قراءة في التحالف "الإسلامي" ضد "الإرهاب"

قراءة في التحالف "الإسلامي" ضد "الإرهاب"
الرابط المختصر

بعد قيادة الولايات المتحدة للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وصولا إلى العمليات العسكرية الروسية في سوريا، مرورا بالتحالف ضد الحوثيين في اليمن، أعلنت السعودية عن تشكيل تحالف جديد "إسلامي" ضد الإرهاب يضم 34 دولة من بينها الأردن.

 

ويرى الكاتب حسين الرواشدة، أن الإعلان عن التحالف الجديد جاء مفاجئا وبتوقيت لافت، موضحا بأن فهم ذلك يأتي من خلال سياقات أولها، أنه صدر بعد أيام من استضافة العاصمة السعودية لمؤتمر فصائل المعارضة السورية التي توافقت على مشروع "المرحلة الانتقالية" للحل السياسي في سورية.

 

وفي هذا السياق، تكون المملكة العربية قد كرست نفسها كطرف أساسي في أية تسوية قادمة، بحسب الرواشدة الذي يشير إلى أن الإعلان عن التحالف الجديد جاء بعد تسريبات عن محادثات جرت بين السعودية و ايران للخروج من حالة "العداء" نحو تفاهمات سياسية.

 

أما السياق الثاني، فهو دخول روسيا بشكل مباشر على خط “ الحرب “ في سورية, وما ترتب على ذلك من اختلال في موازين القوى لصالح النظام السوري وحلفائه , الامر الذي دفع السعودية كما يبدو الى الاسراع بتشكيل تحالف "للردع".

 

ويضيف الرواشدة أن التحولات التي شهدتها المنطقة، في ظل عدم عدم جدية أمريكا في التدخل بالمنطقة, ربما دفعت السعودية "وحلفاؤها" إلى المبادرة لإطلاق هذا التحالف، سواء لمواجهة الإرهاب "ليس داعش فقط"، أو المشاركة في تصميم أية حلول سياسية قادمة في المنطقة, أو انتزاع الشرعية الإسلامية "السنية تحديدا", في مواجهة شرعية النفوذ الإيراني "الشيعي".

 

"ومن اللافت في تشكيلة التحالف غياب “23” دولة إسلامية، أبرزها الجزائر واندونيسيا وعُمان والعراق ،إضافة الى دول اخرى محسوبة على الاتحاد السوفيتي سابقا، ومن اللافت أيضا تعمد البيان الصادر عن التحالف، التأكيد  على عدم استهداف تنظيم "داعش" فقط وإنما كافة التنظيمات الإرهابية".

 

كما أن انضمام تركيا إلى التحالف بالإضافة إلى الباكستان وبعض الدول العربية المجاورة لسورية والعراق، يفتح "ملف" التدخل البرّي،خاصة في سورية، يقول الرواشدة.

 

الكاتب عمر عياصرة يعتبر خطوة السعودية بالإعلان عن التحالف، يمثل سلوكا يراد منه خلط الأوراق، والذهاب إلى مزيد من الفعل المستقل.

 

ويذهب عياصرة إلى القول إن السعودية باتت اليوم أكثر ارتياحا في اليمن، وأنها تقترب من تركيا وقطر، وتحاول ضبط السلوك الإماراتي، كما أنها تتفهم السلوك الاردني وتحتويه.

 

ويعرب الكاتب عن أمله بأن تكون الخطوة السعودية نواة لمشروع عربي يملك القدرة على مزاحمة كل المشاريع الاخرى، داعيا كافة الأطراف العربية إلى الوقوف إلى جانب السلوك السعودي.

 

أضف تعليقك