"قاضي المعبر"... غياب شبه تام عن أعمدة الرأي

"قاضي المعبر"... غياب شبه تام عن أعمدة الرأي
الرابط المختصر

غياب شبه تام عن قضية استشهاد القاضي الأردني رائد زعيتر عن مقالات أعداد يوم الثلاثاء للصحف اليومية باستثناء مقالين في صحيفتي الغد والدستور.

فالكاتب عمر كلاب يؤكد بمقاله في "الدستور" عدم إمكانية فصل قضية "شهيد المعبر" عن مجمل الاستفزازات الإسرائيلية للأردن، من تهويد القدس إلى إطلاق التصريحات العدائية عن الوطن البديل والترانسفير وباقي مسلسل الاستفزازات غير المنتهية.

فـ"قاضي المعبر الشهيد هو حلقة من مسلسل صهيوني متصل، وليس حدثا عابرا او جريمة قتل اعتيادية، بل جريمة اغتيال سياسية مقصود بها كل اردني وفلسطيني وانتهاك سافر للمعاهدة التي قبلها جزء يسير من الاردنيين لغايات وطنية فقط، وها هي تفقد حتى هذه الغايات الصغيرة ، فلا حدودنا آمنة ولا ابناءنا بمأمن من رصاص الغدر والغيلة , فما جدواها اذن؟" بحسب كلاب.

ويشدد كلاب على ضرورة التعاطي الأردني الرسمي مع قضية استشهاد مواطن أردني على الحدود الأردنية الفلسطينية بـ"رصاص غدر صهيوني"، وليس انتظار نتائج التحقيق التي ستقوم بها شرطة العدو والادعاء العام الصهيوني.

ويشير الكاتب إلى أن "الدولة لها مخالب وأنياب ولا تترك رعاياها أسرى للبطش والقتل وتصفية الحسابات، لكن ردود أفعال وزارة الخارجية حدّ اللحظة لا تتناسب وحجم الوجع الشعبي، فالشهيد يجلس على منصات الشرف القضائي وهو ليس ابنا لعائلة زعيتر فقط بل ابن لوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.

ويختم كلاب مقاله بالقول "الكرامة الوطنية لا تتجزأ والدم الأردني غال، والموقف الرسمي يجب أن يصل إلى مستوى الغضب الشعبي ويعبر عنه بكل أمانة ونزاهة.

أما الكاتب محمد أبو رمان، فيرى أن الرأي العام الأردني ينتظر في حالة من الغضب، وعلى أحرّ من الجمر، التفاصيل المتعلّقة بحادثة استشهاد المواطن زعيتر، مشيرا إلى اقتصار رد الفعل الرسمي، حتى مساء الاثنين على تصريح "مصدر وزاري" بمطالبة الأردن الجانب الإسرائيلي بفتح تحقيق حول ما جرى، بدلاً من المطالبة بتحقيقات مشتركة وباطلاع مباشر على البيانات والمعلومات المتوفرة!

ويضيف أبو رمان في مقاله في "الغد"، أن طريقة تعامل المسؤولين الأردنيين مع الرأي العام الأردني ما تزال نفسها قائمة على الاستهتار واللامبالاة، إذ تركوا الشارع نهباً للإشاعات والتكهنات وحالة الاحتقان والغضب، إلى أن قدّم وزير الدولة لشؤون الإعلام، محمد المومني (في مقابلة على أخبار الثامنة) موقفاً أكثر تماسكاً واقتراباً من نبض الشارع، بانتظار تفاعل الجانب الرسمي عملياً وواقعياً مع هذه القضية التي تمسّ كرامتنا ومشاعرنا جميعاً، خلال الأيام القادمة!

وينتقل الكاتب من هذه الحادثة ليربطها بحادثة سابقة، وهي زيارة رئيس الوزراء عبد الله النسور، للسفير الكويتي في المستشفى، بعد حادثة مرورية وقعت معه على طريق الزرقاء- عمّان.

ورغم تأكيده على ضرورة هذه الزيارة، إلا أن أبو رمان يلفت الانتباه إلى المشهد المحزن والمؤلم بأن أحدا من المسؤولين لم يقم بزيارة أو مواساة أهالي العائلة الأردنية المتضررة من الحادثة نفسها، موردا تفاصيل تلك الحادثة.

أضف تعليقك