سوريون بمريجيب الفهود يتحدون ظروف اللجوء ويحرزون النجاح بالتوجيهي

سوريون بمريجيب الفهود يتحدون ظروف اللجوء ويحرزون النجاح بالتوجيهي

تمكّن ثلاثة من الطلبة السوريين اللاجئين في المخيم الإماراتي- الأردني في مريجيب الفهود من إحراز النجاح في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة للدورة الصيفية، رغم ظروف اللجوء وتغيّر المناهج التعليمية.

 

وكان 20 طالبا وطالبة تقدموا للامتحان من خلال المدرسة الثانوية التي تاسست في المخيم غداة افتتاحه عام 2013، وتتبع لمديرية تربية الزرقاء الثانية.

 

وعبّر سيف خميس المهيري مشرف مدارس المخيم عن ارتياحه ورضاه للنتائج التي أحرزها الطلبة الناجحون على قلة عددهم نسبيا.

 

وقال "رغم أن العدد قليل ولكن ذلك أفرحنا، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على اهتمام الطلبة بالدراسة رغم الإمكانيات والظروف التي يعيشونها".

 

ونوّه المهيري إلى أن إدارة المخيم سعت منذ البداية إلى توفير دروس تقوية للطلبة في مختلف المواد من خلال معلمين من اللاجئين في المخيم، بهدف تقريب المناهج إليهم قدر الإمكان.

 

وأشار إلى أن كافة الطلبة الذكور الذين تقدموا للامتحان يدرسون في الفرع العلمي، في حين تتوزع الإناث بين الفرعين العلمي والأدبي.

 

الطالبة اللاجئة أسيل خميس، وهي إحدى الذين حققوا النجاح  بحصولها على معدل 75,9، أبدت سعادتها لهذه النتيجة، مؤكدة أنها بكت من شدة الفرح لدى معرفتها بها.

 

وقالت أسيل أنها أمضت اليومين السابقين لإعلان نتائج الامتحان دون أن تتمكن من النوم، وهي تتابع وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية التي راحت تتبارى في إعطاء مواعيد لصدور النتائج.

 

وأشارت إلى أن نجاحها جاء ثمرة متابعتها لدروسها أولا بأول "كنت أدرس يوما بيوم وأتابع الدروس مع المعلمات، وفي نهاية الدوام وعند العودة إلى الكرفانة (الوحدة السكنية في المخيم) كنت أدرس، ونهاية كل أسبوع أقوم بعملية مراجعة".

 

وأسدت أسيل نصيحة للطلبة الآخرين بأن يدرسوا بذات الطريقة التي كانت تدرس بها.

 

وأهدت أسيل نجاحها إلى أهلها لمساعدتهم لها، كما قدمت شكرها للمعلمات ولدولة الإمارات التي أتاحت لها فرصة متابعة الدراسة، مبدية أملها في أن تتمكن من إكمال تعليمها الجامعي في أحد التخصصات الطبية.

 

من جانبه، عبّر محمد خميس والد أسيل عن فرحته بنجاحها قائلا "هي البنت البكر، وكنا قلقين من أن لا تستطيع إكمال دراستها بسبب الظروف، ولكن الحمد لله جئنا هنا (يقصد المخيم) وأرجو من الله أن تتمكن من متابعة تعليمها الجامعي".

 

وأضاف أن ابنته كانت من الأوائل على مستوى سورية خلال دراستها هناك، مبينا أن اختلاف المناهج لعب دورا في تراجع معدلها، وأنها لو كانت في وطنها لحصلت على معدل جيد جدا.

 

على صعيده ايضا، أعرب الطالب قصي جواد الذي حصل على معدل 73,6 بالمئة، عن سعادته بالنجاح الذي وصفه بأنه "خطوة إلى الأمام"، مشيراً إلى أنه علم بالنتيجة من خلال أحد معلميه.

 

وعبّر قصي الذي كان يدرس بمعدل ثلاث ساعات يوميا، عن أمله في أن تتاح له فرصة متابعة تعليمه الجامعي، وفي أي تخصص يتم قبوله فيه، وإن كان لا يخفي رغبته في دراسة الهندسة.

 

الطالبة إنعام عيد التي حصلت على معدل 68,8 بالمئة في الفرع الأدبي، قالت هي الأخرى أنها كانت تدرس لنحو ثلاث ساعات يوميا، مضيفة أنها ستسعى من أجل متابعة تعليمها الجامعي.

 

وقال والدها محمود عيد "الحمد لله أنها نجحت، ولكني توقعت أن تحصل على معدل أعلى"، مقدما شكره للأردن والإمارات لإتاحتهما المجال أمام ابنته من أجل متابعة دراستها.

أضف تعليقك