"مؤتمر هرتسيليا" ورؤى إسرائيل المستقبلية.. ومشاركة عربية
عقد الأسبوع الماضي، ما يعرف إسرائيليا بـ"مؤتمر هرتسليا للمناعة القومية" السادس عشر، تحت شعار "أمل إسرائيلي رؤيا أم حلم"، وبمشاركة شخصيات عربية، الأمر الذي وجد صداه بين أعمدة كتاب الرأي والمقالات في الصحف اليومية.
الكاتب جهاد المنسي، يستعرض تعريفا تاريخيا بالمؤتمر "العدائي"، الذي تأسس عام 2000 بمبادرة من الضابط السابق في جهاز الموساد الصهيوني عوزي أراد، وتتم خلاله مناقشة مستقبل كيان إسرائيل ووضعها اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا، ورصد الأخطار المحيطة بها من الداخل والخارج.
ويتناول المنسي جانبا مما جاء في كلمات المشاركين في المؤتمر هذا العام، كإعراب وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الأسبق هنري كيسنجر الذي حل كضيف شرف على أعمال المؤتمر، عن قلقه إزاء مستقبل إسرائيل واليهود، حيث ستواجه إسرائيل تحديات كبيرة على المدى البعيد.
كما قدم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، عرضا شاملا لمجمل التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل، التي لم تعد تواجه جيوشا نظامية بل منظمات إرهابية، الأمر الذي يجعل إحراز انتصار أمامها أمرا أكثر تعقيدا".
ويتساءل الكاتب عن سبب مشاركة بعض الشخصيات العربية بالمؤتمر، الأمر الذي يصفه بـ"غير المعروف وغير المفهوم"، "فهل بات يهم المشاركين من غير الصهاينة في المؤتمر كثيرا أمن إسرائيل، باعتباره أمرا مهما أكثر مما يهمنا أن إسرائيل تحتل أرضا ليست لها".
أما "من يقول إنه ذهب إلى هناك للحديث عن السلام العادل فإنه يكذب، ويظهر كذبه اسم المؤتمر وعنوانه، فهذا المؤتمر أمني، والمشاركين فيه من غلاة القتلة للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية الأخرى"، بحسب المنسي.
وينتهي الكاتب إلى التساؤل "ترى لماذا يحضر أولئك هكذا مؤتمر، وهل بدا لهم أن الكيان الصهيوني يميل إلى السلام ويسعى إليه؟ ولذلك أرادوا مد جسور التعاون معه، وتناسو أن الكيان الصهيوني يتشكل حاليا من أكثر حكومية يمينية قاتلة في تاريخ الكيان الفاشي الصهيوني؟".
يذكر أن موقع "أمد" للإعلام، قد أورد أسماء عدد من الشخصيات العربية التي شاركت بالمؤتمر منهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، وسفيرا مصر والأردن لدى إسرائيل، وممثل ما يعرف بـ"الجيش السوري الحرّ" عصام زيتون، وسلمان الشيخ مدير سابق لمركز بروكينغز في الدوحة.
أما الكاتب رجا طلب، فيشير إلى أهمية المؤتمر الذي يقام في مدينة أقيمت على أنقاض قرية فلسطينية، إسرائيليا، موضحا أنه كان معنيا في بداية الأمر في التحدي الديمغرافي داخل "دولة إسرائيل"، والمقصود هوية إسرائيل في ظل الوجود العربي بها إلا انه مع مرور السنوات تحول هذا المؤتمر إلى ما أطلق عليه "العقل الاستراتيجي لدولة إسرائيل".
ويعتقد طلب أن أهم ما قيل في المؤتمر كان يتعلق بالشأن الداخلي الإسرائيلي ومستقبل هذه الدولة في ظل سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية "المتطرفة"، حيث انتقد رئيس الوزراء الأسبق إيهود بارك تلك السياسات التي وصفها بالضيقة والفاشلة.
ويلفت الكاتب إلى أن أخطر ما قيل هو ما جاء في كلمة "رئيس الدولة" رؤوفين ريفلين، وذلك بإعادة طرح التساؤل الاستراتيجي حول هوية إسرائيل، مطالبا بصياغة "هوية إسرائيلية مشتركة".
ويخلص طلب إلى "أن إسرائيل القوية مازالت تعيش أزمتين ، الأولى وجودية "أزمة هوية"، والثانية وطنية "أزمة مجتمع"، فهي دولة قوية إلى الآن بحكم العلاقة مع أميركا ولكنها مقبلة على أزمات داخلية كبرى.