قمامة وأوساخ تتساقط من نوافذ الجيران‎

قمامة وأوساخ تتساقط من نوافذ الجيران‎

أعتاد وسام حارس كراج إحدى الشركات في عمان على صوت إرتطام كيس "الزبالة" الذي يلقيه الجيران يومياً من نافذة بيتهم إلى الشارع معبرين بذلك عن خمولهم ومعاناتهم في النزول من الطابق الثالث أو الرابع لوضع الكيس في الحاوية.

تكررت محاولات وسام وأصحاب الشركة لإقناع الجيران بالتوقف عن إلقاء القمامة من النافذة إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، خصوصاً وأن الجيران ينكرون أصلاً قيامهم بهذا التصرف بل وقد يتراشقون الإتهامات فيما بينهم.

وبعد تقدم الشركة بشكاوى رسمية ضدهم وصلت للمحافظ "دون أي نتيجة" بحسب وسام اضطرت الشركة لتوظيف عامل لإزلة نفايات الجيران المنزلية التي غالباً ما تحتوي على بقايا الطعام وحفاضات الأطفال وأحياناً النفايات الصلبة.

ﺗﻘﻮﻡ أﻣﺎﻧﺔ عمان الكبرى بجمع ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ (٣٠٠٠) ﻃﻦ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﻠﺒﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ (٦٠٠٠) ﺣﺎﻭﻳﺔ ﻣﺪﻋﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ (١٨٠) ﺁﻟﻴﺔ.

تعامل مخالفة إلقاء النفايات من نافذة المنزل معاملة القاء النفايات من نافذة السيارة إذ لا تتجاوز قيمتها الـ 10 إلى 20 ديناراً إضافة لكتابة تعهد خطي بعدم تكرار المخالفة بحسب مدير المركز الاعلامي في امانة عمان مازن فراجين.

تقوم محكمة أمانة عمان الكبرى والبلديات  بتحويلها للمتصرف بعد رصدها، وفي حال تكرار المخالفة يغلظ المدعي العام العقوبة حسب تقديره، وفقاً لفراجين.

يؤكد فراجين أن أمانة عمان تسعى لتغيير الذهنية وآلية التفكير تجاه الكثير من الممارسات السلبية الخاطئة وأهمها القاء النفايات من النوافذ لما لها من اثر يسهم بتشويه صورة عمان وتلويث هواءها.

ربة المنزل أم عمر تعرب عن "إشمئزازها" من الوالدين خصوصاً أو أيٍ من أفراد الأسرة عموماً حين يفتح شباك البيت ويلقي كيس النفايات ضارباً بالقيم والأخلاق عرض الحائط.

وترى أم عمر أن على الأمانة زيادة العقوبة بحق من يرتكب هذه الأفعال، فيما ترفض أن يكون الكسل مبرراً للإقدام على إلقاء النفايات من النوافذ، والأمر "يعود لسوء الأخلاق وضعف التربية".

الإحصائيات البيئية تشير إلى أن عدد الأكياس البلاستيكية الضارة المستعملة في الأردن يصل  3 مليارات كيس سنوياً، يتسرب ١ بالمئة منها (٣٠ مليون كيس) إلى البيئة سنوياً، وتحتاج ألف سنة حتى تتحلل.

الناشط البيئي باسل برقان يشدد على خطورة أكياس النفايات وإلقاءها من النوافذ لما لها من أثر في تكاثر البكتيريا والجراثيم الضارة على صحة الهواء والتراب.

ومن الممكن الإستفادة من هذه النفايات بحسب نصيحة برقان للأهالي "بطمر النفايات الرطبة التي تخلفها البيوت من أرز وطعام وخضراوات وغيرها في الحديقة المنزلية وسقيها بالماء كي تتحلل لتكون بمثابة سماد عضوي للنباتات".

ويتساءل برقان عن دور وزارة البيئة والشرطة البيئية في المساهمة من حد ظاهرة إلقاء النفايات من النوافذ.

بدوره استغرب الناطق الاعلامي باسم وزارة البيئة عيسى شبول من وجود حالات إلقاء نفايات من نوافذ المنازل ووعد بتمرير الملاحظات إلى الشرطة البيئية لمساندة الأمانة والبلديات بدورها للقضاء على هذه الظاهرة.

لا إحصائيات ولا أرقام دقيقة تبين عدد مخالفات إلقاء النفايات من نوافذ المنازل، فيما رصدت كاميرات المخالفة التابعة لأمانة عمان 340.212 الف مخالفة لإلقاء النفايات من نافذة السيارات.

أضف تعليقك