حملات "الفحص المبكر" الإعلانية وانعكاسها في نفوس المستهدفات

حملات "الفحص المبكر" الإعلانية وانعكاسها في نفوس المستهدفات
الرابط المختصر

"منك انت غير شجعها تفحص".. "اوعدينا تفحصي"... "صحتك أهم يلا نفحص"... "افحصي كلنا معك"... "خليكي بحياتي افحصي"..."انت الحياة ..افحصي وطمنينا"، شعارات رفعها البرنامج الوطني لمكافحة سرطان الثدي، لدفع السيدات لإجراء الفحص المبكر للوقاية من المرض، الامر الذي يثير تساؤلات الكثيرين عن مدى مساهمة الإعلانات بمختلف أشكالها بزيادة الوعي بأهمية الفحص.

 

"ليالي"، التي اكتشفت والدتها إصابتها بسرطان الثدي متأخرا، لا ترى في تلك الشعارات مؤثرا كبيرا على دفع السيدات للفحص، خلافا للتواصل المباشر بما له من وقع أكبر في نفوس الكثيرات، إضافة الى كسر حاجز الرهبة لديهن من التوجه للكشف المبكر.

 

إلا أنها تعتبر تجربة والدتها الصعبة مع المرض، دافعا لها شخصيا للتوجه إلى مركز طبي لإجراء الفحص المبكر حين بلوغها عمر الـ 20 عاما، وهو العمر الذي حملته رسائل البرنامج الوطني التوعوية للبدء بإجراء الفحص.

 

تزايد الإقبال على الفحص المبكر

 

تصف مديرة التثقيف الصحي للبرنامج الوطني لسرطان الثدي نسرين قطامش، إقبال السيدات على الفحص المبكر بالمتزايد، سواء عن طريق الفحص السريري أو الذاتي.

 

وترجع قطامش ذلك إلى إقبال العديد من الأفراد والمؤسسات المجتمعية على تفعيل الأنشطة التوعوية لإيصال رسالة البرنامج، الأمر الذي ساهم برفع نسبة السيدات اللواتي اكتشفن المرض بمراحله المبكرة.

 

وبحسب السجل الوvisetsطني للسرطان التابع لوزارة الصحة، فإن عدد المراجعات اللواتي أجرين فحصا سريريا خلال الأربع اعوام الماضية بلغ في عام 2012، 57757 سيدة، ليصل عام 2015، إلى 73253 سيدة، أما الفحص الذاتي فبلغ عام 2012، 59957، ليرتفع إلى 75403 عام 2015.

 

ويعد الخوف لدى بعض السيدات من أبرز العوائق وراء عدم توجههن لإجراء الفحص المبكر، حتى لو ظهرت عليهن بعض أعراض الإصابة بالمرض، بحسب قطامش، التي تؤكد في الوقت نفسه، بأن الحديث عن المرض من خلال الإعلانات الخارجية والمتلفزة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ساهم بتبديد المخاوف تدريجيا لدى الكثيرات، ما أدى إلى ارتفاع نسب المراجعات للفحص.

 

وتشير الأرقام الصادرة عن البرنامج إلى أن 70% من حالات الإصابة بسرطان الثدي كانت تصل بمراحل متأخرة مع بداية انطلاق البرنامج، بينما نسبة اكتشاف المرض بمراحل مبكرة خلال السنوات الأخيرة نحو 60%.

counts

وبلغ عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي عام 2010، 967 إصابة، فيما ارتفع عام 2013  ليصل الى 1040 حالة، بحسب السجل الوطني للسرطان.

 

الإعلان كوسيلة للتوعية:

 

يعد كل مصدر من وسائل الإعلان هاما لإيصال المعلومات للسيدات،  فالإعلان عبر الصحف ونشر أرقام الخط الساخن، يحفز العديد من السيدات للاتصال والاستفسار عن العديد من المعلومات الهامة المتلعقة بالمرض، أما الإعلانات الخارجية فكان لها تأثيرعلى قادة الرأي وأصحاب القرار لتداول الموضوع والتوعية به، أما فيما يتعلق بالاعلانات المتلفزة والإذاعية فكان لها وقع كبير على نفوس السيدات من خلال طرح القصص العاطفية التي تحاكي دواخل المستهدفات منها، بحسب قطامش.

 

وتوضح قطامش بأن البرنامج يعمل وفق استراتيجية واضحة ومتكاملة، تبدأ بتنظيم الحملات التوعوية ورفع الشعارات وعقد الأنشطة المختلفة، وتنتهي بتوفير الخدمة وضبط جودتها.

