مخيم الزعتري: الاصفر ينتصر – صور

مخيم الزعتري: الاصفر ينتصر – صور
الرابط المختصر

وسط صحراء المفرق ، يقبع مخيم الزعتري للاجئين السوريين فوق الرمال ليأوي أكثر من 130 ألف لاجئ داخل خيامه البيضاء التي صبغها الغبار باللون الاصفر.

أسلاك شائكة وثلاثة حواجز أمنية تفصلك عن داخل المخيم، عند الحاجز الأخير لاجئون يودعون أقاربهم و جيرانهم الذين حصلوا على أمنية أهالي المخيم بالكفالة أو من فضَلوا العودة الى سورية هرباً مما يصفونه بـ"سجن الزعتري".

الخيمة والكرفان

وجوه مغبرة أحرقتها الشمس و ثياب بالية هي السمة العامة لقاطني الزعتري.

مازال المخيم ضمن كيلو متراته الثمانية يستقبل لاجئين جدد يومياً، وما هي إلا لحظات من المسير في الشارع المؤدي الى داخل الزعتري حتى ترى عدداً من اللاجئين الهاربين من نيران الحرب المستعرة في بلادهم يجرون عربات محملة بخيام استلموها مؤخراً من المفوضية السامية لشوؤن اللاجئين يبحثون عن مكان لنصبها.

كل خيمة مرتبطة بحفرة صغيرة خارجها بقطر نصف مترعن طريق قناة ضيقة محفورة بالارض الصحراوية لتجميع المياه المستخدمة بالغسيل والطبخ داخل الخيمة.

المياه المتجمعة بالحفر تصنف كمياه رمادية أبدت وزارة المياه والري بوقت سابق تخوفها من تسربها الى حوض مياه "الزرقاء عمّان" الجوفي وتلويثه.

الرياح المحملة بالغبار ورائحة المياه العادمة زادت من صعوبة الحياة على اللاجئين في المخيم بعد اصبحت مرافقه الصحية بؤرا للتلوث بسبب تسرب مياه الصرف الصحي .

الهاربون من " جحيم الخيم " لم يسعدوا " بجنة الكرافانات" حين وجدوه يفتقر الى مرافق اساسية كالحمامات أو المطبخ، كما تقول طفلة ضاق جسمها الصغير بكرفان تبرعت به هيئات خيرية .

فوضى الخيام المترامية على مدّ النظر يشقّها شارع معبّد بالاسفلت لتحتل جانبيه المحال التجارية والاكشاك المصنوعة من بضعة ألواح الزينكو وبطانيات الهيئات الاغاثية ، ليصبح سوقاً رئيسياً يغذي المخيم باحتياجاته.

أيمن صاحب محل خضار في المخيم يعيد سببفتح هذه المحال " لنقص التنوع في البرنامج الغذائي الذي تقدمه المفوضية أو الهيئات الاغاثية للاجئين".

"مما دفع المقتدرون من اللاجئين لفتح محال تجارية لتزويد المخيم بأصناف جديدة بعد ان ملّ الناس من الارز والبرغل والفول والتونة يومياً " كما يقول التاجر أيمن.

عالم السوق

السوق تطور بصورة متسارعة ليحتوي اليوم على محلات للألبسة ومخبز ومطاعم وجبات سريعة و صالونات حلاقة وملاحم ومقاهي أيضاُ.

ولا تغيب البسطات عن السوق لتشكل جزءأ اساسيا منه حيث يعرض عليها الأحذية وبطاقات الخلوي والسجائر وغيرها من السلع، وتدار هذه البسطات من اطفال اضطروا لإعالة عائلاتهم بسبب حالة الفقر العامة للمخيم بعد تركهم لآبائهم في صفوف القتال مع الجيش الحر.

مصدر تلك البضائع هم تجَار اردنيون يدخلونها ويبيعوها للمحلات بالجملة، وذلك لصعوبة خروج اللاجئين من المخيم.

العملة السورية هي أساس التعامل التجاري في المخيم والسبب يعزى لجهل اللاجئين بعملات الدول الاخرى تحديداً الدينار الاردني، الامر الذي استدعى إيجاد محلات للصرافة.

و تنتشر محلات بيع المياه المفلترة المعبأة بالسوق، وذلك لعدم ثقة أهالي الزعتري بالمياه التي تأتي بالصهاريج "لوجود نسبة عالية من الكلور فيها" يقول أحد اللاجئين.

مؤسسات ومنظمات إغاثية كثيرة ومن مختلف الجنسيات العربية تعمل بالزعتري منها مؤسسة نور الحسين التي تعنى بالوضع النفسي للاجئات السوريات تحديداً من خلال جلسات تثقيف بالعنف المبني على النوع الاجتماعي.

وتشير المؤسسة الى أن اكثر من 200 مراجعة تزورهم شهرياً تشتكي من الاعتداء الجسدي عليها بالضرب، وغالباً ما تكون حالات الاعتداء ضمن الاسرة نفسها، وتعزو المؤسسة ارتفاع نسبة المشتكيات الى الاحتقان والحالة النفسية التي يعيشها اللاجئ في المخيم سواءً جرّاء الاحداث المشتعلة في بلادهم أو جرّاء الاوضاع السيئة بالمخيم مما يدفعه لتفريغ احتقانه على المرأة الاقرب له.

إضافة الى العنف الاسري، تعاني المرأة السورية القاطنة بالزعتري من لوعة الشوق الى من بقي في الداخل السوري، أم رؤوف وهي حاجة ستينية تقول "قلبي يحترق لمعرفة ما هو مصير ولدي الذي اختفى في سجون النظام ولم أسمع عنه منذ تسعة شهور" وحالها حال الكثيرات ممن فقدن أبنائهن أو أزواجهن.

أملٌ بالعودة يعلَقه اللاجئون على انتهاء الاحداث في سوريا واستقرار الوضع الامني هناك.

أضف تعليقك