ضحايا رصاص القناصين.. تحدّ من أجل الحياة

ضحايا رصاص القناصين.. تحدّ من أجل الحياة
الرابط المختصر

تتفاوت مآسي وآلام الجرحى السوريين، إلا أن المصابين بطلقات القناصين بمناطق حرجة من أجسادهم، هم الأكثر ألما جسديا أو نفسيا، لما تسببه إصاباتهم من آثار.

 

وعد أبازيد، فتاة سورية أصيبت بطلقة قناص في مدينة درعا جنوب سورية، حيث كانت تعمل مدرسة رسم، الأمر الذي أدى إلى إصابتها بشلل رباعي.

 

وبدأت وعد بتلقي العلاج في سورية، إلا أن تزايد المصاعب التي واجهتها دفعها للجوء إلى الأردن، لتتابع رحلة علاجها، إذ تم تركيب جهاز تثبيت لرجلها اليسرى، منحتها شيئا من الاستقلالية بالقدرة على الوقوف والحركة نسبيا.

 

ومضى وضع وعد الجسدي بالتحسن، لتبدأ أولى خطواتها بكثير من الثقة والأمل، وتتابع حياتها الطبيعية، وتعود إلى تعليم الرسم في أحد المراكز الراعية لذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي زاد من ثقتها بنفسها.

 

أما سليمان الحمد من مدينة القنيطرة، فقد أصيب بطلقة قناص في الرقبة أثناء محاولته إنقاذ أحد الجرحى،  ليصبح شبه عاجز عن الحركة.

 

وأسعف سليمان إلى الأردن بعد إصابته بشلل رباعي، وبدأ وضعه بالتحسن مع تلقيه العلاج الفيزيائي، ليتمكن من تحريك أطرافه بشكل بسيط، والمشي الضعيف.

 

أما على الجانب النفسي، فيعاني سليمان ضغوطا شديدة، لشعوره بالوحدة في الأردن بعيدا عن أهله، خاصة في ظل وضعه الجسدي.

 

المعالج الفيزيائي في مركز “سوريات عبر الحدود”، يشير من جانبه، إلى أن معظم إصابات الجرحى السوريين في الأردن، ناتجة عن طلقة قناص، تصيب غالبا النخاع الشوكي للجسم، ما يؤدي إلى الإصابة بالشلل الرباعي أو النصفي، ويفقد المصاب القدرة على الحركة وممارسات الحياة اليومية.

 

ويوضح إياد  أن إصابات النخاع الشوكي تتميز بالصعوبة، لأنها تشل حركة المريض بالكامل، وهو ما يحتاج إلى علاج فيزيائي مكثف، وخاصة خلال السنة الأولى من الإصابة.

 

كما يجب أن يقدم الدعم النفسي للمصاب، إلى جانب العلاج الفيزيائي، لما يحمله من شعور باليأس والاكتئاب، والعجز عن القيام بنشاطاته اليومة دون مساعدة.

 

ويقدم تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان بعنوان “صيد البشر”، شرحا مفصلا بعمليات القنص التي تتم في سورية، وأنواع الأسلحة المستخدمة وشاهدات عيان ومصابين بطلقة قناص.

 

ويقدر التقرير أعداد المصابين برصاص القناصين بحوالي 5307 من المدنيين، بينهم 518 طفلا، و641 من النساء.