لاجئون سوريون يحاولون بعث الحياة في الصحراء
بدأ أول مشتل لبيع المزروعات بالعمل في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، عند تقاطع الشارع السعودي مع الشارع الأول في المخيم، أو ما يسمى بشارع الشانزيليزية المكون من محلات تجارية فقط.
عواد الخلف صاحب أول "دكان" لبيع الأشتال، قرر افتتاحه على أمل بعث القليل من الحياة في هذه الأراضي الجرداء، يبيع أصنافا معينة من النباتات التي يمكن أن تنمو في المساكن أوعلى عتبات البيوت وما حولها.
وعن أصناف بضاعته يقول الخلف إنه يبيع الزيزفون والزيتون والنعناع الذي يرغب به اللاجؤون كثيرا، وحتى شتلات نبات الفراولة وبعض أنواع نباتات الزينة، كالزهور وبعض النباتات غير المزهرة ذات الأوراق الملونة الجميلة.
ويضيف الخلف أن اللاجئين بدأوا بزراعة بعض الخضروات في مساكب حول مساكنهم للاستخدام الشخصي، مما دفعه لافتتاح محله أملا في أن تزدهر تجارته وتلقى إقبالا في هذا المكان المقفر.
من جانبه يؤكد أبو صلاح أحد زبائن المشتل أن “الزراعة في هذه الأرض عملية صعبة جدً، وتحتاج لكثير من الرعاية المستمرة وكمية كبيرة من المياه، كون الأرض هنا صلبة تحتاج لتبقى رطبة وطرية باستمرار كي تعطي محصولا ما”.
وعن أنواع الخضروات التي يزرعها اللاجئون يقول أبو صلاح "يمكن زراعة الفول والبصل في مساكب، أما الطماطم فلم تنجح لحاجتها لمياه كثيرة، ويمكن زراعة الفراوله في الظل ضمن أحواض بلاستيكية، كونها لا تحتاج لكمية كبيرة من التربه والشمس".
الأخصائي الاجتماعي النفسي عاطف الشواشرة يرى أن قيام اللاجئ السوري بالزراعة أمر طبيعي، ولا يرتبط بشعوره بالاستقرار في هذه الأرض، فغالبية لاجئي مخيم الزعتري هم من سكان المناطق الزراعية في سورية ويعملون في الزراعة كمهنة لهم وبشكل احترافي.
ويضيف الشواشرة أن القضية مرتبطة بعلاقة الفرد بالمكان ورغبته في تحسين الصورة الجمالية حوله وإضفاء بعض الحياة في الصورة المكانية ولا ترتبط بشعور اللاجئ بالاستقرار، مؤكدا أن جميع من تحدث معهم من اللاجئين يرغبون بالعودة إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن.
بدأ لاجؤن السوريون بزراعة الأرض القاحلة متحدين قوانين الطبيعة القاسية رغبة في تحسين المكان وإضفاء جمالية عليه أو ربما أملا في بعث الحياة فيه.
للاطلاع على تقارير: