قراءات ما بين "الاعتذار" و"الأسف"الإسرائيلي على مقتل زعيتر

قراءات ما بين "الاعتذار" و"الأسف"الإسرائيلي على مقتل زعيتر
الرابط المختصر

ما بين إعلان رئيس الوزراء عبد الله النسور أمام مجلس النواب يوم الثلاثاء عن "اعتذار إسرائيلي رسمي"، عن مقتل القاضي الشهيد رائد زعيتر، وبين بيان مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي الذي جاء بصيغة "الأسف" عن الحادث، كان لكتاب الرأي في الصحف اليومية دلو يدلونه.

فالكاتب محمد أو رمان، يشير إلى حوار "افتراضي" بين الكاتبين د. مازن ارشيد والزميل باتر وردم حول المصطلح المستخدم، حيث أصر ارشيد على أنّه "تأسف" فقط، فيما حسم الجدال د. حسن البراري، الخبير في الشؤون الإسرائيلية والملمّ باللغة العبرية، بترجمة الخبر على أنه "تأسّف إسرائيلي".

"ويشير قانونيون، استفتاهم الكاتب، إلى أن هناك فارقا كبيرا في الدلالة السياسية بين الكلمتين؛ فـ(regret) تحتمل معاني كثيرة، وتخلو من أيّ تحمل للمسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية، فيما (apologize) تعني الاعتذار الصريح، مع تحمّل المسؤولية.

إلا أن هذا التأسف أو الاعتذار، بحسب أبو رمان، لا يعنيان شيئاً لدى الأردنيين، فما يهمّ المواطنين هو ما يترتب على هذه الجريمة من عقوبات وتداعيات على الجانب الإسرائيلي، وأن يأخذ الجانب الأردني القضية على أعلى درجات الاهتمام والمسؤولية.

فيما يذهب الكاتب ياسر زعاترة إلى أن ما هو "أحقر" من الاعتذار يتمثل بالتبرير الذي ساقه "الصهاينة" لقتل القاضي زعيتر، بالقول إنه حاول خنق أحد الجنود واختطاف سلاحه، متسائلا كيف لأعزل لا يملك شيئا أن يقتل جنديا مدربا، وهل كان على زملائه أن يردوا بالرصاص، أو بفك الاشتباك، وربما الرد بضرب “المعتدي”؟!

كما يتساءل الزعاترة فيا إذا كان لمبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق مولخو أن يعتذر عن قتل القاضي زعيتر، فهل جاء مثلا على ذكر العدوان "الصهيوني" اليومي على المسجد الأقصى، والتلويح بإنهاء الوصاية الأردنية عليه؟ وهل وعد مفاوضيه الأردنيين بوقف تلك الاعتداءات.

"لا نعرف إلى أين تمضي الردود الرسمية على الجريمة، وهل يمكن للرسمي أن ينسجم مع الغضب الشعبي، فضلا عن النيابي حيال الجريمة البشعة"، فـ"إذا كان دم الشهيد رائد زعيتر الذي قتل بدم بارد من قبل جنود نتنياهو قد كلف اعتذارا بسيطا كالذي جرى تقديمه، فلماذا لا يصار إلى تقديم اعتذار مماثل عن مقتل الفتيات الإسرائيليات في الباقورة برصاص الجندي أحمد الدقامسة، ومن ثم الإفراج عن الرجل الذي مضى عليه في السجن 17 عاما؟!"

ويخلص الكاتب علي السنيد إلى أن "جريمة  مقتل المواطن الأردني زعيتر تختبر كرامة الدولة الأردنية بكافة مؤسساتها، وقطاعاتها الشعبية، وتبعث بحالة الغضب الشعبي مجددا، وتستدعي حراك الشارع للتأكيد على كرامة الاردنيين، وسيادة دولتهم.

للاطلاع على خبر "الأسف" الإسرائيلي: هنــــــــا

للاطلاع على إعلان النسور عن اعتذار رسمي:

أضف تعليقك