خوري: "ارفع راسك" لم تنتهِ بصفقة... و"الوحدات" جبهتي الأصعب
."أنا لست إقليميا... وتركيبة عائلتي خير دليل"
."لم أزود الجيش الأمريكي بالغذاء أثناء غزو العراق 2003"
."لا أتغيب عن إدارة الوحدات وسأترشح لانتخاباتها القادمة"
يحاول النائب رئيس نادي الوحدات ورجل الأعمال طارق خوري أن يخوض "حربا" على عدة جبهات سياسية ورياضية، وفي الفضاء الإلكتروني سببت له "صداعا" في أحيان كثيرة.
لا يفضل خوري أن يوصف "بالجدلي" إلا أنه لا ينكر "شخصيته الخلافية" النابعة من بعض مواقفه السياسية، حيث خاطبه رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز أثناء طي قضية استخدام شعار ارفع راسك بالقول "أنت بلا شك شخصية خلافية ويجب أن لا تكون كذلك".
مواقفه السياسية لعبت دورا في "خلافية شخصيته"، من أبرزها دعم النظام السوري، وانتقاد مشاركة الأردن في مسيرة باريس ضد الإرهاب، وفي عاصفة الحزم وتدريب معارضين سوريين، إلا أن خوري يرى في حديث لبرنامج رينبو الذي يبث عبر أثير إذاعة راديو البلد أن من أصعب الجبهات التي يخوضها "جبهة نادي الوحدات".
يرى خوري في نفسه "معارضا" كونه يتبنى أفكارا يعارض من خلالها سياسات حكومية، مشيرا خلال لقائه مع الزميل محمد العرسان إلى أن كل صاحب مبادئ لديه محبين ومعارضين، وليس من الضروري أن يسير الجميع على "سكة" واحدة، معتبرا الاختلاف "إيجابيا ويصب في مصلحة البلاد".
وينشط خوري على شبكات التواصل الاجتماعي في التعبير عن مواقفه، وكاد مؤخرا "بوست" على الفيسبوك أن يزج به خلف القضبان بتهمة "الإساءة لدولة صديقة (إسرائيل)" بعد أن استخدم الشعار الملكي "إرفع راسك" في انتقاد بعض الأوضاع السياسية والاقتصادية، والمطالبة بإلغاء معاهدة وادي عربة وطرد السفير الإسرائيلي في عمان".
إلا أن "عزومة" شبه رسمية طوت الخلاف بين خوري والمشتكي، رافقها توضيح من النائب تحت قبة البرلمان.
وعن تفاصيل "العزومة"، يبين أنها "كانت من صديق، وكانت جلسة طبيعية وليست مصالحة مع مقدم الشكوى، مجدداً نفيه أن يكون قد طُلب منه الاعتذار".
كما ينفى النائب خوري أن تكون هناك صفقة لإنهاء قضية "استخدام الشعار" ورفع الحصانة عنه، يقول لراديو البلد إن "دور الشخصيات التي تدخلت في القضية اقتصر على توضيح وشرح الحقيقة لا للضغط"، مؤكدا أنه لم يعتذر عن ما كتبه على مواقع التواصل الاجتماعي إنما قام بتوضيح موقفه".
أضاف خوري أنه لم يكن هناك اتجاه لدى النوّاب لرفع الحصانة عنه، رغم مناداة عدد كبير منهم لرفعها، إلّا أن توضيح ما كتبه على مواقع التواصل الاجتماعي وتوزيع ما كتبه على النوّاب خلال إحدى الجلسات دفعهم للاقتناع بوجهة نظره.
ويعتبر أن ما نشره عبر صفحته لم يكن ردا على ما جاء في خطاب الملك، مؤكدا أنه كتبه قبل الاستماع للخطاب، وأنه مبني على تغريدات سابقة له تمثل ما يطالب ويؤمن به منذ بداية حياته السياسية، منوها إلى نيته الذهاب لجلسة محكمة أمن الدولة في الثالث من الشهر القادم لُينهي ما "لُبّس له"، على حد تعبيره.
"أنا لست إقليميا"
وتلاحق خوري اتهامات على شبكات التواصل الاجتماعي كلما أثار قضية "خلافية"، حيث تلتصف فيه تهمتان؛ الإقليمية والانحياز للمكون الفلسطيني من جهة، والتورط بتوريد مواد غذائية للجيش الامريكي اثناء احتلال العراق عام 2003 من جهة أخرى، إلا أن خوري يرى في منطق من يتهمه بالإقليمية "عوجا"، مستشهدا في رده على تهمة الإقليمية بتركيبة عائلته قائلا "تركيبتي المنزلية لا تسمح بأن أكون إقليميا،ً فزوجتي من الحصن، ووالدتي سلطيّة، وزوج أختي من الكرك"، وينوه إلى أن الحديث عن فلسطين يستفز البعض.
