أفرغ كل شيء على الورق وبأي شكل كان، هو أبسط مبدأ في العلاج النفسي الذي يعتمد الرسم كاسلوب في الدعم النفسي لضحايا الحرب، وهذا بالتحديد ما يمارسه الأطفال السوريون في ورشة الدعم النفسي تحت عنوان “آمال صغيرة”.
أصبح عمر “آمال صغيرة” عام ونيِّف، ولدت في مركز البدر لإدارة المشاريع العلاجية، روادها أطفال سوريون من ذوي الإحتياجات الخاصة، ابتلتهم الحرب الدائرة في بلادهم بالبتر أو الإعاقة، يتعلمون فيها إرادة الحياة.
قرر القائمون على أمال صغيرة بعد عام أن يُرى العالم لوحات الأطفال السوريين لتميزها، وأرتأو أيضاً أن يبيع الأطفال لوحاتهم لمن يرغب ويعود ريع اللوحة للطفل الذي رسمها، فأُرسلت اللوحات الى إسبانيا وأقيم معرضان فيها بالعاصمة مدريد.
الرسم هو وسيلته للتعبير عما في داخله يقول: الفتى عبد الله ذو الـ 14 عاما والذي بترت ساقه اليمنى أثناء قصف على مدينته درعا، مؤكداً أن اللون على الورق يمكن أن يحمل رسائل كثيرة ومعان عميقة قد لا يتسطيع التعبير عنها بلسانه.
بيعت في مدريد لوحتان لعبد الله، إلا أنه لا يعرف حتى الآن ماذا سيفعل بالاموال التي سيجنيها لقاءها، معبراً عن رغبته في الاستمرار بالرسم، فقد يصبح رساما مشهورا مع الأيام فيصبح الفن مصدر رزقه الدائم.
بينما يشكل الرسم وسيلة خالد ذو الأعوام الـ 9 الفضلى لينقل للعالم ما يحدث في بلده سوريا حسب قوله، فهو يعاني من نقص أكسجة دماغي وتقلص في أوتار الساقين يعيق حركته، إلا أن ذراعاه تعملان بشكل طبيعي.
شارك وسيم بست لوحات في معارض مدريد، نقل فيها صورة ما يحدث في بلاده، مؤكداً على أن لغة الفن وسيلة فضلى لإطلاع العالم على عذاباتهم، إلى جانب المتعة الشخصية التي يحل عليها من ممارسة الرسم.
بعد عام من التدريب والرسم بهدف تفريغ الشحنات السلبية، بدأ عدد من الأطفال يتميزون بأعمالهم الفنية، يقول مدير مركز البدر العلاجي محمد الكردي. وهذه النتائج المتميزة أوحت بفكرة المعرض وبيع اللوحات لاعطاء الأطفال شحنة أكبر من الدعم النفسي.
ويضيف الكردي أن النتيجة كانت رائعة فالأطفال متحمسون، وأرسلوا إلى إسبانيا 50 لوحة إلى معرضين مختلفين في مدريد، وسيرسلون 20 لوحة أخرى إلى معرض في نيويورك، ويخططون لأن تجول لوحاتهم حول العالم إلى معارض أخرى.
لاقت لوحات الأطفال السوريين إقبالاً في الغرب، وبيع عدد منها، مما أعطى لهؤلاء الأطفال الأمل في مستقبل أفضل، يتجاوزون فيه إعاقتهم ليصبحوا عناصر فاعلة في المجتمع