فوضى في المؤسسة المدنية بالزرقاء الجديدة بسبب كوبونات منظمة خيرية

فوضى في المؤسسة المدنية بالزرقاء الجديدة بسبب كوبونات منظمة خيرية

تسببت رسالة نصية بعثتها منظمة خيرية أواخر الشهر الماضي إلى مئات الفقراء المنتفعين من مساعداتها، بحالة فوضى عارمة في سوق المؤسسة الاستهلاكية المدنية بمنطقة الزرقاء الجديدة.

 

وقال منتفعون من منظمة "الاتحاد اللوثري الخيري العالمي" إن الرسالة التي وصلتهم عبر هواتفهم، طالبتهم بالتوجه إلى مكاتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للحصول على قسائم المساعدات المخصصة لهم (الكوبونات)، ثم صرفها من المؤسسة ضمن مهلة لا تتجاوز ثلاثة أيام، وتحت طائل فقدها الصلاحية.

 

وجاء في نص إحدى الرسائل "عزيزي مستلم الرسالة يرجى إعلامكم أنه تم تصنيفكم من ضمن الأسر المستحقة لقسيمة غذاء، يرجى التوجه إلى مكتب وكالة الغوث الكائن في مجمع الزرقاء شارع المدارس لإستلامها وإحضار بطاقة الخدمة الخاصة بكم ولن تسلم الكوبونات بدونها، مع العلم أنه سيتم التوزيع السبت 30/ 4/ 2016 الساعة 12:00ظهراً- 1:00“.

 

وأبدى المنتفعون، ومعظمهم من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، استغرابهم من الإجراء الذي اتخذته المنظمة، مؤكدين أنه يحصل للمرة الأولى، فضلا عن أنه ياتي بعد توقف عملية صرف الكوبونات لهم على مدى شهرين متتاليين.

 

كما أعربوا عن استيائهم مما اعتبروه "إذلالا وإهانة لهم"، مشيرين إلى اضطرارهم للوقوف ساعات طويلة تحت الشمس في انتظار الدخول إلى أسواق المؤسسة، ناهيك عن التزاحم الخانق داخلها، والذي لم يسلم منه الشيوخ والمرضى والنساء.

 

وأوضح مسؤولون في مكاتب الأونروا في الزرقاء أن توقف صرف الكوبونات خلال شهري آذار ونيسان كان بسبب "عدم توفر الدعم للمنظمة وتاخره".

 

وأضاف المسؤولون أنه عند استلام المنظمة للدعم في اﻷسبوع اﻷخير من شهر نيسان، اتخذت إجراءات "سريعة وفورية لتوزيعه على المنتفعين لصرفه والاستفادة منه قبل يوم الثلاثين من الشهر، وهو تاريخ انتهاء المشروع، والذي دام سنتين كاملتين لدعم المحتاجين من اﻷسر الميسورة (وامتاز) بتوزيع الكوبونات عليهم بتسلسل وبانتظام طوال تلك الفترة".

 

وبينوا أن منظمة اللوثري "وزعت الكوبونات خلال الأيام الثلاث الأخيرة من شهر نيسان (الخميس والجمعة والسبت).. من خلال مكتب وكالة الغوث الكائن في مجمع الزرقاء شارع المدارس، بعد إعلام المنتفعين بإرسال رسائل نصية لهم تحدد اليوم وساعات اﻹستلام".

 

ولفتت ذات المصادر إلى أنه جرى في هذا الإطار الاتفاق مع المؤسسة الاستهلاكية المدنية على تمديد ساعات العمل في أسواقها وتوفير المؤن الغذائية الكافية للمنتفعين، مبينة أن المنظمة تخصص لكل فرد من اﻷسرة المنتفعة كوبونا بقيمة 12 دينارا شهريا.

 

من جانبه، قال عماد أبو ردن مدير "سوق الزرقاء الأول" في المؤسسة أنه تم التعاقد مع المنظمة "على صرف الكوبونات البالغ عددها 2800 من خلال أسواق المؤسسة الخمس الموزعة في أنحاء المحافظة وهي: الزرقاء الأول والثاني والثالث والرصيفة والسخنة".

 

وأضاف أن الاتفاق الذي نص على أن تجري عملية الصرف خلال ثلاثة أيام فقط استدعى "تشكيل فرق طوارئ وطلب إمدادات من المستودعات والشركات التي تتعامل معها المؤسسة لتوفير المواد التموينية الأساسية".

 

وأوضح أبو ردن أنه رغم كل تلك الاستعدادات، بقيت هناك كوبونات بقيمة ألف دينار لم يتم صرفها لمنتفعين.

 

ويبدو أن أصحاب هذه الكوبونات لم يتمكنوا من استلامها خلال الفترة الزمنية القصيرة التي منحتها لهم المؤسسة، وكذلك نتيجة التهافت على أسواق المؤسسة.

 

وبين أبو ردن أن التزاحم على فرع السوق الواقعة في منطقة الزرقاء الجديدة، شهد ذروته يوم السبت مع استقبال أعداد كبيرة من المنتفعين الذين لم يتمكنوا من صرف كوبوناتهم في اليومين السابقين، وكانوا يخشون ضياع قيمة الكوبونات.

 

وأبدى استياءه مما قال إنها "خسائر تكبدتها المؤسسة جراء تدافع المنتفعين واستهلاكهم للمواد الغدائية بشكل شخصي أثناء تبضعهم، وإخفائها، وكانت أكثرها مشروبات غازية".

 

وأشارت إحدى موظفتي الصندوق (الكاش) في السوق إلى أن ما فاقم حالة التزاحم كان تزامن صرف الكوبونات مع استلام الموظفين لمرتباتهم، وهي فترة تشهد عادة أكبر إقبال على التبضع خلال الشهر.

 

ووصفت الموظفة وضع السوق في ظل تدافع منتفعي منظمة اللوثري بأنه كان أشبه "بالمجزرة"، مشيرة إلى الضغط الكبير الذي تعرضت له هي وزملاؤها نتيجة العمل ساعات طويلة دون توقف أو استراحة على مدى ثلاثة أيام، لدرجة أنها شخصيا انهارت وأغمي عليها عدة مرات، على حد قولها.

 

وأوضحت أن عدد العاملين في السوق لا يتجاوز الخمسة موظفين، وأن ساعات دوامهم جرى تمديدها حتى السادسة مساء يوم الخميس، وإلى الخامسة يوم الجمعة، ثم إلى العاشرة ليلا يوم السبت.

 

بدورها، قالت زميلتها أن الأمر لم يقتصر على ضغط العمل، بل تجاوزه إلى تطاول أحد المنتفعين عليها ومحاولة التهجم على العاملين في السوق، ما استدعى تدخل الشرطة التي قامت باعتقاله.

أضف تعليقك