طفل ضاع في مدينة درعا وعثر عليه بعد عام في "الزعتري"

طفل ضاع في مدينة درعا وعثر عليه بعد عام في "الزعتري"
الرابط المختصر

 

خرج الطفل عدي الحموي ذو السنوات السبع من منزل أقاربه في مدينة الحراك بدرعا أثناء مداهمة قوات النظام لها واختفى أثره ليتم العثور عليه في مخيم الزعتري بعد عام كامل بعد أن أيقنت عائلته أنه مات وأقامت له العزاء.

 

قصة عدي هي واحدة من آلاف القصص المؤلمة التي نسجت خيوطها الحرب السورية ، إذ تشير مصادر بعثة الأمم المتحدة أن هناك حوالي ثمانية آلاف طفل سوري فقدوا الاتصال بعائلاتهم من أصل مليون طفل لاجىء .

 

حول قصة الطفل عدي وكيف تم العثور عليه بعد عام كامل من فقدانه يقول والده " فهد الحموي الذي يعيش بعيداً عن ابنه في الجزائر منذ سنوات دون أن يتمكن من لم شمله .

 

ذهبت زوجتي من حي الميدان في دمشق حيث كنا نسكن إلى درعا ( منطقة الحراك ) لتزور أهلها  وكنت أنا موجوداً في الجزائر وبعد أن تم محاصرة الحراك وقصفها من قبل قوات النظام لم تستطع زوجتي العودة مع ابني إلى دمشق وبلغني خبر أن ابني خرج من منزل جده فتم خطفه مع ستة أطفال آخرين وُجد منهم خمسة أطفال مذبوحين ولم يتم العثور على ابني بينهم، واختفت زوجتي بعدها فأقام  أهلي عزاء لهما في دمشق، ولم أكن موجوداً حينها كما ذكرت.

 

الأمم المتحدة ولم الشمل

 

ويضيف والد الطفل عدي: منذ حوالي العام جاءني خبر من أناس أعرفهم في مخيم الزعتري أنهم رأوا ابني هناك فطلبت منهم أن يرسلوا صوره لأتأكد وبعد أرسلوا لي صوره تأكدت  أنه لا زال حياً، وبالفعل تحدثت إليه عبر الهاتف وأسرعت بالتوجه إلى مفوضية الأمم المتحدة في منطقة الأبيار ( الجزائر العاصمة ) وباعتباري كنت قد سجلت عندهم  قصة ابني على أنه ميت  في الحرب وذكرت لهم أنني وجدته في مخيم الزعتري وأبرزت لهم دفتر العائلة الذي يتضمن خانته وكل الوثائق والإثباتات اللازمة طالباً منهم أن يحضروه لي إلى الجزائر، ويتابع الأب بحرقة: طلبت من المفوضية أن يعطوني ورقة بالموافقة على دخول ابني إلى الجزائر ولم أطالبهم بأية نفقات مادية أو مساعدات ورغم ذلك تقاعسوا عن مساعدتي.

 

وينص البند الأول في قانون الأمم المتحدة على لم شمل العائلات في الحروب، فما هو رأي المفوضية العليا للاجئين في هذا الأمر وما دورها في لم شمل العائلات.

 

خيمة المفقودين

 

فقدان الأطفال "نتيجة بديهية" للأزمات كالحروب والزلازل كما يقول أستاذ علم الاجتماع "سري ناصر" ، فمثل هذه الظروف تفرز مآسٍ  كثيرة جدا ومنها فقدان الأطفال من قبل أهاليهم ولأن هؤلاء الأطفال لا يعرفون إلى أين يتجهوا نجد أن الكثير منهم يتجهوا  نحو أناس أو مجموعات قريبة منهم" حسب ناصر.

 

ويشير الناشط الإغاثي سالم السردي من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى أن هناك الكثير من حالات الأطفال المفقودين من اللاجئين السوريين سواء داخل الأردن أو خارجها على الحدود وهناك الكثير من الأطفال الذين عثر عليهم دون أن يكونوا مع عائلاتهم، ومن بينهم أطفال رضّع يتم إدخالهم مع عائلات أخرى وتثبيت وقائع فقدانهم.

 

ويوضح السردي أن رجال الدرك يحاولون التعامل مع الأطفال في هذه الحالات كأي مواطن عادي اضطر للجوء فيتم إلحاقه مع العائلات المعنية داخل مخيم الزعتري كما في حالة "عدي"  أويتم إرفاقه بخيمة يطلق عليها اسم "خيمة المفقودين" .

أضف تعليقك