زيارة الملك لواشنطن.. رسائل وملفات على الطاولة
اعتبر محللون سياسيون زياة الملك عبد الله الثاني لواشنطن ولقاء الإدارة الأمريكية الجديدة، خطوة استباقية لوضع الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بصورة مدى خطورة القرارات التي أعلن الأخير عن المضي لتنفيذها، وقد تضر بالمصالح الأردنية.
"ويسعى الأردن للاطلاع مباشرة على نوايا إدارة ترامب، حول طبيعة التعاطي مع ملفات المنطقة التي تهم الأردن وتمس مصالحه، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، ومستقبل العملية السلمية، والتوجه لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس"، بحسب الكاتب والمحلل السياسي عامر السبايلة.
ويرى السبايلة أن الأردن يرسل من خلال هذه الزيارة رسائل واضحة وجدية بأنه حليف لواشنطن، ورسائل تحذيرية بالنسبة لبعض الخطوات التي قد تشكل خطرا على المنطقة، وتحالفات الولايات المتحدة فيها، إذا ما تم اتخاذها بطرق "استفزازية" وبعيدة عن التنسيق.
ويوضح بأن الأردن يريد اتباع دبلوماسية فاعلة مع الإدارة الأمريكية، تكون قادرة على التأثير عليها والتواصل معها، إضافة إلى الحفاظ على استراتيجية الأردنية بالتعاطي مع مختلف الملفات المشتركة.
رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية السابق بسام المناصير، يذهب إلى أن الرئيسي الأمريكي المنتخب، قد يستفيد من لقاء الملك، لما له من خبرة في المجال السياسي، خاصة بما يتعلق بالملفات التي تهم الشرق الأوسط.
ويرجح المناصير أن يكون ملف القضية الفلسطنية، ونقل السفارة الأمريكية، على سلم الأولويات التي ستطرح خلال الزيارة، من خلال توضيح عواقب هذه الخطوة، وردة الفعل العربية والإسلامية ضدها، إضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب، والمساعدات الاقتصادية للمملكة.
من جهته، يقول المحلل السياسي بسام بدارين، إن زيارة الملك لواشنطن لم يكن مخططا لها ضمن برنامج الأعمال، إلا أنها قفزت إلى السطح بعد زيارة الملك إلى روسيا، مشيرا إلى وجود مصالح أردنية تتطلب حراكا دبلوماسية مكثفا.
ويوضح بدارين أن الزيارة تحمل أجندة اقتصادية، وأخرى ذات بعد أمني، لافتا إلى أن مقابلة أعضاء الكونغرس معنية بشكل أساسي بمصالح الأردن وحجم المساعدات المقدمة له.
كما تهدف الزيارة إلى معرفة أركان الإدارة الأمريكية الجديدة، وتثبيت العلاقات والمصالح الأردنية, يضيف بدارين.
وكان الملك عبدالله الثاني قد أكد في تصريحات سابقة على "أهمية التنسيق خلال الفترة المقبلة، مع أركان الإدارة الأمريكية والكونغرس؛ لبيان انعكاسات أية قرارات قد تمس بالوضع الحالي في مدينة القدس، وتنعكس على الأمن والسلام في المنطقة".
وبهذه الزيارة يكون الملك أول زعيم عربي يزور واشنطن في ظل الإدارة الجديدة، فيما لم يتضح إن كان سيلتقي بالرئيس ترامب رسميا.
للمزيد: