تواصل الحكومة الاردنية احتجاز اللاجئين الفلسطينيين من حملة وثائق السفر السورية القادمين من سورية بمخيم السايبر سيتي، بعد أن حرمتهم من التكفيل والبطاقات الأمنية التي منحت للاجئين السوريين قبل ما يقرب الشهر.
هذا المخيم المكون من ستة بناية بستة طوابق استعملت بفترة كسكن لعمال أجانب قبل أن يهجر لـ8 لسنوات، يقول قاطنوه بأنه سيئ التهوية والخدمات الصحية، ويشبهونه ايضاً بالمحمية.
عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يبلغ 500,000 لاجئ، نزح أكثر من نصفهم الى تركيا ولبنان والاردن في موجة اللجوء التي وصفت بالأضخم بالقرن الواحد والعشرين.
فيما كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأنروا” قد طالبت الأردن بمعاملة اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية بنفس الطرقة التي تعامل بها اللاجئين الآخرين الفارين من الصراع وتقديم نفس الدعم الإنساني لهم.
وذكرت الأنروا بأنها سجلت منذ الخامس من حزيران الجاري 1.820 عائلة فلسطينية لاجئة قادمين من سورية، مشيرة إلى أن 197 لاجئا فلسطينيا يقيمون حاليا في مخيم سايبر سيتي.
جهاد الحجوج أحد قاطني السايبر سيتي وهو والد لثلاثة أطفال، يصف الحالة النفسية لأغلب سكان السايبر بالسيئة والجميع يعاني من الكبت واليأس.
لم يكن يسمح للاجئي السايبر سيتي بالخروج من المخيم بداية، إلا أن الجهات المختصة سمحت لهم بالخروج من المخيم لمدة 48 ساعة شهرياً.
"48 ساعة شهرياً يطلقون عليها اسم الإجازة، هي الساعات التي آخذ بها إجازة من اللجوء لكني لا استفيد منها كوني لا أملك أي مبلغ مالي يؤهلني للخروج من المخيم مع عائلتي خلال الساعات القليلة" يقول جهاد الذي لم يخرج من المخيم سوى عشرة مرات خلال أكثر من عام.
"لماذا نحن هنا؟ ولماذا وضعتني بهذا المكان؟" سؤال يردده طفل جهاد ذو السبعة أعوام على والده دوماً.
تخوفات من الوطن البديل ونقل لاجئي سوريا الى الاردن ودواعي أمنية هي أسباب التشديد على السايبر سيتي، وﯾﺷﺎر أن اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻷردﻧﯾﺔ ﻣﻧﻌت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻣن ﺣﻣﻠﺔ اﻟوﺛﺎﺋق اﻟﺳورﯾﺔ ﻣن اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻷراﺿﻲ اﻷردﻧﯾﺔ ﺑﻘرار ﻣن رﺋﯾس اﻟوزراء د. ﻋﺑدﷲ اﻟﻧﺳور
جهاد عاد الى الاردن بعد أن غادرها عام 1970 مع والده على خلفية مشاركته بأحداث ايلول الأسود، التي يرجع البعض وجود اللاجئين في السايبر سيتي بسببها، يقول جهاد "ما شأني بتلك الأحداث ناهز عمري فيها العام الواحد عندما حملني والدي بيني يديه وخرج بي الى سورية!!"
يحصل لاجئو السايبر سيتي على الغذاء عن طريق كوبونات شهرية قيمتها 24 ديناراً للفرد يقايضه بمواد غذائية في دكان صغير يقع بالقرب من المخيم. وهذا المبلغ يساوي 80 قرشاً يومياً، وهو مبلغ لا يشتري به علبة تونة.
ابو وليد أحد لاجئي السايبر سيتي من الاردنيين الذين سحبت ارقامهم الوطنية بعد فك الارتباط، خدم والده بالجيش الاردني لأكثر من 18 عاماً انتهت عام 1974 ثم خرج بأطفاله الى سوريا.
لا يبحث أبو وليد عن تحسين أوضاعه أو خدمات الراحة النفسية، لكنه يبحث عمّا يثبت هويته، و يطمح بالحصول على هجرة لأي بلد كان يستطيع فيه تأمين أولاده مستقبلاً.
ولا يستطيع حتى ان يعطي وقتاً للتفكير بوضعه الحالي، فيجيب حين السؤال عن الأوضاع المعيشية بالمخيم بـ"لا بأس" لأن اهتمامه ينصبّ على البحث عن مخرج من مساحة تضيق به وبأولاده.
هذا وكان النائب محمد الحجوج قد اعتبر وضع السايبر بوقت سابق بأنه لا يطاق ولا يمكن السكوت عليه، بل يكشف مستوى التضليل الرسمي الذي يمارس لإستهداف مواطنين لا ذنب لهم بالحسابات الأمنية والسياسية.