"جبهة النصرة" و"داعش"... والسلفية الجهادية في الأردن

"جبهة النصرة" و"داعش"... والسلفية الجهادية في الأردن
الرابط المختصر

تركت المظاهرة التي خرج بها عشرات من الشبان في مدينة معان يوم الجمعة دعما لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، تساؤلات حول طبيعة علاقة التيار السلفي الجهادي في الأردن بالتنظيم من جهة، وتباين وجهات نظر التيار من التنظيمات الإسلامية المقاتلة في سورية والعراق.

التيار السلفي الجهادي، أكد رفضه المشاركة بالمظاهرة التي رفعت شعار "معان فلوجة الأردن"، حيث اتهم القيادي في التيار محمد الشلبي "أبو سياف" شخصا وصفه بـ"المشبوه" بالوقوف وراءها.

الكاتب ماهر أبو طير يرى أن التبرؤ من المظاهرة أو عدم تبنيها، يعكس ما هو أعمق، داخل التيار السلفي الجهادي، الذي انقسم إلى عدة أقسام في الأردن، وهي "قسمة لها علاقة بالأزمة السورية تحديدا، وظلالها على الأردن".

ويوضح أبو طير في مقال له السبت، بأن "السلفية الجهادية" في الأردن انقسمت إلى فريقين، فريق مع جبهة النصرة التباعة لتنظيم القاعدة، وفريق مع "داعش"،  مشيرا إلى أن أغلب أبناء معان الذين يحاربون في سورية، ينتمون للنصرة وليس لـ"داعش".

إلا أن "انتصارات داعش الميدانية في العراق تحديدا انعشت الفريق السلفي الجهادي المحسوب على "داعش" في الأردن، ومنحته قوة كبيرة".

ويتوقع أبو طير انقساما أعلى في المرحلة المقبلة،  لافتا إلى أن الانقسام داخل "السلفية الجهادية" على أساس جماعتي النصرة و"داعش"، أمر خطير في الأردن، لأن حسابات كل فريق تختلف عن الآخر، والأردن سيواجه جماعتين،  لهما جذر واحد،  وخطين مختلفين".

ويخلص الكاتب إلى التساؤل "لماذا سيقرر أحد الفريقين جعل الأردن ذات توقيت هدفا من أهدافه"، وهما المشغولان بمعركة مذهبية، والأردن بعيد عن هذه المشكلة المذهبية.

وردا على ذلك يقول أبو طير إن استقرار أي الفريقين، وتمكن أحدهما سيجعل عين ذاك الفريق موجهة باتجاه الأردن،  باعتبار أن الانتصار لا بد أن يجلب تمددا طبيعيا".

فيما يتحفظ العقيد المتقاعد زياد عبابنة نا شخصيا على أن تكون مسيرة معان مؤيدة لتنظيم داعش او انها منظمة من قبل رموزه، مشيرا إلى عدم استبعاد استغلال البعض من غير أعضاء أو مؤيدي داعش و حتى المتعاطفين مع داعش وغير داعش الظروف التي تسير لمصلحة داعش في العراق.

وما يدعو إلى الاستغراب في هذه المسيرة، بحسب عبابنة، هو صغر أعمار المشاركين فيها والذين لم يبلغوا سن الرشد، الأمر الذي لم يجد له تفسيرا إلا أنهم فكروا بأن هذا العمر هو تحت السن القانوني ويعتبرون أحداثا، فإن فكرت الأجهزة الأمنية باعتقالهم أو معاقبتهم فسيكون الوضع مختلفا عما لو كانوا بالغين.

منظر التيار السلفي الجهادي عصام البرقاوي، الملقب بـ”أ بو محمد المقدسي” أعلن في أول تصريح له عقب الإفراج عنه الأسبوع الماضي، عن نيته بالتواصل مع جميع الأطراف والتيارات، لإعادة ترتيب أوراق البيت الداخلي للتيار.

وكان "أبو سياف" قد نفى سابقا توجه "داعش" لإنشاء تنظيم في الأردن، أو استهدافه أو تهديد أمنه.

أضف تعليقك