لاجئو البقعة و جدرانه متمسكون بحق العودة

لاجئو البقعة و جدرانه متمسكون بحق العودة
الرابط المختصر

وسط كومة من المفاتيح يحتفظ بها الخمسيني احمد جبريل عملة فلسطين القديمة،والتي كلما رآها أيقظت فيه حلمه بالعودة الى مدينته "اللد".

"الارض كما الشرف لا يمكن التفريط بهما"كلمات اختزل فيها جبريل حقه في العودة لاراضي والديه واجداده من قبل في اراضي 48.

تسريبات خطة وزير الخارجية الامريكي جون كيري وخياراته الاربعة في مفاوضات السلام النهائية بين الفلسطينين والاسرائيليين اثارت تخوفات اللاجئيين الفلسطينين من "انهاء القضية الفلسطينية على حساب حق العودة" .

فضمن مقترحات كيري كما تشير التسريبات توطين اللاجئيين الفلسطينين في الدول المضيفة او الانتقال الى دول اخرى مع امكانية التعويض المادي .

"حق العودة خط احمر لا يمكن التنازل" عنه باي حال من الاحوال ولا اعتراف باسرائيل مرتكزات اساسية كما يعتبرها الحاج السبعيني"ابو محمد" عند الحديث عن اي مفاوضات سلام، قائلا"نريد فلسطين دون يهود".

أما الحاجة بدرية وبرغم اميتها الا ان مداركها السياسية بدت واضحة بما الت اليه المفاوضات من تنازل عن الوطن والارض "من يفاوض بهذه الطريقة يفاوض عن نفسه لا عن شعب باكمله ، هو مسؤول عن نفسه ليس عن اراضي الناس اللذين شردوا "، مضيفة " الخطة الجديدة لكيري ستشردنا في بلدان اخرى الى متى سنبقى مشردين ".

تشير الارقام الرسمية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيني" الاونروا "الى وجود اكثر من 2,1 مليون لاجئ فلسطيني، يتوزعون ضمن 13 مخيما ،عشرة منها رسميا وثلاثة بشكل غير رسمي يعيش فيها نحو 350 الف لاجىء .

التسمك بحق العودة ليس حاضرا في احاديث اللاجئيين الفلسطينين فقط ،وانما تلمسه في واقع مخيم البقعة على الجدران وعلى اسماء المحال واحياء المخيم .

"عائدون "عبارات خطت بأنامل ابناء المخيم على جدرانه المتاكله وازقته الضيقة لعلها تعكس بعضاً من حنين أبناء المخيم بفلسطين.

وفي المخيم احياء ما زالت تحتفظ باسماء المدن الفلسطينية " كالقدس " "نابلس "وغيرها في محاولة منهم الابقاء على الهوية الفلسطينية ، وهنالك ايضا محال لم تغب عنها اسماء المدن الفلسطينية.

يعتبر مخيم البقعة الذي تأسس عام 67،من أكبر المخيمات من حيث المساحة وعدد السكان فيه،وحاله تتشابه مع المخيمات الفلسطينية الاخرى بسوء اوضاعها ومعاناتها من الفقر والبطالة وسوء البنية التحتية .

وبرغم ضيق الحال للحاجة بدرية التي تعتاش على بيعها بعض مؤن المساعدات المقدمة من الاونروا الا انها ترفض فكرة اي تعويض مالي كبديل عن العودة " مال الدنيا باكملها لن يعوضني عن شبر من تراب فلسطين"،تقول .

تنتفض الحاجة بدرية غضبا عند النظر الى سوء حالها " وتشردها " كما تصف جراء الاحتلال وتنعمهم باراضي الفلسطينين المهجرين، متسائلة "كيف يمكن لنا ان نتنازل ونعيش في الشتات وهم يتنعمون باراضينا وخيرات بلادنا ".

الشاب محمد 25 عاما هو الاخر يعاني من فقر مطقع ويرى لو انه كان ببلاده لما الت ظروفه الى هذا الحال "يعوضوا اليهود فلوس ويرجعوهم لبلادهم ، احنا بدنا نرجع على بلادنا ما بدنا فلوس ".

فيما تأمل صباح بخيمة صغيرة في ارض اجدادها التي حرموا منها ، وترفض التنازل حتى يتحقق الحلم لاولادها والجيل المقبل بالعودة "التعويض رح ينتهي بس الوطن سيبقى للجيل المقبل ".

يبدو ان مقولة "البعيد عن العين بعيد عن القلب"لا مكان لها وسط قلوب وعقول اللاجئيين الفلسطينين الذين اختصروا كلامهم ب "لا مفاوضات على حق العودة ولا بديل عن فلسطين" .