أعفت وزارة الصحة الأردنية مرضى “الثلاسيميا” من اللاجئين السوريين من كلفة العلاج منذ أسابيع، والذي منح الأملَ لعشرات المصابين بهذا المرض الخطير بالعلاج، بعد أن قررت المفوضية السامية بشؤون اللاجئين وقف تغطية نفقات علاجهم.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد اللاجئين السوريين المصابين بهذا المرض يبلغ 215 مريضا، بينهم 150 طفلا، و70 مريضاً منهم في مدن إربد والرمثا وجرش.
محمد إدريس طفل سوري أصيب بالمرض قبل أن يبلغ الشهرين من عمره، وبات بحاجة لنقل دم وتناول أدوية غالية الثمن أرهقت كاهل الأسرة.
ويوضح والد محمد، بأن طفله بالإضافة إلى حاجته لنقل الدم الذي يتلقاه في مركز صحي خيري، يتناول حقنة “ديسفرام” بمعدل 6 علب شهريا، وحبوب “إكس جال” عيار 500 بمعدل 3 علب شهريا، تبلغ كلفتها 100 دولار تقريبا.
وتكتفي السورية أم أيهم، المصابة بالثلاسيميا، والتي لجأت إلى الأردن قادمة من ريف حمص الجنوبي، بتناول الفيتامينات والحديد، لعدم حاجتها لتغيير الدم.
الدكتور زياد حسين النابلسي، الذي يعمل كمتطوع بعلاج مرضى التلاسيميا في الأردن، فيوضح أن المفوضية كانت تتكفل بعلاج هؤلاء الأطفال وصرف العلاج لهم، إلا أنها رفعت يدها عنهم منذ حوالي عشرة أشهر، مشيرا إلى أن “جمعية العون الصحي تكفلت بدفع تكاليف نقل الدم البالغ حوالي 20 ديناراً عن كل وحدة دم تنقل للطفل المريض، والتي تتم دوريا كل 2 إلى 4 أسابيع، حسب الحالة، بالترافق مع تناول الأدوية.
وويلفت النابلسي إلى أن “هؤلاء الأطفال يحتاجون وسطياً إلى تكاليف علاج بحوالي 500 دينار شهريا، الأمر الذي اضطر ذويهم بتأمين هذه الكلف من الأقارب والمتبرعين، كما حاول النشطاء من خلال صفحات التواصل اﻻجتماعي، تأمين تكاليف علاج قسم من هؤﻻء المرضى.
وترى الناشطة الإغاثية، فريال محمد، أن قرار إعفاء مرضى الثلاسيميا يعد إنجازا وتطورا إيجابيا في مجال استيعاب اللاجئين ومساعدتهم”، معربة عن أملها بأن يتم إعفاء مرضى غسيل الكلى وزراعتها، وأمراض الدم والسرطان، داعية بقية الحكومات العربية أن تحذو حذو الأردن في هذه الخطوة الإنسانية النبيلة.
وعن النصائح التي توجهها لذوي مرضى الثلاسيميا، وما الذي ينبغي عمله للتخفيف من معاناتهم، تؤكد محمد على ضرورة مراعاة الوضع النفسي لهؤﻻء الأطفال ومعاملتهم معاملة الطفل المعافى، مشيرة إلى “أهمية توفير بعض النشاطات اﻻجتماعية الخاصة بهم من رحلات وحفلات خاصة وغيرها من وسائل الترفيه”.