مخاوف من "هجمات انتقامية" بعد مشاركة الأردن بضرب "داعش"

مخاوف من "هجمات انتقامية" بعد مشاركة الأردن بضرب "داعش"
الرابط المختصر

تواترت التساؤلات حول حجم مشاركة الأردن ومدى قدرته على الحفاظ على حدوده آمنة من خطر الهجمات الانتقامية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت أعلن فيه البنتاغون أن هذه الهجمات قد تستغرق سنوات.

الخبير العسكري والاستراتيجي هشام خريسات عبر عن مخاوفه من تنفيذ هجمات وتفجيرات انتقامية من قبل الخلايا الإرهابية النائمة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، جراء مشاركة الأردن بتنفيذ ضربات جوية ضد مواقعه في العراق والشام.

ووصف خريسات الضربات الجوية للحكومة بالـ "موفقة"، داعياً إلى استمرارها كونها أفضل وسيلة للدفاع عن الحدود الأردنية المتاخمة لمعاقل التنظيم.

التضارب في التصريحات جاء بعد تأكيد رئيس الوزراء عبد الله النسور أن الأردن "لن يكون عضوا في التحالف الدولي"، وأنه "لن يخوض حروباً عن أحد"، إلا أن الحكومة عادت لتصرح بأن الضربات مستمرة ضد التنظيم بمشاركة الأردن، إضافة إلى تنفيذ القوات الأردنية أول ضربة عربية داخل العراق ضد مواقعه.

بدوره، أكد العين محمد الحلايقة أن خطر الخلايا النائمة والتفجيرات الإرهابية محدق في الأردن سواء شاركت أم لم تشارك في الضربات الجوية العسكرية لمواقع التنظيم الإسلامي.

وأضاف الحلايقة أن مشاركة الأردن في التحالف العسكري لم تكن من قبيل الـ"مجاملة السياسية"، كون الأردن له تماس مباشر مع الحدود السورية والعراقية التي تشكل معاقل التنظيمات "الإرهابية"، ما حتم عليه المشاركة بالضربات الجوية.

واستذكر الحلايقة محاولات تنظيم الدولة الإسلامية المتكررة لاختراق الحدود الأردنية، وإدخال الأسلحة والعناصر التابعة للتنظيم، مما يجعل الأردن الأكثر تعرضاً للخطر.

وجود مخاوف من تنفيذ هجمات انتقامية بسبب وجود متعاطفين مع تنظيم الدولة الاسلامية، دفع 21 نائباً لإصدار بيان سابق طالبوا فيه الحكومة بعدم الاشتراك مع اي طرف يريد أن يزج الأردن "بحرب ليست حربه".

في حين أصدرت لجنة التنسیق العلیا لأحزاب المعارضة الوطنیة بياناً يدعو لـ "تحصین البیت الداخلي من خلال المضي بالإصلاح بكل أبعاده، لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن.

وانتقدت جماعة الإخوان المسلمين مشاركة الأردن بالحملة العسكرية ضد تنظيمات مسلحة في سوريا؛ قائلة إنها بمثابة "الزج بأبناءنا في القوات المسلحة بأتون معركة خدمة لمصالح الآخرين".

وانتقد أمين عام حزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب الحكومة الأردنية في التحالف الجوي، معتبراً أن التحالف الذي "تم تجميعه على عجل" مهد لظهور التنظيمات الإرهابية المتطرفة بشكل أو بآخر.

وتساءل ذياب عن الحرص المبالغ به من قبل الولايات المتحدة على التصدي للإرهاب، في حين غاب هذا الحرص عن ما اقترفته آلة الحرب الإسرائيلية بحق أبناء قطاع غزة.

واكد أن على أمريكا الاعتراف بما تسببت به من تطرف في المنطقة إذا أرادت مواجهة الإرهاب.

في حين يتعين على الأردن بحسب ذياب، مواجهة الإرهاب من خلال الإهتمام بالشأن الداخلي وإجراء الإصلاحات السياسية التي تعمل على تماسك المجتمع، وتوجيه خطاب ديني متوازن ومنفتح يضمن التصدي لأي خطر إرهابي.

أضف تعليقك