وحول "توريد الغذاء للجيش الامريكي"،فيرد خوري بأنها "تهمة" استخدمها آخرون ضده أثناء ترشحه للانتخابات النيابية عام 2007، وقال إنه تواجد في العراق عام 1990 حيث كانت السلطة للحكومة العراقية حينها، متحديا أن يقدم أي شخص فاتورة أو بيان جمركي يثبت تعامله مع الجيش الأمريكي، واصفا ما قيل بالأكاذيب التي يستخدمها ضعيف الجدل والنقاش.
وفي موقفه من بعض القضايا العربيّة وخصوصا الحرب في سورية، يقول خوري إنه لم يزر الرئيس السوري بشّار الأسد ضمن الوفد الأردني الذي ذهب لدمشق خلال الأحداث، مشيراً إلى أن "بقاء سورية بقاء للأردن وهو أمل لتحرير فلسطين" ويكمل: "من اليوم الأول كنتُ ضد الإرهاب في سورية، وما يجري فيها ليس ثورة، إنما إرهاب، بعد 4 سنوات من الأحداث توصل الكثير من الناس لحقيقة عدم وجود معارضة إنما حركات إرهابيّة".
ويقف خوري ضد الدور العسكري الأردني خارج المملكة، معتبراً ذلك "تدخلاً في شؤون الدول الأخرى"، وينتقد قرارات الحكومة بالتدخل في مملكة البحرين واليمن، معتبراً ما يجري في الأخيرة "ثورة لا يشارك فيها الحوثيون وحدهم"، متوقعاً أن تتوقف السعودية عن القصف لعدم جدواه، ولأنها "دخلت في ورطة".
ويصف خوري واقع الحريّات في المملكة بالقول: "نحتاج الكثير لممارسة الديمقراطية، لا ألوم الحكومة وحدها إنما الناس أيضاً، برأيي سقف الحرية محدود خصوصاً في الفترة الأخيرة".
خوري النائب
ويسجل خوري موقفه من مشروع قرار يتيح للنواب التعديل على قانون نقابة المعلمين بالتأكيد على رفضه العبث والتعديل، مشددا على استحقاق المعلمين للدعم، كونهم أساس المجتمع.
وعن سبب الغياب المتكرر عن جلسات المجلس يضيف: "سببه قانون الانتخاب لأنه حوّل النائب من نائب سياسة إلى نائب خدمات، وحوّله لاعتبار حجم نجاحه في المرة القادمة بمقدار خدمته للآخرين، بالنسبة لعدد من النواب الذين أجبرتهم مناطقهم الانتخابية أن يكونوا نواب خدمات، فإنهم يفضلون المضي في خدمة الناس على الحضور"، مطالبا بضرورة تعديل قانون الانتخاب وتجميع الناس بدل تفرقتهم، بالإضافة إلى تعديل شكل النظام الانتخابي بحيث يكون مبنيا على مناطق جغرافية أوسع، ويفضل التوسع في المناطق الانتخابية ودمجها، لزيادة التنافسية، و"ليخرج الأحق وليس ابن العائلة الأكبر".
ويربط خوري ترشحه للمجلس القادم بإنجاز قانون "عصري" للانتخاب.
خوري كرئيس لنادي الوحدات
يرد خوري على أسئلة منتقديه في أنه كثير التغيّب عن اجتماعات إدارة نادي الوحدات بالقول: "لا أتغيب عن إدارة الوحدات إلّا عندما أكون خارج البلاد، وبحسب النظام الداخلي لم يتكرر غيابي بشكل متتال 3 مرات"، وعن أيّ الجبهات أصعب يقول إن "جبهة النادي أصعب من جبهة النواب".
وعن الدوري ومباراة الفريق الأخيرة مع الفيصلي التي قرّبته من اللقب يعلّق: "لم يحسم بعد الدوري، أمس أدى فيه الفريق بشكل جيد، كانت مباراة بطولة لأنها مع النادي الفيصلي المنافس التقليدي للوحدات"، وعن الأسلوب المتذبذب للوحدات أرجع خوري ذلك إلى "جود لاعبين صغار يحتاجون إلى خبرة للتأقلم في صفوف الفريق" مضيفاً أن مستوى الدوري بشكل عام متذبذب، بسبب ما قال أنه سوء تطبيق الاحتراف، والأزمات الماليّة للفرق المشاركة، ضارباً مثالاً لتكاتف لاعبي الوحدات وجماهيره مع الفريق، حين قام اللاعب حسن عبد الفتاح بدفع رواتب اللاعبين "من جيبه"، بالإضافة إلى قيام جماهير النادي بلعب دور إيجابي في هذا الشأن في إحدى الأزمات.