في اليوم العالمي لحرية الصحافة
احتفلت دول العالم والأردن بينها، باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي حددته منظمة اليونيسكو في الثالث من شهر أيار منذ عام 1991، وهو ما أعاد التساؤل عن واقع الحريات الإعلامية في المملكة طوال هذه السنوات.
الكاتبة رنا الصباغ، ترى أن الحكومات المتعاقبة جلبت سمعة سيئة للأردن حول العالم نتيجة غياب النوايا الجدية لإصلاح الإعلام، وإطلاق حريته وضمان استقلاله، فهي تمعن في إصدار قرارات "منع النشر" وتغض الطرف عن الانتهاكات التي ترتكب بفجاجة ضد الصحفيين.
وتضيف الصباغ بأنه "ليس ثمّة بوادر في الأفق تؤشر إلى اهتمام الحكومة برفع سوية صناعة الإعلام، بخاصة بعد صدور تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" عن حال الحريات الإعلامية حول العالم للعام 2016".
و"يساعد الحكومة الأردنية في إدامة هذه الحال صحفيون غير مهنيين ومؤسسات إعلامية تمارس التضليل والتطبيل، وتعزّز الجهل والتخلف المتناسل في أحشاء المجتمع. فهؤلاء لطّخوا سمعة هذه المهنة المقدسة نتيجة ممارسات تتنافى مع أخلاق المهنة وأدبياتها".
وتلفت الكاتبة إلى أن "أخبار قطاع الإعلام وواقعه لا تسر البال على الساحة المحلية وفي الخارج. فالأردن -حال غالبية دول العالم- يواجه تحولات عميقة في روافع هذه المهنة، إذ يتبلور صنف جديد من الإعلام اصطلح على تسميته "إعلام ما بعد الحقيقة".
ويؤكد الكاتب الصحفي أحمد الحسبان، أن حرية الصحافة ليست مطلبا للصحفي فقط، وانما هي مطلب وحاجة لكل الناس، وبالتالي فإن مطلب الحرية الصحفية هو ركن أساسي من مطالب الحريات العامة ويتعلق بكافة البشر.
ويتوقف الحسبان عند قضية "جدلية" تتمثل بتوصيف الحرية، وما إذا كانت مطلقة أم أنها محددة بضوابط، ومتطلبات حياتية ومجتمعية وبحقوق آخرين.
و"في اليوم العالمي للصحافة، وبينما ترتفع بعض الأصوات من أجل إزالة كل الضوابط، التي تحكم المهنة، أرى أن هذا المطلب حق، ولكن أن تكون هناك مهنة أولا، وأن لا يسمح بممارستها إلا للمهني، وأن يكون ذلك المهني مسؤولا أمام القانون".. و"في اليوم العالمي للصحافة أطالب بأن لا يتم قتل الصحافة تحت مسمى حريتها"، يضيف الحسبان.
أما الكاتب محمد الداوود، فيقول "بما أن الصحفي شخص يبحث عن الحقيقة فإن طريقه مفروش بالأشواك والمشاكل، حتى الصحفي الرياضي أو الفني أو الثقافي فطريق هؤلاء أيضا غير ممهد، فالصحفي الباحث عن الحقيقة والصدق أمامه مطبات يرعاها كل فاسد أو كل مستغل".
ويضيف الداوود بأن الصحفي بشر يصيب ويخطئ، لكنه تحت المجهر دائما حتى في بيته وبين أسرته وبين جيرانه وأصدقائه، وعند الدولة وعند الأمن، وربما بعضهم تحت المجهر دوليا.. "وليس له هدف إلا بلوغ الحقيقة وإيصال المعلومة، ومن يخشى الحقيقة فاسد ومن يرحب بها صادق، وكل عام وصحافتنا بخير".