فيديو: حراك غارق بالشعارات
تحت سماء من الشعارات الموزعة بين مطلبية وسياسية يسير الموطن الأردني بخطوات حائرة نحو تحقيق مطالبة التي يقود الدفاع عنها حراك شعبي طفا على سطح الأحداث، منافسا أطرا حزبية تواصل منذ زمن.
خبز، عدالة، إصلاحات، محاسبة، تغيير، تعديلات، شعارات اطلقها الحراك مع انطلاقه قبل عام لتحل إلى جوارها مزاحمة شعارات الملكية الدستورية ،إصلاح النظام، اسقاط مدير المخابرات، محاسبة رؤوس كبيرة، في كل مسيرة تنطلق من الجامع الحسيني معقل مسيرات الحراك.
بعد مرور عام على الربيع الأردني ما الذي تحقق من تلك الشعارات التي رفعت ، واين ستصل بنا، سؤال يكرره المواطنون، ويتساءلون:"هل من المنطقي القفز من شعار إلى أخر قبل تحقيق سابقه"؟.
الناشط في الحراك الشبابي والشعبي محمد فرج يقارب مشهد"الربيع الأردني"بمشهد هبه نيسان، التي انطلقت مدافعة عن لقمة العيش لتنتقل للمطالبة بعودة الحياة الديمقراطية.
مشهد يتكرر اليوم بنقل الحراك الذي انطلق شعبيا ليصبح نخبوياً بفعل تطور الشعارات التي يطرحها.
فرج يرى ان ملامسة الشعارات لهم المواطنين يتم من خلال إعادة النمط الاقتصادي للدولة الذي ينقذ الأردن من مجموعة إشكالياتها، مشيرا بانه لا يمكن إنجاز اي تغيير سياسي حقيقي الا على أكتاف انجاز مطلبي طبقي اقتصادي.
النقد الذي وجه الناشط محمد فرج يقابله دفاع أن ما يرفع من شعارات سياسية تصب نهاية في طريق الحصول على الخبز، وفقا لما يؤكده رئيس المكتب السياسي في حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني أرشيد.
ويضيف بني ارشيد"خلال الحراك الماضي رفعنا شعارات مطلبية تركزت على لقمة العيش وعدم رفع الأسعار وبالتالي الحكومة لم تقم باي رفع، مما يظهر أن الشعارات قد اثبت نجاحها، ولكن بعد بروز ظاهرة البلطجة واتساع ملفات الفساد أدى الأمر إلى تطور الشعارات وانتقالها من مطلبية إلى سياسية".
واشار الى ان الدول التي انطلقت بها شرارة الثورات العربية بدات بمطالب اجتماعية واقتصادية، لنتقل بعدها الى شعارات سياسية وصلت مرحلة اسقاط النظام نتيجة ردود الفعل القوية والحادة من تلك الانظمة.
ولا يتفق بني ارشيد مع الاصوات التي تقول بان الشعارات المرفوعه قد اضعفت الحراك واضاف:”شعارات الحكومة الاغلبية البرلمانية ومجلس نواب واعيان منتخبنا وقانون انتخاب موضوع متفق عليه من قبل كافة قواعد الحراك سواء بين احزاب المعارضة والجبهة الوطنية للاصلاح، وهذه الشعارات هي التي تعيد انتاج خطوط الانتاج السياسية وتعيد ترتيب قواعد اللعبة السياسية والاجتماعية في الاردن".
موضحا ان الحديث عن شعارات مطلبية حق ولا تتناقض مع المطالب الاصلاحية والسياسية الدستورية.
ورغم دفاع بني ارشيد عن شعارات التي ترفرف في سماء الاردن منذ عام ولغاية الان، الا ان الكاتب والاكاديمي الدكتور موسى برهومة بيرر الفقزة النوعية بشعارات الحراك بعدم تحقيق المطالب الاسياسية للمواطنين واغماض العين عنها.
يقول :”التعامل مع الشعارات باستخفاف ادى الى زيادة الاعباء على المواطنين وبالتالي تعميق الازمة السياسية امام صمت السلطة الحاكمة مما ادى الى ارتفاع الشعار".
ويتفق برهومه مع بني ارشيد بان تغيير الشعارات لا يضر بالحراك ، ولكن ما يخشاه ان يتم شخصنه الشعارات، لتخرج من اطارها السياسي.
لكن برهومة يؤكد على ضرورة توحيد الشعارات لتعكس حالة توافق وانسجام داخل جسم الحراكات على مختلف مسمياتها.
المطلوب من الحراك بحسب الناشط محمد فرج إعادة جدولته ووضع أفكارة المركزية في مسارها الصحيح حتى يطفو على السطح ويتصدر شهد المطالب المتعلقة بالحس السليم للناس والصراع الطبقي.
إستمع الآن