قاصرات يغادرن الطفولة الى قفص الزواج

قاصرات يغادرن الطفولة الى قفص الزواج
الرابط المختصر

لم تدم فرحة الأربعينية فضية أحمد بتزويج ابنتها القاصرة ، بعد  أن دخلت الفتاة بمعاناة "فرق السن"، وعدم إدارك وفهم طبيعة الحياة الزوجية، وتحمل مسؤولية تكوين عائلة، حيث أنجبت 4 أطفال، وهي بعد بعمر الطفولة.

 

 

زوجت فضية  ابنتها ليلى "وهو اسم مستعار" بعمر 15 عاما لشاب يكبرها بـ7 سنوات ، كمحاولة منها لتأمين مستقبل ابنتها القاصرة، وغير المتفوقة دارسيا،إضافة إلى محاولة التخفيف من أعباء رب الأسرة  الاقتصادية، المعيل لشقيقاتها الخمس.

 

 

تشير الوالدة إلى ما تعرضت له ابنتها  من انتهاكات عدة، لم يقتصر على الإساءة اللفظية، بل امتد للضرب والعنف الجسدي من الزوج وأسرته.

 

 

ولم تكن حياة القاصر رويدة حسن، الزوجية أفضل حالا من "ليلى"، حيث عادت لبيت أهلها مطلقة بعد 8 أشهر من الزواج، لأنها لم تشعر يوما خلال فترة زواجها  بالأمان، على حد قولها .

 

أجبرت رويدة على الزواج من شاب يكبرها بـ9سنوات، و"يعاني من أمراض نفسية"، كما تصفه، لتتعرض طيلة تلك الأشهر الثمانية "لكل أشكال الضرب والشتم والإهانة".

 

تتعدد أسباب زواج القاصرات في لواء ديرعلا، فبعض الأهالي يرون في تزويج ابنتهم الصغيرة "فرصة ثمينة لها"، ومنهم من تجبره الظروف الاجتماعية على ذلك، فيما يبرر البعض الآخر ذلك "بضعف قدراتها الدراسية، ليزوجوها وهي دون السادسة عشر من العمر".

 

 

وتعرف منظمة الصحة العالمية زواج القاصرات بأنه الزواج في سن المراهقة من  10 – 19 سنة.

 

استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء  حسين خزاعي، يؤكد أن زواج القاصرات أو المراهقات، "يؤثر سلبا على حياة القاصر سواء من الناحية التعليمة والصحية والاقتصادية".

 

ويوضح الخزاعي أن  تزويج الفتيات في هذا العمر، "يحرمهن من حقوقهن بمواصلة التعليم والعمل واختيار الزوج، ويجعل منهن سيدات غير مشاركات بالمجتمع، ولا يملكن أدوارا حتى في منازلهن".

 

وتعتبر الناشطة الحوقية انعام العشي زواج القاصرات "انتهاكا  مباشرا لحقوقهن"، مشيرة إلى أن "الزواج في هذا  العمر يعد سلبا لإرادة الفتاة، وإهدارا لفرصتها التعليمية والعملية".

 

كما أن زواج القاصرات يؤثر سلبا على الفتاة من الناحية الصحية، حيث تؤكد دارسات لمنظمات  دولية أن أعلى نسبة إجهاض تكون بين هذه الفئة العمرية.

 

وتؤكد العشي على "ضرورة توعية الأسرة بأهمية التعليم والصحة كمحاولة للحد من زواج القاصرات".

 

 

وتشير إحصاءات المحكمة الشرعية في اللواء إلى أن عدد الفتيات القاصرات المتزوجات  منذ بداية العام الحالي بلغ 89 حالة زواج لأعمار ما بين  15 و لـ17 عاما، فيما بلغ عدد المتزوجات لنفس الأعمار هلال العام الماضي 107 حالات .