تهريب الأدوية إلى مخيم الزعتري.. تضخيم زائف

تهريب الأدوية إلى مخيم الزعتري.. تضخيم زائف
الرابط المختصر

تناقلت المواقع الإخبارية في الفترة الماضية خبرا أفاد بأن مديرية صحة المفرق بالتنسيق مع وزارة البيئة ومؤسسة الغذاء والدواء أتلفت ما حجمه 70 مترا مكعبا من العلاجات السائلة وكميات أخرى من المستلزمات الطبية غير الصالحة للاستخدام الطبي، بسبب سوء التخزين، وكانت الأجهزة الأمنية قد ضبطتها مع عدد من اللاجئين السوريين أثناء محاولتهم إدخالها إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين.

فيما يرى الصيدلي سليم الخطيب الذي يقطن في مخيم الزعتري ويعمل على تأمين الدواء للمحتاجين مجانا، أن الأمر فيه بعض التضخيم، فقد تم تناقل هذا الخبر على نطاق واسع في المخيم، إلا أنه لم ير شخصيا أي عبوة أو مادة دوائية غير صالحة للاستعمال في المخيم.

ويضيف الخطيب أن الخبر غير مقنع، فلا مصلحة لأحد لتهريب دواء أو مادة دوائية غير صالحة للاستعمال، كون الأدوية متوفرة ويمكن إدخالها إلى المخيم بشكل شرعي بالتنسيق مع وزارة الصحة.

بينما يؤكد عمر الحوراني تاجر في المخيم أن تهريب البضائع من وإلى المخيم موجود، والجميع يعلم بذلك، ويتم دفع مبالغ مالية مقابل إدخال أو إخراج البضائع من المخيم، مما يزيد من سعرها عن السوق خارج المخيم.

ويشير الحواراني إلى أن جميع المواج تدخل إلى المخيم عبر البوابات، ويتم دفع مبلغ 100 دينار للحرس على البوابة مقابل إدخال حمولة بوزن 5 الى 6 أطنان من المواد المختلفة، ويمتهنها الكثيرين من سائقي سيارات نقل الحمولة.

من جانبه يؤكد مدير صحة المفرق الدكتور ضيف الله الحسبان، أن الوزارة قد أتلفت بالفعل 70 مترا مكعبا من المواد الدوائية غير الصالحة للاستعمال بسبب سوء التخزين وترضها للرطوبة.

ويوضح الحسبان أن هذه المواد تراكمت في مخازن وزارة الصحة على مدى عام ونصف، ولم يتم ضبطها دفعة واحدة، فالجهات الأمنية ترسل لهم المضبوطات من المواد الدوائية بشكل دوري ليصار إلى معاينتها وتحديد مصيرها.

ويضيف بأنه لم يكن ممكنا الاستفادة من الكمية، كونها تعرضت للرطوبة في المخازن التي احتجزت فيها ولم يعد بالإمكان الإستفادة منها مما اضطر الوزارة لإتلافها.

تناقل الخبر على مواقع إخبارية كثيرة أخرى مثل الوكيل الإخباري، وشبكة الاعلام العربية، وكل الأردن، والسبيل، ومانشيتات أردنية، …جميع هذه المواقع اخذت الخبر من وكالة الأنباء الرسمية "بترا" نسخا.

حرفت بعض المواقف في متن الخبر وضخمته، وأضافت له معلومات لم تكن في الخبر الأساسي فالخبر يحتمل التأويل كونه مصاغ بشكل غير واضح ويحتمل التفسير بأوجه مختلفه.

مدير تحرير وكالة "بترا" الذي أقر بدورة بوجود خطأ في صيغة الخبر عزاها لضغط وكثافة العمل، إلا أنه حمل المواقع الأخرى مسؤولية نقل الخبر بشكل شفاف وعدم تحريفه او تضخيمه.

تهريب جميع المواد الاستهلاكية من المخيم وإليه موجود فعلا، فالحاجة والطلب الكبير على المواد،يجعل من مهنة التهريب عملا مربحا، تعرضه المواقع الاخبارية في كثير من الاحيان بشكل مضخم جدا.

للاطلاع على تقارير: سوريون بيننا

أضف تعليقك