سائقو عمان الشام: التعطل عن العمل أزمة مستمرة
منذ بدء الأزمة السورية قبل عامين ونصف، وخط سفريات (عمان- الشام- بيروت) من أكثر الخطوط نقل تضرراً، لتتكدس عشرات السيارات متوقفة دون عمل.
اجتهاد قامت به هيئة تنظيم قطاع النقل البري بتحويل العديد منها إلى خطوط نقل محلية أسهم في ازدحام الخطوط، ليعتبر أكثر من سائق قرار الهيئة المتخذ قبل أكثر من عام بترحيل المشكلة وليس حلها.
"أبو علي" صاحب سيارة سفريات الشام يعمل على خط أوتستراد الزرقاء، يؤكد أن توزيعهم على الخطوط فيه ظلم لهم وللعاملين الأصليين على الخط بسبب تدني الأجرة.
ويرى "أبو علي" أن سيارات الشام لا تزاحم أي خط الداخلية أو الخارجية كون أعداد السيارات الموزعة على كل خط لا يتجاوز الـ 8 سيارات.
رائد الكردي سائق سفريات آخر يؤكد أن عملهم على خطوط أخرى مؤقتاً وفر لهم قوت أولادهم، رغم أن كسبهم الجديد لا يقارن بكسبهم من العمل على خطوط الشام، على حد قوله.
ويضيف الكردي أن سائقي سفريات الشام الذين تضرروا بنسبة 85% لا خيار لهم سوى ترقب إنتهاء الأزمة السورية كي تعود الأمور لمجراها.
المشكلة من جانب آخر
عبد العزيز مطر سائق سرفيس أوتستراد الزرقاء يشتكي من كثرة سيارات سفريات الشام التي الصقت رقعة من الكرتون على جوانبها مكتوب عليها بخط اليد "عمان – أوتستراد الزرقاء".
مطر يؤكد أن أصحاب سيارات الشام قاسموهم رزقهم مسببين لهم مزيد من الضغط على الخط الأوتستراد "يزاحموننا في الدور على تحميل الركاب بحجة أنهم يملكون تصريحاً للعمل على الخط".
يوجد في المملكة قرابة 700 سيارة سفريات للشام متضررة تقدم حوالي 350 سيارة منها بطلب تصريح من تنظيم قطاع هيئة النقل للعمل، ووزعت على خطوط النقل الداخلية بين المحافظات وبعض خطوط النقل للدول العربية المجاورة وجسر الملك حسين.
مكاتب السفريات
عبارة "آخر راكب عالشام" التي كان سائقوا السفريات يفاجئونك بها سابقاً لم تعد تتردد أمام مكاتب السفريات في العبدلي بعد أن تعطلت خطوط عمان - الشام - بيروت جراء الأزمة السورية.
مكاتب سفريات الشام أصبحت شبه خاوية، يتربع ملاكها على أبوابها بإنتظار "الفرج" في حين أصبح بعضها مكان لتجمع الأصحاب القادمين لإحتساء القهوة.
عباس الصقر صاحب شركة سفريات يؤكد أن الخط "عمان - الشام – بيروت" متعطل عن العمل للسنة الثالثة ويضيف "نقوم بدفع المصاريف ككهرباء وماء وأجرة موظفين من جيوبنا أملا بقرب إنتهاء الأزمة في سوريا".
ويؤكد عباس أن بعض السائقين ركنوا سياراتهم وتوقفوا عن العمل بعد أن أصابهم اليأس، كما أن توزيع سيارات سفريات الشام التي تعمل لدى مكتبه والمكاتب المجاورة على خط السعودية وبعض الخطوط الأخرى شكل ضغط وارباكاً لكافة الخطوط.
آلية التوزيع لدى الهيئة
الناطق باسم هيئة تنظيم قطاع النقل البري سعد العشوش يؤكد أن الظروف الإقليمية التي طرأت على المنطقة العربية أجبرت الهيئة على إتخاذ إجراءات تعاونية مع أصحاب السيارات والمشغلين لمكافحة الأزمة.
تقوم الهيئة بعمل دراسة مسحية لتحديد الخطوط التي تعاني نقصاً في عدد السيارات العاملة وتطرح عدداً من التصاريح لسيارات المتضررة من الأحداث في سوريا.
ويضيف العشوش " لجأنا لمنح سيارات الشام تصاريح حسب الحاجة للعمل على خطوط سفريات المحافظات والدول العربية وسنستمر بمنح التصاريح حسب الحاجة".
لا يزال عدد من سائقي سيارات سفريات الشام "يغامر بروحه" ويذهب لنقل مسافرين لسوريا في رحلة أصبحت تستغرق 9 ساعات لوصول دمشق التي كنت تصلها بساعتين فقط.