 

ويؤكد رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان في جامعة اليرموك الدكتور عبد الصمد شاهين، ان ما تقدمه الإعلانات التوعوية التي لا تهدف إلى الربح المادي، كالتي تتناول قضايا الصحة والوقاية من المخاطر وتعرض كخدمة للمواطن، لها تأثير على الجمهور، وخاصة من هم بأمس الحاجة لمضمونها.

 

ويلفت شاهين إلى أن تلك الإعلانات لها بعد إعلامي صادق خلافا للإعلانات التجارية، وذلك  من خلال توضيح الأضرار بموضوعية للفئة المستهدفة، مشيرا إلى ما تحمله من أمل للمتلقين، إضافة إلى مساهمتها بدفع الكثيرين لتلقي العلاج، أو اتخاذ الإجراءات الوقائية.

 

ويرى ضرورة تنوع الخطاب الإعلاني، حيث أن استخدام الرسائل التلفزيونية والإذاعية يكون أكثر مناسبة في حال كان المستهدفين من كبار السن أو الأميين، فيما تناسب الإعلانات الخارجية فئات المتعلمين والمثقفين في المجتمع.

 

ويعتبر شاهين أن الإعلانات التي تتسم بالتنوع في مضامينها وتمزج بين العاطفة والواقع، لها وقع أفضل لدى المتلقين، مشيرا إلى أهمية استثمار التقنيات الإعلانية كدمج الألوان والمؤثرات الموسيقية، حيث يزيد تأثير الإعلان بالاستخدام المميز والمحكم وفقا للنص الموجه للجمهور.

watches

وبحسب دراسات البرنامج الوطني لسرطان الثدي فإن التلفاز يعد الوسيلة الأكثر مشاهدة لحملات التوعية بسرطان الثدي، تليه الإعلانات الخارجية، حيث بلغت نسبة متابعة الرسائل التوعوية عبر شاشات التلفاز عام 2014، 91%.

 

 

 

 

وتظهر الدراسات أن الأردنيين يعرفون على الأقل حملتين من حملات التوعية الصحية،  تأتي المعرفة بحملة سرطان الثدي15057958_10210292403844372_689603134_n-2 منها في المرتبة الأولى وبنسبة 79%، وتتبعها حملات التطعيمات، والانفلونزا وبنسب 33% و9% على التوالي.

 

وتعتبر ناديا الخطيب وهي إحدى الناجيات من مرض سرطان الثدي أن الإعلانات الخارجية والمتلفزة تلعب دورا كبيرا بالتأثير على قرار السيدات ودفعهن لتلقي العلاج بعد انتشارها بشكل ملحوظ، خاصة الإعلانات التي تضم أفرادا من الأسرة.

 

وتروي الخطيب قصة اكتشافها الإصابة بالمرض قبل عشرة أعوام بعد ظهور أعراض جانبية على جسدها، في وقت غابت فيه التوعية الكافية بهذا المرض.

 

وتصف مشاركتها بالبرنامج الخاص للناجيات، بالمتميزة حيث يساهمن بتلك الإعلانات الخارجية والمتلفزة، لمعرفتهن  بالأمور التي قد تشجع السيدات للفحص بعد مرورهن بتجاربهن الخاصة.

 

مشاركة الشخصيات العامة

 

شاركت الفنانة جوليت عواد بإحدى الحملات التوعوية بأهمية الفحص المبكر عام 2012، والتي حملت شعار"اوعدينا تفحصي"، والتي تعتبرها مؤثرة جدا بمن ضمتهم من شخصيات عامة.

 

وتوضح عواد، أن الكثير من الأشخاص يعتبرون الفنان بمثابة قدوة لهم، فيأخذون بآرائهم، ويتأثرون بأحاديثهم لما لهم من أثر كبير في نفوس المتلقين.

 

وتشير إلى أن العديد من السيدات كانت تنظر إلى الإصابة بسرطان الثدي نهاية حتمية، ولكن مع انتشار تلك الحملات اختلفت تلك النظرة، وأصبح السيدات ينظرن إليه كغيره من الأمراض، إلا أنه يتطلب مدة أطول للعلاج.

 

هذا وتم تصنيف سرطان الثدي بالمرتبة الأولى بين حالات الإصابة بالسرطان بين الإناث بنسبة 36.5%، ويعد المسبب الرئيسي لحالات الوفاة بسبب السرطان بين الإناث، وفقا لاحصائيات سجل السرطان الوطني الاردني.

أضف تعليقك