية لديهن، ولتعزيز ثقتهن بأنفسهن أكثر.
وتضيف لطوف أن الألوان المبهجة والجميلة أكثر ما يدهش المشاهد لتلك اللوحات والتي تبعث على الأمل والمحبة، فرغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها السوريات أو الأردنيات.
هذا وقد تم عقد ورشتيين فنيتين، شارك في الأولى 15 سيدة، وفي الثانية 12 سيدة من جمعية خولة بنت الأزور ومن الإرشاد الأسري في محافظة الزرقاء.
مسؤولة النشاطات في هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسيين وتمكين المرأة في الأردن راشيل دوري، أكدت على ضرورة حصول الأردن على الدعم اللازم ودعم الخدمات الذي يحتاجه.
وتشير إلى سعي الهيئة لوضع صيغة مبدعة للوصول للقادميين الجدد في المجتمع كاللاجئيين، والوصول للأردنييين الذين لا يذهبون إلى مقاعد الدراسة ولا يحصلون على الخدمات الصحية والتعليمية، بخلق حوار مبني على الثقة بين المجتمع الأردني واللاجئيين.
ورشات فنية ونشاطات تثقيفية تهدف إلى تعزيز الثقة بالنفس والوعي الذاتي والتعبير عن الذات والتفريغ العاطفي من جهة، وإلى تقوية مهارات المشاركات الأردنيات والسوريات في التعامل مع الضغوطات، واكتساب مهارات التواصل والمهارات الحرفية من جهة آخرى، وذلك بهدف توفير بيئة آمنة وحياة أفضل لهن ولمجتمعهن.