زرقاء ماعين .. سر الترحال والمسير

زرقاء ماعين .. سر الترحال والمسير
الرابط المختصر

زرقاء ماعين واحدة من سبعة أودية تصب في البحر الميت تستهوي عشاق الترحال والمغامرة لجماليات وتنوعة الطبيعي والفطري بعيد عن معاول العمران بأشكاله المختلفة، ومدعاة للتأمل والرياضة والتحدي.

 

زرقاء ماعين تبدأ بداياته من مغاريب مأدبا بطول أساسي يصل إلى ثمانية عشرة كيلومتر وإجمالي فروعه وروافده تزيد عن الأربعين كيلو متر متشعبة من عدد من القرى والأراضي منها: أمكاور، حريثين، ام رصيصة الدير، الزارة، جبل بني حميدة، لب، تيم، المريغات،لقطان ،ماعين،ام ارصيصة وغيرها ليصب في نهايته بالبحر الميت، متضمن ما يزيد عن خمسة وخمسين عين ماء ما بين العذب والكبريتي بدرجات حرارة متفاوتة تصل في بعضها إلى ستين درجة مئوية، و بتنوع نباتي وجيولوجي يبداء من 420 متر تحت سطح البحر إلى مايزيد عن 700 فوق سطح البحر للجبال المحيطة به، وبشكله العام أسفل نبع ماعين المتعارف عليه بشلال ماعين فهو ممر ضيق نسبياً قليل المهارب وأحادي المجرى.

 

وهنا وبصفتي من عشاق رياضة المشي والترحال في الطبيعة ومن تجربتنا مع هذا الوادي والأودية الشبيهة به يتطلب المسير فيه لياقة بدنية جيدة جداً مع قدرة تحمل فوق المستوى المتوسط ولا ننصح بأن يرتاد هذا الهدف من هم دون السادسة عشرة أو ضعاف البنية، مع تجهيزات هامة لهذه الرياضة من حذاء مقاوم للماء والانزلاق كون معظم صخوره ملساء إلى جانب الطحالب التي يصعب الثبات عليها، وعصى للترحال تكون بطول متر ونصف تقريباً للارتكاز عليها وهي ذات أهمية كبرى في الصعود والهبوط كونها تكون الرجل الثالثة في حالة المشي ويفضل أن يكون مع المرتحل عصاتين، بالإضافة إلى كمية ماء كافية بمعدل ثلاثة ليترات على الأقل مع مراعاة أن الوادي بمعدله العام تزيد حرارته بمتوسط خمسة درجات عن المنطقة بسبب حرارة المياه، وقبعة بالاضافة إلى كمية من الفواكه والمكسرات لتجديد الطاقة و التمر لاحتوائه على السكريات وإعادة  معادلتها في الجسم، هذا من حيث التجهيزات الفردية.

 

 

أما في حالة زيارة الوادي لأول مرة فيتطلب أن يكون مساعدا متمرسا لكل خمسة أشخاص على حد أقصى وذلك لإرشادهم ومتابعتهم خطوة خطوة وأن لا تغيب عينه عن أحدهم، على أن يتكون الفريق من أربعة أشخاص رئيسيين إلى جانب المساعدين وهم: الكشاف ودوره أن يقوم بإستكشاف الطريق وتحديد المسار وبالذات أن الأودية دائمة التغير في معالمها بسبب السيول والانهيارات ويعطي توجيهاته لقائد المجموعة ، قائد المجموعة مهمته إدارة أمور المجموعة كاملة والتنسيق ما بين الجميع وإعطاء توجيهات بشكل صارم دون أي نقاش، المشرف الأوسط : ومهمته متابعة المشاركين ما بين القائد والمشرف الخلفي ويمرر المعلومة والتوجيهات للجميع، وفي حالة حدث أي إنقطع في التتابع المسير يعمل على إعادة تجميعه وملاحظ لكامل حركة السير والتحرك، المشرف الخلفي ويجب أن يكون هو أخر شخص في مجموعة المسير ولا يسمح أن يسير بعده أي شخص حتى لا يتم فقدانه، ولو أعيى أحدهم التعب يجب أن يرافقه حتى النهاية وأيضا يمرر المعلومة العكسية من الخلف إلى الوسط إلى قائد المجموعة صاحب القرار الرئيسي المسترشد بملاحظات المرافقين والمساعدين، وبهذا تكون هذه الرياضة معتمدة على نظام إدارة الوقت وروح الفريق بشكل كامل فلو اخطأ أحدهم قد تؤدي إلى كارثة.

 

 

ومن محاذير هذا الوادي هو وسائر الأودية أن فيه من المفاجأت التي قد تكون بعيدة عن الحسبان كالانهيارات ومفاجئة السيل وهي الأخطر حتى لو لم يكون في منطقة المسير مطر، فيجب أن يكون قائد المجموعة على علم بحالة الجو في المناطق البعيدة والتي تصب أمطارها فيه ولو زادت عن خمسين كيلو، فسيل يأتي فجأة ومن الشعاب والأودية المحيطة محمل بكميات كبيرة من الأتربة والطمي والحجارة وبسرعة عالية لا تسمح بالخروج من الوادي أو تسلق صخوره التي قد تنزلق ويجرفها السيل لا محالة.

 

 

وهنا نقول أن وطننا فيه من الجماليات التي تتطلب منا البحث عنها واكتشاف مكنوناتها ولكن بعقلانية ومهنية وحذر.

 

  • مغامر تسلق وترحال
أضف تعليقك