عيد بمرارة اللجوء
"أي عيد وأي كعك!" يتساءل اللاجئ السوري محمود بإستهجان مع إقتراب مرور عيد الأضحى الرابع عليه لتشوب فرحته غصّة الشوق لوطنه الذي يعاني من أزمة حرب منذ أكثر من عامين.
يبث محمود الذي يعيش خارج مخيم الزعتري شكواه لله "حسبي الله ونعم الوكيل" مؤكداً أن اللاجئ السوري انعدمت مشاعره تجاه الفرح والأعياد بعيداً عن وطنه وأهله ورزقه متمنياً أن يفرج الله على اللاجئين السوريين في أرجاء المعمورة.
هو عيد لابد منه سيمر على محمود وأسرته بثقل شديد دون أن يستعد له بالكعك والثياب الجديدة فجرحه لم يشف من فقدان أعزائه وتشرد عائلته بفعل الحرب والدمار.
أم احمد لاجئة سورية تعيش داخل خيمة لجوء في الزعتري تنفي قيامها بتجهيز حلويات العيد كما أنها لم تقم بتجهيز الملابس الجديدة لأطفالها "فلا مكان للعيد في مخيم اللجوء".
وتضيف أم أحمد أن العيد لابد وأن يصحبه فرحة وراحة بالبال والذهن وهو ما يفتقده اللاجئ الذي يعيش تحت ضغوط اللجوء من جهة والقلق الدائم على أهله في الداخل من جهة أخرى.
قررت أم أحمد أن تستبدل مقولة التهاني "كل عام وأنتم بخير" لتصبح "بالعودة" على أمل العودة لبلادهم.
لم يتقدم أحد من اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بطلب توريد أضاحي أو حتى إدخال أضحية للمخيم إلا ان هناك مؤسسات خيرية عدة ستورد لحوم الأضاحي للاجئين كما يشير مدير المخيم العقيد زاهر أبو شهاب.
ويضيف أبو شهاب ان عيد الأضحى سيمر ثقيلاً على اللاجئين بعيداً عن بلادهم دون أدنى مظاهر الفرح الإعتيادي.
اللاجئ السوري زياد الصلخدي يفتقد أصدقائه وأحبته الذين طالما خالطهم خلال أيام العيد في بلاده سوريا، لذا لن يكون هناك عيد بالنسبة له بعيداً عن أهله وأقاربه.
لم يستعد زياد وذووه للعيد هو لا يملك المال الكافي لشراء كعك أو حلوى يقول إنه بالكاد يتدبر أجرة بيته، ورغم ذلك فلن يحرم أطفاله الصغار من فرحة العيد ما استطاع.
أبو مراد تاجر سوري يؤكد أن حركة سوق مخيم الزعتري قوية جداً مع اقتراب عيد الأضحى خصوصاً في أماكن بيع الملابس البالة والجديد إضافة للحلويات.
ويعتمد أبو مراد كل عيد على شراء الأطفال من دكانه أو على ما يقوم الآباء والأمهات بشرائه لأطفالهم "أما الكبار من المستحيل أن يجمعوا بين فرح العيد والحزن على شهيد".
اتفق اللاجئون السوريون على أن فرحة العيد ومرارة اللجوء لا يجتمعان، فيما قدم عيد الأضحى المبارك لينبش جراحهم من جديد مذكراً إياهم بطفل فقدوه أو أب لم يعد لهم أو أم قضت نحبها بفعل الحرب.