الاتحاد الأردني يسعى لتجاوز "عقبة الحجاب": ابتكار زي جديد لشابات المصارعة لتحقيق العالمية

تعبيرية
الرابط المختصر

لم تكن ممارسة رياضة المصارعة للفتيات الشابات  أمرا مقبولا نظرا للتحديات المجتمعية، لكن هذا الوضع تغير مؤخرا بفضل بروز عدد من الفتيات الموهوبات اللاتي حققن إنجازات ومستويات متقدمة على مستوى الدول العربية في هذه اللعبة. 

خلال العامين الماضيين، ارتفع عدد الفتيات اللاتي يمارسن رياضة المصارعة إلى نحو 40 لاعبة، بينهن 10 لاعبات في المنتخب الوطني للمصارعة.

ولدعم دور النساء وتوسيع مشاركتهن، أعاد اتحاد المصارعة في عام 2022، تأسيس منتخب للناشئات والسيدات في المصارعة بعد انقطاع استمر قرابة الـ15 عاما، مما أتاح الفرصة للسيدات والناشئات للمشاركة في الاستحقاقات المحلية والدولية.

ويشير رئيس اتحاد المصارعة  المهندس محمد العواملة إلى أن الاتحاد فتح أبواب المشاركة الواسعة في رياضة المصارعة عندما قام بتشكيل فريق للسيدات، وهو أول فريق يشارك في بطولة عربية  على مستوى قارة آسيا، مما سلط الضوء على الأردن وبروز رياضة المصارعة بعد تحقيقهن نتائج متميزة .

 

"الحجاب عائق"

يطمح الاتحاد، بعد وصول لاعبات المصارعه إلى مستويات متقدمة في البطولات العربية، إلى تحقيق إنجازات في البطولات الدولية التي ينظمها الاتحاد الدولي. 

 

لكن هذا الطموح يواجه تحديا بسبب منع الاتحاد الدولي ارتداء الحجاب في هذه البطولات، نظرا لوجود زي معين ومعتمد للعبة، وباعتبار الحجاب عائقا أمام قوة السيدات مقارنة باللاعبات غير المحجبات، حسبما يوضح العواملة.

لتجاوز هذا التحدي، يكشف العواملة أن الاتحاد يعمل مع مؤسسة أمريكية لتصميم ملابس مخصصة  للاعبات المحجبات، وقام الاتحاد بجمع تواقيع من عدد من الدول الأوروبية لتقديم هذا الملف للاتحاد الدولي ومناقشته لازالة هذا الشرط. 

ويشير إلى أن فريق المنتخب يضم عددا من الفتيات المميزات اللواتي لا يستطعن المشاركة دوليا بسبب هذا الشرط غير المنطقي، مما يحرم العديد من الكفاءات النسائية من التقدم في هذه اللعبة.

في تصريحات لها،  تؤكد عضو مجلس إدارة اتحاد المصارعة ورئيسة اللجنة النسوية، الدكتورة ريهام الزغير، على مدى حاجة اللاعبات للتدريب تحت مظلة الاتحاد وبإشراف مدربين متخصصين وفق أسس علمية.

وتقول إن الاتحاد وضع استراتيجية لنشر رياضة المصارعة النسوية، ويطمح إلى المشاركة في مختلف البطولات وتحقيق نتائج ملموسة، إضافة إلى امتلاك فريق منافس على خريطة اللعبة.

 

 فتيات يمثلن الأردن في المصارعة 

من الفتيات اللواتي مثلن الأردن في مصارعة السيدات بطولة آسيا، كانت مايا اسحاقات، كأول فتاة  لم تتجاوز 15 عاما، رغم التحديات التي واجهتها، استطاعت باصرارها وثقتها الاستمرار في مسيرتها حتى وصلت لتمثيل الأردن في البطولات العربية، وتطمح للوصول إلى مستويات دولية.

كما يعد الأردن أيضا أول دولة عربية تعين سيدة حكمة دولية في المصارعة، وهي تسنيم داود، التي تأهلت بسرعة وأصبحت تشارك كحكمة دولية.

نظرا لتميز الفتيات في هذه اللعبة، يطمح الاتحاد إلى أن تصبح المصارعة، الرياضة الأولى للأطفال، لما لها من فوائد في القوة البدنية، والمرونة، والتنافسية، وردة الفعل وتنمية الذكاء، وسرعة الحركة، والبديهة.

 

الأردن يستضيف بطولة العالم

استضاف الأردن مؤخرا بطولة آسيا للمصارعة الرومانية والحرة والسيدات للفئتين تحت 17 و23 عاما خلال الفترة من 22 إلى 30 من الشهر الماضي، بمشاركة 471 لاعبا ولاعبة يمثلون 20 دولة.

تميزت هذه البطولة بالتحضيرات والتجهيزات الناجحة، مما وضع الأردن في مقدمة الدول المستضيفة للمصارعة في منطقة الشرق الأوسط، وعزز مكانتها على الساحة الرياضية العالمية، مما يفتح الباب أمامها لاستضافة المزيد من الفعاليات الدولية.

ومع انتهاء بطولة آسيا، بدأ اتحاد المصارعة في التحضير لاستضافة بطولة العالم تحت 17 عاما في الفترة من 19 إلى 25 في شهر آب المقبل، وهو حدث كبير يعزز من تطلعات الأردن في رياضة المصارعة.

ويقوم الاتحاد بالتجهيز للبطولة يتوقع أن يكون فيها 60 منتخب لا يقل عن 800 مشارك وهي تعد من أقوى البطولات العالمية.

 

أضف تعليقك