تقرير: غرفة عمليات تدرب سوريين ضد نظام الأسد والأردن رفض طلباً إسرائيليا لضرب منشآت سورية
ذكر تقرير لمجلة "اتلانتيك" الأميركية الاثنين أن الأردن رفض طلبين لإسرائيل للسماح لها باستخدام الأجواء الاردنية لقصف مواقع لأسلحة كيميائية مفترضة في سورية.
وأضاف التقرير لصاحبه "جيفري جولدبيرج" أن الأردن أبلغ وسطاء من الموساد الإسرائيلي بأن الوقت غير مناسب، وأشار التقرير على لسان مسؤولين بأن إسرائيل تستطيع قصف مواقع سورية دون أخذ الموافقة من الأردن إلا ان هنالك خشية من تداعيات هذه الخطوة على الأردن وخصوصا أن السوريين سيشتبهون بتورط الأردن في الموضوع.
ونقل التقرير عن مصادر استخباراتية بأن الطيارات الاسرائيلية بدون طيار تقوم بدوريات مستمرة على الحدود الأردنية السورية، كما أن الطائرات الاسرائيلية والامريكية بدون طيار تراقب أي مواقع مشتبه بها لأسلحة كيميائية سورية.
وكشف التقرير نقلا عن مصادر استخباراتية بأن الولايات المتحدة والأردن وحلفائهم الخليجيين أنشأوا غرفة عمليات حربية بإشراف من قبل دائرة المخابرات العامة في الاردن التي تقوم بتنظيم الجهود "لغربلة" النشطاء السوريين ذوي الميول الجهادية، وتزويد أولئك ممن ليس لديهم علاقات أو ميول جهادية بالتدريب والمعدات.
وفيما يلي الترجمة الكاملة للتقرير:
يتزايد القلق حول احتمالية استخدام نظام بشار الاسد للاسلحة الكيماوية ضد أعدائه المتزايدين بسرعة كبيرة؛ وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حذرت الاسد من أن أستخدام مثل هذه الاسلحة الكيماوية يعتبر تجاوزا للخط الاحمر الاميركي: "لن أخوض في تفاصيل ما يمكن أن نقوم به في حال ثبوت أن نظام الاسد استخدم الاسلحة الكيماوية ضد شعبه، ولكن يكفي ان أقول بأننا نخطط لاتخاذ إجراءات".
هذا المستوى الجديد من القلق دفع بتقارير إعلامية ذكرت بأن قوات الاسد بدأت بنقل أسلحة كيماوية، وفقاً لديفد سانجر وإيريك شميت في صحيفة التايمز. ونقل سانجر وشميت في تقاريرهما عن مسؤول امريكي قوله بأن هنالك نشاط لتحضير بعض الاسلحة الكيمائية المفترضة، رغم أن المسؤول الاميركي رفض تقديم تفاصيل حول ما تتضمنه تلك التحضيرات.
الولايات المتحدة ليس البلد الوحيد القلق من إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية؛ مسؤولي استخبارات في بلدين مختلفين أبلغاني مؤخراً أن الحكومة الاسرائيلية تقدمت إلى الحكومة الأردنية مرتين بخطة لتدمير العديد من مواقع الاسلحة الكيميائية في سورية. وفقاً لهذين المسؤولين، إسرائيل سعت للحصول على موافقة الأردن لقصف هذه المواقع، ولكن الأردنيين حتى الآن رفضوا منح هذا الإذن.
إسرائيل، بالطبع، قادرة على مهاجمة هذه المواقع دون الموافقة الأردنية (في عام 2007 القوات الجوية الاسرائيلية دمرت مفاعلاً نوويا سورياً)، ولكن مسؤلاً أخبرني بان الاسرائيليين قلقين حيال التداعيات المحتملة لمثل هذا الهجوم على الأردن. وأضاف المسؤول بأن "عددا من المواقع ليس بعيداً عن الحدود، ولكن على الاردن ان تكون حذرة يال إزعاج النظام وخصوصا أن الأردن تدرك أن السوريين سيشتبهون في تورط الأردن في الهجمة الاسرائيلية".
مصادر استخباراتية ذكرت أن الطيارات الاسرائيلية بدون طيار تقوم بدوريات مستمرة على الحدود الأردنية السورية، كما أن الطائرات الاسرائيلية والامريكية بدون طيار تراقب أي مواقع مشتبه بها لأسلحة كيميائية سورية.
وذهبت هذه المصادر للحديث عن سياق الطلب الاسرائيلي: "أنت تعرف الإسرائيليين، أحيانا يريدون أن يقصفوا فوراً، ولكنهم أبلغوا من الجانب الأردني أن الوقت لم يكن مناسباً". الطلبات الاسرائيلية كانت خلال الشهرين الماضيين من خلال وسطاء للموساد موفدين من قبل مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتينياهو، بحسب هذه المصادر. (سألت السفارة الاسرائيلية في واشنطن للتعليق على هذا الموضوع، ولكني لم اتلق رداً).
يتم التعاون بين الأردن وإسرائيل بشكل مستمر حول الشؤون الامنية، والأردن نفسه أصبح مركزاً للنشاط المقاوم للأسد. مصادر قالت أن الولايات المتحدة والأردن وحلفائهم الخليجيين أنشأوا غرفة عمليات حربية منسقة من قبل دائرة المخابرات العامة في الاردن التي تقوم بتنظيم الجهود "لغربلة" النشطاء السوريين ذوي الميول الجهادية، وتزويد أولئك ممن ليس لديهم علاقات أو ميول جهادية بالتدريب والمعدات. "غرفة العمليات الحربية" أنشأت لإحتوا التأثير التركي والقطري الداعم للمقاتلين الاكثر تديناً ضد نظام الأسد. المخابرات الأردنية قلقة كذلك من الخلايا السورية النائمة بين اللاجئين السوريين في الأردن وبالقرب من مخيم الزعتري وفي المدن الأردنية، التي تعتبر الآن منزلا لعشرات الآلاف من اللاجئيين.