"كلاشنكوف" في الجامعة

"كلاشنكوف" في الجامعة
الرابط المختصر

 

اشعلت صورة لطالب في جامعة الإسراء يحمل في يده رشاش (كلاشنكوف)، مواقع التواصل الإجتماعي، عقب المشاجرة التي وقعت في الجامعة يوم الأثنين الماضي.

 

أعادت الصورة للأذهان العنف الجامعي الذي ضرب الجامعات الأردنية وسقط بسببه قتلى في مشاجرات استخدمت فيها الأسلحة النارية.

بلغ عدد المشاجرات في الجامعات الأردنية بحسب ما نشرته جامعة اليرموك على موقعها (296) مشاجرة شارك فيها (4000) خلال فترة الدراسة (2010-2013)، بينما بلغ عدد المشاركين بالعنف الجامعي في جامعة اليرموك و الذين تم إدانتهم من قبل لجان التحقيق خلال السنوات ( (2010-2013)، حوالي (142) طالباً حسب سجلات الجامعة.

وتشير البيانات إلى أن غالبية الطلبة هم من الكليات الإنسانية، والقبول غير التنافسي (موازي-مكرمات)، وذوي التحصيل المتدني، وأن أسباب المشاجرات (2010-2013) لعينة عشوائية من طلبة جامعة اليرموك ، توزعت بين خلفيات مرتبطة بتوجهات الطلبة السياسية والأنشطة الطلابية، و أخرى حول انتخابات اتحاد الطلبة، بالإضافة للخلافات الفردية و التحرش بالآخرين.

 

و يعزي منسق حملة ذبحتونا للدفاع عن حقوق الطلبة فاخر الدعاس، تفاقم مشكلة العنف الجامعي إلى عدد من الأسباب، منها المتعلقة بالطالب و المجتمع و التي يرى أنها تنبثق عن" قلة الوعي لدى طلبة الجامعات و انعكاس جزء من العنف المجتمعي عليهم" و منها ما له علاقة بالسياسات الداخلية للجامعات مثل "غياب العمل السياسي و الأنشطة اللامنهجية، بالتالي هناك وقت فراغ كبير يعطي فرصة أكبر للانشغال بالعنف" و منها ما له علاقة بأسس القبول الجامعي " في الجامعات الحكومية هناك استثناءات كثيرة في القبول فالمنحة و المكرمة و الواسطة كلها تقدم لهوية الشخص الفرعية و ليست لهويته الوطنية، الأمر الذي الذي يعزز انتماء الفرد لعشيرته مثلا و يجعله يحاول في كل فرصة أن يثبت وجودها و سيطرتها".

 

بينما ينظر وزير التعليم العالي السابق وجيه عويس إلى أسس القبول الجامعي على أنها " ليست السبب وراء العنف الجامعي فقد بدأ العمل على تحسين شروطها وجعلها أكثر عدلا منذ العام 2013" و أن الأمر يعود إلى " تربية هذا الجيل و منظومة المجتمع بشكل عام" مضيفا لراديو البلد " الإجراء الذي يجب أن يتخذ الآن هو الاستمرار في تثقيف الطلبة حول القضاء على العنف و أن يكون هذا التثقيف في المدارس و الجامعات على حد سواء"

و الجدير بالذكر أن حادثة وجود سلاح في الحرم الجامعي كما ظهر في الصورة المنتشرة على مواقع التواصل، لم تكن الأولى من نوعها في الجامعات الأردنية، فقد سجلت حالات لحمل السلاح و إطلاق العيارات النارية في داخل كل من حرم جامعة البلقاء و الطفيلة و الحسين.

و تحدث الدعاس لعمان نت عن الإجراءات التي قامت بها الجامعات مؤخرا للحد من هذه الظاهرة واصفها بأنها " تعالج القشور فقط و أما جذور المشكلة لا تزال باقية ولا تزال الأرض خصبة لتفاقمها" في حين يجد عويس العنف الجامعي" تراجع في الفترة الماضية بشكل ملحوظ و لم يعد متفشيا بين الطلبة كالسابق "
أسباب العنف الجامعي عديدة، لا يمكن تجاهل أي منها أو نكرانها، لكن الحل الوحيد لإنهاء هذه الظاهرة هو تكثيف الجهود المختلف للجهات التي على صلة مباشرة بالظاهرة، ليكون الحرم الجامعي، حرما بكل ما تحمله الكلمة من معنى و ليس ساحة حرب.

 

أضف تعليقك